كما كتب لي صديق في رسالة لطيفة هذا الصباح :" بقي لشهر رمضان شهران، و أسبوعان، و يومان" لنتحضر له منذ الآن

و يبدو أن لكل طريقته للتحضير للشهر المبارك، بعض التقشف لا بأس به خلال هذين الشهرين، لتكون طاولاتنا باذخة خلاله، و منذ الآن نسجل في ورقة جانبية ما نحتاجه بعد شهرين...

التلفزيونات أيضا، لها طريقتها في التقشف، فخلال الفترة التي تسبق رمضان، ستغرق  في  مشاهدة مسلسلات قديمة شاهدناها خمس أو ست مرات على قنوات متعددة، في إنتظار حلول شهر رمضان .

يعاد مسلسل " فرقة ناجي عطا الله" على عدة قنوات عربية رغم فشله الذريع، و رغم إختلال توازن واضح بين ممثلين من درجة ما تحت الكومبارس و النجم عادل إمام، و هشاشة السيناريو و سوء الإخراج...

يعاد حتى أصبح مجرد رؤية مشهد صغير منه و نحن نقلّب بين القنوات بالريمونت كونترول يثير الغثيان لدينا..و لن نفهم أبدا من ورط هذه القنوات لإعادة بثه؟

أعيد بث مسلسلات سورية منها الجيد و منها المستهلك، مثل مسلسل " طاحون الشر" الذي لم يكن سوى نسخة غير مثيرة أبدا عن " باب الحارة" بل إن باب الحارة نفسه أصبح بلا معنى في جزئه الثالث.

أعيد بث مسلسل " المفتاح" عدة مرات أيضا ...

و مسلسلات أخرى يضيق المقام لذكرها، مثل المسلسلات اللبنانية التي تتعب المشاهد في الغالب و هو يتابع تفاهة مضمونها و سقوطها دوما في دوامة المغامرات التي لا تمت بمجتمعنا بصلة .

السؤال لماذا هذا الإصرار على إعادة بث مسلسلات موجودة في عدة قنوات؟؟؟ ألا يؤدي هذا إلى كسر القناة نفسها و إفقادها روحها؟

و هل يمكن لقناة تعيش سنة بأكملها على مسلسلات " بائتة" أن تجلب نسبة مشاهدة عالية في رمضان بجديد يشد المشاهد العربي؟

و لماذا يوظف شخص لا علاقة له بالمجتمع العربي في قناة تدعي أنها " الأفضل"  لشراء مسلسلات منتهية الصلاحية؟

مؤسف مثلا أن تبدأ قناة lbc دراما بثها بكل ما هو بائت، بدءا " بحريم السلطان" الذي أثار ضجة و جلب نسبة مشاهدة لا بأس بها، إلى مسلسلات تجعلنا نشفق على من إقتناها...!

قناة " س" للمسلسلات فقدت هي الأخرى بريقها منذ زمن...و حتى حين تستعيده في رمضان، يخبو ذلك البريق بعد رمضان  مباشرة...

ننتظر " إصلاحات" مهمة من كل القنوات المختصة ببث الدراما، لأن مسلسلات كثيرة نبث حصريا على قناة واحدة في الموسم المكتظ للبث ثم تختفي..فلماذا نعيش على ما يتكرر بثه، و هناك ما يستحق المشاهدة؟

قناة osn  يا هلا بفروعها تقدم الجديد، و تحاول التنويع، بين الخليجي و السوري  و المصري و التركي و المسكيكي           و غيرها، لكن هل يملك المشاهد العربي كل قنوات شبكة osn  ؟ فاتني مثلا مسلسل خالد الصاوي الأخير رغم إنتظاري له بشوق، و لكنه بث على قناة osn يا شباب التي لا أملكها...

للموضوع تتمة حين يصل الشهر الفضيل، لكن إلى ذلك الوقت سنكتشف أن من يتحكمون في ذائقة المشاهد، لا يقرأون النقد، لأن نفس الأخطاء تتكرر كل سنة منذ درجت موضة " مسلسلات رمضان" و السباق خلال هذه الفترة مثل مراطون غير عادل، الفائزون فيه يربحون لأسباب فيها الكثير من الظلم !