فضاء للبوح
حين تتستر المرأة على خطايا الرجل (الثلاثاء 26 آذار 2013)
يتعامل المجتمع مع المرأة كجسد، و يحرمها من أدنى حقوقها كإنسان : سنقرأ في هذا التحقيق عن نتائج جرائم الإغتصاب و نتائج ثقة المرأة برجل فتسلمه نفسها تتحمل في النهاية الفضيحة لوحدها و تخسر حياتها كلها بسبب تلك الثقة المؤسف أن الرجل لا يشعر أبدا أنه رمى فلذة كبده و ضناه، يمضي في حياته مرفوع الرأس يزكيه الدين و القانون و المجتمع و المرأة نفسها. أسوأ ما قرأته في هذا التحقيق تعرض المختلات عقليا للإغتصاب و تكرر إنجابهن لأطفال غير شرعيين، و تبدو الدولة غائبة بقانونها تماما فبد أن تضع السيدة مولودها تعاد إلى الشارع لتحبل مرة أخرى من مغتصب جديد... توقفت عقول مسؤولينا تماما عن تحويلنا إلى شعب همجي و جزء من ابنائه لقطاء ..حتى إجراء عملية صغيرة لربط الأنابيب للمختلات عقليا لا تتم، لأن ذلك يتطلب قرار دولة أو فتوى من مفتي ، طبعا مع إهمال كامل لمتابعة القضية و غيجاد المغتصب في عصر العلم بفحص صغير للدي آن آي ...! نحن مجتمع سادي و شرس و يكره أنثاه و يحب إذلالها أمام العالم هذه هي النتيجة التي خرجت بها من قرائتي لهذا التحقيق فتابعوه معي |
قسنطينة تتحول إلى مركز عبور للأمهات العازبات تحولت مدينة قسنطينة في السنوات الأخيرة إلى مركز عبور للكثير من الأمهات العازبات اللواتي يقصدنها للتستر على الفضيحة والهرب من عقاب الأهل بعد ظهور أعراض الحمل عليهن، كما تكشف عنه شهادات من التقت بهن النصر في هذا التحقيق للوقوف على حقيقة معانتهن وهن يسردن واقعا انجرفت فيه خطواتهن إلى مصير مجهول دمر حياتهن وحياة ثمرة علاقات غير شرعية حتى ما تم منها تحت غطاء الزواج العرفي المزيف ، وهي تشمل مطلقات و أرامل و ضحايا زنا المحارم و طالبات و قاصرات بالإضافة إلى مختلات عقليا يشكلن 25بالمائة من حالات الولادات غير الشرعية المسجلة بالولاية، وهن يتعرضن لاعتداءات متكررة وحمل متواصل لا يمكن الوصول إلى مرتكبيه ، ليسجل ضمن قائمة الأطفال المجهولي النسب الذين يواجهون واقعا مؤلما بحثا عن أهل تخلوا عنهم بعد نزوة طيش . تحقيق/ مريم بحشاشي * تصوير/ الشريف قليب قسنطينة الأكثر استقطابا للأمهات العازبات كشف مختصون نفسانيون و اجتماعيون بأن قسنطينة تتصدّر قائمة الولايات الأكثر استقطابا للأمهات العازبات على المستوى الوطني و ذلك بمعدل 45إلى 50حالة سنويا، مؤكدين تضاعف الظاهرة بحوالي 70بالمائة في أقل من سبع سنوات. و ذكر المختص النفساني سفيان بن عزوز رئيس مصلحة بمؤسسة ديار الرحمة بأن قسنطينة تبقى الأولى على مستوى الشرق من حيث عدد المتكفل بهن من هذه الفئة التي تعرف تزايدا مستمرا حسبه، موضحا بأن أكثر الحالات تأتي من شرق البلاد و بالأخص الولايات المجاورة كسكيكدة، باتنة، قالمة، الطارف، أم البواقي. و أرجع السبب إلى توّفر قسنطينة على مركز استقبال عكس باقي الولايات التي تضطر هذه الفئة إلى المكوث أو الاختباء بالمستشفيات و المراكز الصحية التي سرعان ما تتخذ إجراءات نقلهن أو وضعهن بمراكز متخصصة حماية لحياتهن و حياة جنينهن و بالتالي التخلص من الأعباء التي تشكلنها سواء من حيث تهديدات أهالهن في حال اكتشاف مكانهن أو من حيث التكفل الطويل بهن باعتبارهن يشغلن أسرة مخصصة في الواقع للحالات الاستعجالية، و هو ما جعل مؤسسة ديار الرحمة بجبل الوحش بقسنطينة تتحوّل إلى بديل توّجه إليه الأمهات العازبات إلى غاية وضعهن مولودهن، الشيء الذي ساهم في تضاعف نسبة الاستقبال بمركزهم حسبه. و من جهته أكد محمد الأمين رحايلية المكلّف بالإعلام بمديرية النشاط الاجتماعي بأن قسنطينة تعد سنويا بين 45 و 50أم عازبة مبيّنا أن العدد يشمل مطلقات و أرامل و ضحايا زنا المحارم و طالبات و قاصرات بالإضافة إلى المختلات عقليا اللائي كثيرا ما يتكرّر سيناريو الاعتداء عليهن و حملهن باستمرار. و قالت المساعدة الاجتماعية جغدير فتيحة بأن عدد الأمهات العازبات ارتفع بشكل ملفت في السنوات الأخيرة حيث بيّنت الأرقام المستقاة من مركز استقبالهن بديار الرحمة بأن العدد تضاعف من حالتين في 2003إلى قرابة 30حالة في 2010 واصفة الظاهرة بالمقلقة باعتبارها باتت تمس أكثر فأكثر القاصرات و الطالبات الجامعيات، مقدمة أمثلة عن فتيات في مقتبل العمر وجدن أنفسهن في مأزق بعد وقوعهن في أخطاء طائشة مع رجال أنكروا فعلتهم فاضطرين إما للهروب من البيت للتستّر على الفضيحة أو الاستنجاد بأحد المقربين إليهن بالعائلة و غالبا ما تكون الأم أو الخالة اللائي يطلبن مساعدة المختصين فينصحونهن بنقلهن إلى ديار الرحمة لإنقاذهن من ردود فعل الأهل بعد ظهور أعراض الحمل عليهن. و لم يخف عدد من المختصين المهتمين بالنساء العازبات استغرابهن من تزايد الظاهرة في شهري مارس و ديسمبر ، أين يتم تسجيل نسبة استقبال لهذه الفئة تتراوح عموما بين 3و 5حالات على حد تقدير المختص سفيان بن عزوز الذي أكد بأنهم بصدد دراسة الأسباب التي تقف وراء ذلك. و عن أصغر الحالات المتكفل بها ضمن فئة الأمهات العازبات بقسنطينة، أكدت المختصة النفسانية قرين نورة بأنها لقاصر لم يتجاوز سنها 17 بالإضافة إلى حالات أخرى تتراوح أعمارهن بين 18و 21سنة، كان آخرها طالبة من قالمة لم يتعدى سنها ال21سنة، فيما زاد عمر أكبرهن عن 47سنة. و عن واقع التكفل الطبي بهذه الفئة أكدت بعض المساعدات الاجتماعيات بأن أغلب الأمهات العازبات التي يتم وضعهن بمركزهم لا يتوّفرن على ملف طبي يشرح وضعهن الصحي و يؤكد خضوعهن أو عدم خضوعهن لمتابعة طبية من قبل طبيب مختص في الأمراض النسائية، مما يحتم عليهم عرضهن على مختصين لإعداد ملف طبي خاص يرافقهن طيلة حملهن. و هي ما اعتبره البعض حيلة تلجأ إليها الأمهات العازبات لتجنب اكتشاف هويتهن الحقيقية لتعوّهن على تقديم أسماء مستعارة و يخفين وثائقهن حتى لا يتم الاتصال بذويهن. م/ب منهن من حملت و وضعت ست مرات على التوالي مختلات عقليا في ثوب أمهات عازبات كشف عدد من المختصين بأن المختلات عقليا يشكلن 25بالمائة من حالات الولادات غير الشرعية المسجلة بقسنطينة، مؤكدين تعرّض الكثير منهن لاعتداءات متكررة تسببت في حملهن أكثر من مرة و هو ما وصفوه بالمؤسف و المثير للقلق لما يترّتب عنه من ضحايا جدد و أعباء إضافية لمراكز الطفولة المسعفة على حد تعبيرهم. و ذكرت النفسانية قرين نورة بأن أغلب الحالات التي تكفلوا بها على مستوى مؤسستهم سواء تلك التي يتم وضعهن بعد حملات مكافحة التشرّد أو من قبل عائلاتهن للتستر على الفضيحة هن ضحايا اعتداءات متكرّرة و حملن أكثر من مرة، مشيرة إلى حالة أكدت أنهم تكفلوا بها ست سنوات على التوالي لتكرر الحمل لديها في كل مرة. وقالت محدثتنا بأن هذه المختلة المنحدرة من ولاية قسنطينة أنجبت ستة أبناء في حالة جيّدة تم وضعهم مباشرة بعد الولادة بمركز الطفولة المسعفة، مضيفة بأنها ليست الحالة الوحيدة لمختلة تضع أكثر من رضيع، معتبرة الظاهرة بالمقلقة في ظل انعدام المراكز المتخصصة لحماية هذه الفئة المتخلى عنها من قبل العائلات لتبقى عرضة للخطر و مصدر للأمراض الجنسية المتنقلة. و ذكر من جهته المختص النفساني سفيان بن عزوز بأن تكرّر الحمل عند المختلات عقليا يستوجب ضرورة التفكير في حلول لوضع حد لتزايد عدد الأطفال مجهولي النسب من جهة و الخطر التي تشكله هذه الفئة على باقي النزيلات بديار الرحمة في ظل انعدام مراكز متخصصة لإيوائهن من جهة ثانية. و كان عدد من المختصين في الأمراض العقلية و كذا النفسانيين قد دعوا إلى ضرورة اخضاع هذه الفئة إلى عمليات جراحية لمنع الحمل و بالتالي إنقاذهن من أخطار الحمل المتكرّر و الحد من تزايد عدد «أولاد الدولة» كما يحلو للبعض تسميتهم. و خلال قيامنا بهذا التحقيق التقينا بزبيدة التي تخلت عنها عائلتها بسبب مرضها و هروبها المتكرّر من البيت مما عرضها إلى اغتصاب حملت بعده بطفلها الأول قبل أن تغادر الملجأ لتعود إليه مرة ثانية و هي حامل بطفلها الثاني. زبيدة التي أقنعتها المربية بالتحدث إلينا بعد إغرائها بالتقاط صور جميلة لها أمام لوحة كانت تزّين غرفتها المشتركة مع باقي النزيلات، قالت لنا بعبارات متلعثمة بأنها لديها طفلين لكنها لا تعرف أين هما. و أجابتنا زبيدة بالإيجاب لما سألناها إذا كانت تريد إنجاب أطفال آخرين و قالت و هي تضغط على ظفر إبهامها الأيمن بأنها لن تتخلى على مولودها القادم و كأنها متأكدة من حمل جديد. م/ب رحلة الفرار من مركز إلى آخر خوفا من انتقام الأهل أكدت مصادر مختلفة بعدد من عيادات التوليد و مؤسسة ديار الرحمة بأن عددا مهما من الأمهات العازبات يعشن رعبا طيلة فترة حملهن رغم تواجدهن داخل مؤسسات و مراكز عمومية محمية و يفضلن التنقل من مركز إلى ثاني خشية اكتشاف ذويهم الغاضبين لمكانهن. و ذكر دحمان فريد مدير مؤسسة ديار الرحمة بأنهم يتخذون الاحتياطات الكافية في حال تأكدهم بأن نزيلتهم مهددّة بالقتل أو أي خطر دفعها للاحتماء بمركزهم، مؤكدا بأن حالات التهديد المباشر للنزيلات نادر جدا بمؤسستهم، باعتبار عمليات وضع هذه الفئة يتم في سرية تامة و تمنع الحامل من مغادرة المركز إذا اكتشف بأنه مبحوث عنها من قبل الأهل ليس بدافع مساعدتها و إنما للانتقام منها. و سرد محدثنا قصة فتاة من ولاية سكيكدة هربت من البيت بعد ظهور أعراض حملها غير الشرعي عليها و لجأت إلى الجهات المعنية لحمايتها ليتم تحويلها إلى ديار الرحمة بجبل الوحش أين اكتشف أفراد عائلتها مكانها و جاءوا لغسل عرضهم على طريقتهم، حيث تفاجأ أعوان المؤسسة بوصول ثلاث سيارات تحمل ترقيم 21 فأدركوا بأن الأمر يتعلّق بالنزيلة الجديدة التي لم تطل مدة إقامتها عن الأسبوع بذلك المركز لتفزع بقدوم والدها و إخوتها و أبناء عمومتها، و لحسن حظها استقبل المدير ممثلا عنهم و نجح في امتصاص غضبه قبل أن يفعل بالمثل مع والدها بإقناعه بأنها مجرّد ضحية و يمكن حل المشكلة دون التخلي عنها لتكون عرضة للانحراف الخلقي التي قد يتهددها بالشارع. و لم يقبل المدير تركها تعود مع عائلتها قبل توقيع والدها على تعهد بعدم التعرّض لها بسوء أو التعدي عليها بالضرب أو أي شكل من أشكال سوء المعاملة. و ذكرت ممرضة بالمؤسسة الاستشفائية بوذراع صالح بأن قسم التوليد عاش مواقف مماثلة منذ سنوات عندما حاول أهل فتاة حامل أخذها معهم بالقوة لولا تدخل الأمن لفك النزاع و إحالة الفتاة على مكان آخر أكثر أمن لها. و سردت بعض الأمهات العازبات اللائي تحدثنا إليهن بأنهن اضطررن للاختباء بمداخل العمارات و محطات المسافرين و تعبن في التنقل من ولاية إلى أخرى حتى يفلتن بجلودهن ، حيث أسرت سهى صاحبة الـ27ربيعا بأنها عاشت في أكثر من مركز مرة بالعاصمة و مرة بعنابة و أخرى ببومرداس إلى أن أنهكها الحمل فاضطرت للبقاء بقسنطينة إلى غاية وضعها رضيعها غير الشرعي و الذي سرعان ما تخلت عنه كما قالت بمركز الطفولة المسعفة. 50 بالمائة من الأمهات العازبات لا يتوّفرن على ملفات طبية أكد مختصون في أمراض النساء بأن أغلب الأمهات العازبات لا يتوّفرن على ملفات طبية و لا يخضعن لمتابعات طبية خلال الأشهر الأولى من الحمل، و هو ما يعرّض أكثرهن إلى مضاعفات متراوحة الخطورة و يصعب عملية التكفل بهن باعتبار جهل الطبيب المعاين للأعراض السابقة أو إصابتهن بأمراض معدية تحتم عليه عزلها عن باقي المريضات. و كشف مصدر بعيادة التوليد بالمستشفى الجامعي بقسنطينة عن تسجيل إصابة بالسيدا عند أم عازبة مؤكدا بأنها ليست المرة الأولى التي يكتشفون فيها إصابة هذه الفئة بأمراض معدية كالتهابات الكبد الفيروسي بالإضافة إلى معاناتهن من أعراض ارتفاع ضغط الدم و فقر الدم و غيرها من الأمراض التي تستوجب إبقائهن تحت الرعاية الطبية المكثفة. و ذكرت المساعدة الاجتماعية جغدير فتيحة بأن 50بالمائة من الأمهات العازبات يصلن إلى المركز دون ملفات طبية توضح وضعهن الصحي مما يضطرهن لإجراء الفحوصات اللازمة حتى لا يواجهوا مشاكل معهن بعيادات التوليد في حال تسجيل مضاعفات لديهن. و أرجعت سبب عدم توفرهن على ملفات طبية إلى خوفهن من حمل وثائق من شأنها كشف هويتهن الحقيقية فيتم الاتصال بذويهم الذين غالبا ما يرفضون إطلاعهم عن حالهن لأسباب أو لأخرى. و قالت زميلتها بأن ثمة حالات تجهل بأنها حامل إلى غاية عرضهن على طبيب المؤسسة مثلما حدث مع إحدى المقيمات التي كشف الطبيب بأنها حامل في شهرها الثاني. و يرى مختصون آخرون بأن هناك من الأمهات العازبات من يتعمدن عدم المتابعة الطبية بنية التخلّص من الجنين في حال أصبن بمضاعفات لأنهن تعرفن جيّدا عواقب محاولات الإجهاض. و تحدثت المساعدة الاجتماعية جغريد عن تسجيل محاولة إجهاض أقدمت عليها أم عازب في شهرها السادس، حيث قامت باستهلاك محتوى علبة كاملة من دواء الأسبجيك مرتين على التوالي مع تكرار القفز من فوق السرير للتخلص من الجنين. و أكد المختصون بأنهم يحاولون شتى الطرق و الحيل لإبعاد فكرة الإجهاض من أذهان الأمهات العازبات اليائسات و بالأخص ضحايا الاغتصاب أو ضحايا وعود كاذبة بالزواج. م/ب شهادات حيّة لأمهات عازبات تكبدن الخطيئة و الفضيحة بمفردهن يعتبرن أنفسهن ضحايا مجتمع ظالم يتستر على أخطاء الرجال و يدين النساء برميهن عنوة أو بدفعهن تحت طائلة التهديد لاختيار الشارع ملاذا لإنقاذ أرواحهن و أرواح الأجنة التي يحملنها بأحشائهن جرّاء نزوة يتحملن عواقبها بمفردهن أو اغتصاب تعرضن إليه فتحوّلن إلى وصمة عار. "النصر" رصدت شهادات أمهات عازبات وجدن في ديار الرحمة مأوى لهن بعد تشّرد أوقعهن في غياهب الرذيلة فتكرّر الحمل غير الشرعي لديهن أكثر من مرة. وتلبية لطلب محدثاتنا و احتراما لخصوصيتهن استعنا بأسماء مستعارة حفاظا على مشاعرهن. نقمت على والدتي العازبة فأصبحت مثلها لم تتمكن من التحكم في دموعها و هي تسترجع أسباب اقتحامها عالما عرفت منذ البداية أنه قذر باعتبار أن والدتها سبقتها إليه و جنت عليها و على شقيقها بمنحهما حياة موسومة بالعار، عرضتهما للذل ببيوت كافلي اليتامى التي لم تقوى على تحمّل استغلالهم البشع لها كما قالت فاختارت الخروج إلى الشارع انتقاما من نفسها أولا لأنها لم تقو على تجاوز نظرات الآخرين التي تذكرها دائما بأنها نتاج علاقة غير شرعية، فراح الغضب يعمي عينيها و يدفعها لتجريب كل شيء قد ينسيها ظروفها القاسية لتجد نفسها في دوامة الكحول و العلاقات المشبوهة التي جعلتها تحمل عدة مرات و ترمي بأطفالها في بيت كفيلتها تارة و بدار الطفولة المسعفة تارة أخرى لتكرّر سيناريو والدتها و هي تمنح مصيرا مجهولا لأبناء بلا هوية. قصة حياة 50سنة تليق سيناريو فيلم درامي لتفاصيلها المثيرة بين الإدمان و الدعارة و السجن و الشارع قبل العودة إلى الرشد و الصواب و الحلم باستعادة أبنائها و جمع شملهم تحت سقف واحد و إطعامهم من مال مصدره حلال و من عرق جبينها. و سردت حياة بتأثر كبير وهي تغالب دموعا لم تستطع مدارتها معترفة وهي تمسحها بأنها تخونها كلما أرادت الفضفضة عن هذا الماضي الأليم والتعبير عن ندمها عن أيام وصفتها بالسوداء و دفعها لامتهان الدعارة طمعا في جمع المال الكثير عسى أن ينسيها حقيقتها كابنة حرام كما وصفت نفسها، و راحت تستسلم لنزواتها و تأثيرات رفيقات السوء اللائي شجعنها على الخوض في كل المحرمات إلى أن تحوّلت إلى شبه سلعة تشترى و تباع في سوق النخاسة. تصمت و تبكي بكاء شديدا يضطر المساعدة الاجتماعية للتدخل و تهدئتها قبل أن تسترسل قائلة بأنها شعرت بالندم و هي ترى ابنتها الأولى تأتي من علاقة غير شرعية تماما مثلما فعلت والدتها قبلها ، فتوسلت لشقيقها لإنقاذ صغيرتها البريئة و منحها أجواء الاستقرار التي لم تنجح هي في توفيرها لنفسها عكسه هو ، الذي تمكن من تجاوز المحن و فتح بيت و تكويّن أسرة و إنجاب أبناء شرعيين منحهم الآمان و الاستقرار و كذلك فعل مع ابنة شقيقته غير الشرعية التي كان لها سندا قويا. و تستعيد من جديد شريط ذكرياتها المخزية وعودتها تحت تأثير و إلحاح رفيقات السوء إلى أحضان الرذيلة مرة أخرى ، وتجد نفسها حامل بطفلها الثاني والذي لم يكن حظه كحظ ابنتها الأولى ، وهي تضعه مرغمة في دار الطفولة المسعفة قبل أن تتبناه عائلة قالت أنها تعرف مكان إقامتها تماما مثل طفليها الأخيرين الذي يزيد عمر أكبرهم عن 18سنة. صمت رهيب يعم المكان مرة أخرى أمام دموع الألم المنهمرة على وجه زاحمت التجاعيد ملامحه الكئيبة قبل أن تعود محدثنا بذاكرتها كما في جهاز قراءة على طريقة الفلاش باك مسترجعة صور معاناتها الكثيرة مع الاعتداءات الجسدية و الجنسية التي تعرّضت لها طيلة سنوات تسببت مرات عديدة في دخولها إلى المستشفى...تتوّقف و تبكي بحرقة قبل أن تواصل كادوا يقتلونني بضربي و رميي من السيارة و هي تسير بسرعة فائقة، تصمت من جديد لترينا آثار الجروح على قدميها لتعود للتحدث عن حياتها التي أكدت بأنها لم تتذوق خلالها طعم الراحة و السعادة كما لم تشعر فيها بالطمأنينة أبدا قبل التحاقها بديار الرحمة و تكفل المختصين بها نفسيا و اجتماعيا ، و هي اليوم تعمل كمرافقة للمرضى و المعاقين مقابل أجر قالت أنها تقوم بتوفيره لأجل توفير تكاليف أداء فريضة الحج طمعا في مغفرة و رضا الله و أبنائها الأربعة الذين أكدت بأنها تحلم بضمهم إلى حضنها و العيش معهم تحت سقف واحد ، مع أملها في ضم حفيدتها من ابنتها دون أن تشعر بنقص أو عار. تزوجت عرفيا و هي على ذمة آخر فتحوّلت إلى أم عازبة قصة منيرة أغرب من الخيال فهذه المرأة الشابة التي لم يتجاوز عمرها الـ33سنة أم عازبة لطفلة ، و تنتظر طفلا آخر يرفض والده حتى الآن الاعتراف به. بعد ثالث علاقة تقيمها مع ثلاث رجال مختلفين ، تؤكد بأنها ارتبطت باثنين منهما عرفيا بعد أن رمى عليها زوجها الأول يمين الطلاق و طردها من البيت دون أدنى حقوق لتعود إلى بيت عائلتها التي لم تنصفها كما قالت بل كانت تعاتبها و تلومها على ترك مجوهراتها في بيت زوجها عندما غادرته غاضبة ولم تفكر في حمل أي شيء معها ، ولم تراعي عائلتها كما قالت حالتها النفسية الصعبة التي ظلت في تدهور مستمر لانعدام شخص يتفهمها و يمسح الغبن عنها، فقررّت البحث عن السكينة في مكان آخر ، فلم تجد إلا الهروب من بيت أهلها حلا لمعانتها ، بطرق وجهة قالت أنها لم تكن تدري منذ البداية أين ستحملها إلى أن تعرفت على شخص أقنعها بالزواج العرفي فقبلت دون تفكير في العواقب، و ما هي إلا أشهر قليلة حتى تفاجأت بأمر القبض عليها و حبسها مع رفيقها مدة سنة نافذة بتهمة الارتباط دون توّفر شرط الطلاق القانوني من الزوج الأول. و لم تنته كوابيس منيرة المنحدرة من ولاية قالمة بل تأزمت مع حملها و وضعها لمولودتها "أروة" التي تكفل بها والديها ظنا منهما بأنها نتاج علاقتها الشرعية من زوجها الأول قبل أن يصدما بالحقيقة و يحاولا حل مشكلة النسب مع والد الفتاة الذي يرفض الاعتراف بها و تفشل هي في إقناع من كانوا شهودا على زواجهما العرفي في إثبات ذلك بالإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة، لتجد نفسها مرة ثانية تواجه رفض أسرتها لها بعد ما ألحقته بهم من عار، بإقدامها على إقامة علاقة بشخص ثان و هي على ذمة رجل آخر و دخولها السجن و إنجابها طفلة غير شرعية . و لم يبق أمامها سوى قبول و مواجهة مصيرها بمأساته الجديدة، حيث حملتها خطواتها إلى مركز استقبال النساء في خطر معنوي بوسط البلاد و الذي لم تقم فيه طويلا لأسباب أكدت أن لها علاقة بالمقيمات هناك. و لم تستفد منيرة من دروس الحياة الأولى وراحت تبحث عمن يسترها و يكون لها سندا في حياتها الصعبة، فتعرّفت على شخص ألح على الارتباط بها رغم اطلاعه بكل مشاكلها السابقة و تمكن من إقناعها بوساطة من المساعدة الاجتماعية التي كانت تتكفل بقضيتها بمديرية النشاط الاجتماعي بمكان إقامتها، و تقبل بالارتباط به عرفيا إلى حين تسوية وضعيته مع زوجته و أم أطفاله و إقناعها بالسماح له بالزواج بثانية. لكن تسري الرياح بما لا تشتهي السفن، و يفشل هذا الأخير في تحقيق وعده فتضطر منيرة للاختفاء عن أنظار من يعرفونها ببلدتها بعد ظهور أعراض الحمل الثاني عليها و هي اليوم في شهرها السادس و تنتظر بخوف قدوم طفلها الذي قالت و هي تبكي بحرقة أن الإيكوغرافيا أظهرت في المعاينات الأولية بأنه صبيا و تخشى أن يكون مصيره مصير أخته أروى التي لم يتجاوز سنها السنتين و النصف. فمنيرة التي لم ترفع عينيها طيلة تحدثها إلينا أسرت لنا بأنها كانت ضحية ثقتها في الرجال و رغبتها في إيجاد حضن يعوّضها الحرمان الذي عانته منذ كانت صغيرة و الظروف القاسية التي أجبرتها على ترك مقاعد الدراسة في مستوى التاسعة متوّسط و التوّجه إلى حياة التكوين المهني أين تحصلت على دبلوم في فن الحلاقة تتمنى اليوم النجاح في استغلاله لتوفير لقمة العيش لها و لطفليها ضحيتي زواجها العرفي و تهرب أزواج من تحمل مسؤوليتهما . أرملة و أم لطفلين تغتصب و تنجب طفلا غير شرعي بدأت مأساة الأرملة زهرة بعد رفض عائلتها استقبالها مع طفليها، و اشتراط عودتها دونهما بعد المشاكل التي واجهتها مع زوجها المتوفي و التي دفعتها لمغادرة بيتها للإفلات من قرار تزويجها بابن عم زوجها المختل عقليا كما قالت، لتواجه رفض أسرتها التكفل بها و بطفليها و تخييرها بين البقاء وحدها أو المغادرة مع طفليها، فاختارت طفليها و خرجت في أيام ممطرة لا تعرف أين ستحملها خطواتها و الغضب يعمي عينيها و يعيق تفكيرها في من بإمكانه مد يد العون لها من أفراد أسرتها الكبيرة، فكان الشارع مأواها الأول و الأخير طيلة أسابيع خارت فيها قواها و استبد بها اليأس و هي تتنقل من حي إلى آخر كان آخره حي الكدية الذي لجأت إليه بحثا عن الآمان لوجود مديرية الأمن به كما ذكرت إلى أن اقترح عليها أحد الأشخاص إيواءها ببيته فقبلت ظنا منها أنه محسن رق قلبه لحالها و حال طفليها في الشتاء البارد، لتكتشف بعد مرور أيام قليلة أنه وحش آدمي أقدم على استغلالها بعد تنويمها باستخدام حبات منوّمة وضعها خلسة في طعامها على حد اعترافها لتكتشف بعد أشهر بأنها حامل منه. و أمام المأزق الذي وجدت نفسها فيه راحت تطلب منه تدارك المشكلة بالارتباط بها و الاعتراف بابنه لتجنّب الفضيحة ، لكنه رفض و طردها إلى الشارع لتعود من جديد إلى حياة التشّرد و البؤس تتلاطمها رياح الغبن و الخوف من المجهول إلى أن تحتم عليها ترك صغارها في مركز متخصص بقرار من قاضي الأحداث لتواجدهما في خطر معنوي و عدم قدرة الأم الحامل بطريقة غير شرعية على توفير الأجواء المناسبة و الآمنة لهما، لتواصل هي معاناتها بمفردها داخل مركز استشفائي إلى غاية وضعها لرضيعها البالغ من العمر حاليا تسع سنوات و المتواجد رفقة أخيه الذي يكبره بسنتين، فيما يتواجد ابنها الأكبر الذي يناهز عمره 18سنة بمركز للأحداث أما هي فاختارت البقاء بديار الرحمة في انتظار حصولها على فرصة عمل شريف قد تتمكن بفضله من جمع شمل أسرتها بعيدا عن حياة التشرّد و أخطار الشارع الذي لا يرحم. وعدها بالزواج و تركها أما لطفل غير شرعي وجدنا صعوبة في الالتقاء بالطالبة سناء 21سنة التي رفضت التحدث إلينا وجها لوجه و اكتفت بالإجابة عن أسئلتنا عن طريق الهاتف بوساطة من مساعدة اجتماعية طمأنتها بالسرية التامة حفاظا على حياتها لأن والدها لا يعلم بالموضوع حتى الساعة، حيث وقعت سناء المقيمة بإقامة جامعية بشرق البلاد في حب رجل متزّوج ، و أقامت معه علاقة نجم عنها حمل أنكر الطرف الآخر علاقته بها. فاضطرت بالبوح بالأمر لوالدتها و خالتها اللتين و خوفا على حياتها قاما بنقلها إلى مركز بعيد عن مدينتها للتستر على الفضيحة إلى غاية إنجابها الصغير الذي أكدت بأنها غير مستعدة للتكفل به، معربة عن ندمها للاستسلام لنزواتها وتصديقها لوعود وردية من رجل متزوّج يزيد عمره عن الأربعين، حوّلها من عازبة إلى أم عازبة لا تعرف حتى الآن مصيرها و مصير جنينها. و ما هذه إلا عيّنة بسيطة من شريحة واسعة لا تكف عن التزايد بكل أرجاء الوطن و التي أكدت إحصائيات رسمية سابقة لوزارة التضامن بأن حوالي ثلاثة ألاف طفل يولدون سنويا مجهولي النسب. نقلا عن جريدة النصر الجزائرية |