رشحت مرة واحدة لجائزة البوكر، و لم يظهر إسمي حتى في القائمة الطويلة، فكتبت لأحد أعضاء التحكيم  ( لن أذكر إسمه) أسأله ما رأيه في روايتي و لماذا لم تبلغ القائمة الطويلة مع أن روايات أخرى أقل مستوى منها نجحت؟ فرد أستاذنا " الفاضل"  قائلا أنه قرأ روايتي مرتين و لكنها لم تكن بمستوى ما رشح للقائمة الطويلة.
طبعا أمام الكم الهائل من الروايات التي رشحت للبوكر، قرأ " سيدنا" روايتي مرتين رغم أنها لا ترقى لمستوى الروايات الجيدة...هل صدقتم كذبته؟؟؟
أنا صدقته حتى التخمة ! الصدق خارج من " مناخيري" و أذني !
و اليوم و أنا أقرأ القائمة الطويلة لجائزة البوكر و هي تحوي ستة عشر إسما، عاودتني " نوبة التصديق" تلك...و أنا أقرأ الأسماء المتكررة في القوائم الطويلة، و الأسماء العملاقة لكتاب حصدوا أغلب الجوائز العربية على مدى ربع قرن...فهمت أننا نعاني قحطا فظيعا ضرب ضمائرنا حتى العظم.
نحن عاجزون على إكتشاف مواهبنا المهدورة، عاجزون أن نبهر العالم بما نملك، إننا نشبه مآدب أكلنا التقليدية ، نقدم الأصناف نفسها دائما، مع تغييرات بسيطة في الديكور و أطباق التحلية.
أغلب دور النشر توهم كتابها أنها رشحت أعمالهم، فيما هي في الحقيقة تقدم " الصنف " نفسه للجنة الجائزة، و اللجنة التي هي " بشر مثلنا" تقرأ كل عمل " مرتين" و تختار بدقة و موضوعية فائقة ما يرضي ضمائرها " الظاهرة منها و المستترة" و" تفاجعنا" بالقائمة التي نصفها ألفناه، و النصف الآخر جديد من باب التغيير لا غير!
فضيلة الفاروق