يعتبر التلفزيون الجزائري من أفشل التلفزيونات العربية على الإطلاق، و هو نموذج للرداءة بكل أنواعها، فهو يقدم مجموعة برامج لا علاقة لها بالتطور الإعلامي الذي حققته الفضائيات العربية و أغلب تلفزيونات العالم العربي...و رداءته هذه كان يكسرها من حين لآخر مذيعون جيدون سرعان ما يغادرونه بمحض إرادتهم محلقين في فضاءات أرحب، أو يطردون بسبب تمكنهم و ذكائهم كما حدث اليوم مع الإعلامي عبد الرزاق بوكبة الذي ظل لفترة سنوات يقدم برنامجا ذكيا و راق إسمه " فصول" يعنى بواقع الثقافة في الجزائر...و كان البرنامج الوحيد ربما الذي ظل يحفظ ماء وجه هذا التلفزيون الذي يطلق عليه الإعلام المكتوب الجزائري لقب " اليتيمة" بحكم أنه يحمل اليتم في كل صفاته، فهو تلفزيون يدمرك بكآبته و رداءته و يعيش خارج سرب الإعلام تماما، و ثانيا لأنه تلفزيون يصر رئيس الدولة أن يبقيه بلا أخوة في زمن التعددية الإعلامية و تعدد الآراء...مؤسسة حكومية يعمل فيها موظفون وظفوا في الغالب عن طريق التوصيات من فلان و علان، و تناوب على إدراته وصوليون بعثروا أمواله على أهواء شخصية...
لا علينا ، عبد الرزاق بوكبة اليوم و بعد أن طرد بشكل تعسفي من التلفزيون، و بعد لجوئه بطرق عدة لإستعادة وظيفته و لم ينجح يلجأ للإضراب عن الطعام، و بحكم أني جزائرية و أعرف العقلية الجزائرية جيدا، و أعرف كيف يفكر مسؤولينا هناك فإني أتوقع أن يترك عبد الرزاق يموت ببطء أمام الرأي العام ، و أن لا أحد سيلتفت إليه و هو يموت ببطء جوعا بعد أن مات حزنا و كمدا منذ إصدار قرار طرده التعسفي.
نعم لست أتأمل خيرا في مجتمع بأكمله أدمن الرداءة و لا يعنيه التغيير، و لست أرى بصيص أمل سوى في أن يتلقف عبد الرزاق تلفزيون عربي آخر من هذه الفضائيات الناجحة لأن مكانه ليس في مؤسسة فاسدة و شبه ميتة مثل التلفزيون الجزائري " ثلاثي الرؤوس" كتنين مقيت يقتل و لا يحيي.
و إن كنت أكتب اليوم فلكي أرسل برسالة إلى إعلاميين جزائرين و عرب أن يساندو عبد الرزاق بإيجاد وظيفة تناسب مواهبه، و ألا يشاركوا في قتله لأن لا أحد سيلتفت إليه في الجزائر،
و أن نتكاتف و نتعاون نحن الذين وجدنا هواء في الخارج يحينا لنساعد عبد الرزاق فقط لأنه شعلة من الذكاء و الموهبة و العطاء و لن نسمح بقتله لإن قرار طرده من وظيفته لم يكن أكثر من قرار إغتيال حقيقي....
ايها السادة و السيدات...
ايها الإخوة الذين يحلمون بجزائر جديدة آمنة و متطورة علينا أن نحافظ على ادمغتنا و ألا نشارك في قتلها و تدميرها، لي أمل فيكم و ليس لي أي أمل في من يسيرون التلفزيون الجزائري ، و لا من يسيرون الجزائر نفسها ....