من قال أن وضع النساء تغير؟
في أفغانستان لا تزال النساء يمشين خمس خطوات خلف رجالهن ، و لا يزال التخلف نفسه يسود البلاد كما لو أن طالبان على سدة الحكم،  و في باكستان بإمكان الرجل أن يقطع أنف زوجته إن شك فيها أنها تخونه و المحكمة تبرئه، و في أكثر من دولة إسلامية تجلد المرأة الزانية حتى الموت في غياب تام للزاني لأنه لم يعرف..!
في مستشفيات الجزائر البلد الذي يبعد عن أوروبا بمسافة ساعة طيران فقط  يتخلى الزوج عن زوجته إذا أصيبت بسرطان الثدي،      و بتر ثديها، و يرمي الرجل إبنته للشارع إن تعرضت للإغتصاب.
في ربوع هذا العالم العربي الفسيح لا تزال النساء كائنات من الدرجة العاشرة. فاللبنانية الأنيقة التي تملك سيارة و هاتف خليوي بألف دولار لا يحق لها أن تفتح حسابا لإبنها في بنك، و لا يحق لها أن تمنح جنسيتها لإبنها إن تزوجت أجنبيا، و تحرم من الميراث عند بعض الطوائف، و لا يحق لها بالضمان الإجتماعي إن كانت زوجة ثانية..!
في تونس سئمت المرأة من الحرية، و من نظام بورقيبة العادل، فأصبحت النساء تحت وصاية المتدينين من جديد، فالحرائر صنعن الثورة و المنقبات جئن لقطف الثمار...هنيئا لهن عودة عصر الحريم من جديد.
هنيئا لنا جميعا عصر الحريم الجديد. لقد فشلت المرأة العربية فشلا ذريعا لتثبت ذاتها. و فشل الرجل العربي ليكون أكثر من ذكر      " ينكح" النساء و يكون قواما عليهن...
مبروك عليكم القوامة، و مبروك عليكم " الفياغرا و ال سياليس و كل منتجات القوامة الأخرى...
إبقوا كما أنتم، رجاء...
مبروك علينا المثقفين الذين انتجتمهم الأنظمة الفاسدة و مناهج التعليم المريضة، مثقفون يعيشون بأقنعة و يكتبون بأقنعة و يقضون أغلب الوقت على فايس بوك لإصطياد النساء
شكرا لكل منافق عربي مدعي أنه مثقف، يكذب على فلانة و علانة في الوقت نفسه ليحصل على الإثنتين...
شكرا لكم هذا " السلوك الأخلاقي " الرفيع...! و رجاء إبقوا هكذا لأن ثورتكم من أجل تحرير النساء لا تختلف عن ثورة شيوخ الدين من أجل الحفاظ على " مباهج التعدد الشرعي" ...
اللعنة على الثامن من آذار...و على كل متخلف حول حياتنا إلى جحيم، حتى إن حاولنا نسيانه يذكروننا في هذا الثامن البائس ببؤسنا، و بأننا مجتمعات معاقة، لا أمل منها ..لا أمل...لا أمل !
فضيلة