فجأة أصبح خبر إسلام " مستر بين" خبرا تناقلته فئة كبيرة من المسلمين و كأنه نصر جديد لنا، لقد كنا بحاجة لإسلام مستر بين لنتأكد أن إسلامنا صحيح، و أنه دين يجب أن نتمسك به.
طبعا مئات الناس يعتنقون الإسلام إن لم يكن بالآلاف، يحدث ذلك في الغرب لأن حرية المعتقد تسمح للشخص أن يعتنق ما يريد، و بالمقابل نجد الآلاف أيضا سنويا يعتنقون البوذية، أو يعودون لتعاليم المسيح، أو يختارون عقيدة أخرى تناسبهم. حتى أننا سنويا لا نشعر بعدد الملحدين الذين يتركون الإسلام و المسيحية و اليهودية لإعتقادهم أن هذه الديانات الثلاث سبب أغلب الحروب في العالم، و أنها لم تحل مشاكل البشرية بقدر ما جعلتها عويصة أكثر.
المؤسف أن أجيالا كثيرة من ابنائنا يتباهون بإعتناق أحدهم الإسلام فيما بإمكانهم أن يكونوا أي شيء إلا مسلمين...
إن هشاشتنا تزيد يوما بعد يوم حتى أصبحنا فعلا ننتظر أي بريق من الغرب يثبت أن ديننا هو الصح، نريد إعترافا تلو الإعتراف من هذا الغرب الذي يتحدانا في أمور كثيرة بالتفوق فيما نحن غير قادرين بتاتا على اللحاق به.
فهل فعلا نحن بحاجة لإسلام " ميستر بين" لنفهم الرسالة المحمدية؟
و أيهما أقرب إلينا ميستر بين أو نبينا محمد عليه الصلاة و السلام؟
لا أدري إلى أين سنصل بهذه الضحالة الفكرية، لكني أعرف أننا نشوه الإسلام يوميا بسلوكاتنا المشينة، و أننا نجعل الكثير من أبنائنا يذهبون نحو الإلحاد، فيما نفتخر بشخص إعتنق الإسلام لنفسه، إن كان الخبر صحيحا طبعا لأنه يبدو مجرد خدعة أخرى من بعض المواقع الإعلامية التي تدعي التدين..
لا أدري أيضا هل إسلام الممثل البريطاني الكوميدي سيضيف شيئا للإسلام كدين؟ أم أنه مجرد رقم؟ أم أنه ربما طريقة للترويج لديننا الذي أصبح ينسب للقاعدة و جبهة النصرة و الجماعات التي تقتل باسم الدين و تسببت في جعله مرادفا مهما لمصطلح الإرهاب...
شخصيا لست بحاجة لنبي جديد إسمه ميستر بين..!!