تزور نساءنا الطبيب النسائي حينما يصبن بمرض في أعضائهن الجنسية، و يخضعن للعلاج بشكل عادي، و أحيانا يخضع أزواجهن للعلاج نفسه، بحكم أن الأزواج يعدون بعضهم بعضا أثناء العلاقة الجنسية. لكن أحيانا لا يحتاج المرض إلى علاج يتناوله الزوج، كأن تصاب المرأة بسرطان عنق الرحم -لا سمح الله- ، فتتحمل المرأة المرض و العلاج القاسي لوحدها، دون أن يخطر ببالها أن ما تعرضت له سببه عدم وفاء الزوج لها. نعم يتستر أطباءنا على الموضوع بشكل يتواطأ مع مجتمعنا المنافق إلى أقصى درجة. يقوم الطبيب المعالج بدوره الطبي بشكل غير مكتمل، حتى أنه لا ينبه الزوجة أن مرضها جاءها من خارج " عشها الزوجي" . يكتب الوصفة الطبية، بصمت يشبه " شهادة الزور" و يرسلها إلى زوجها مرة أخرى لينقل لها مزيدا من الأمراض. يتفادى الطبيب إقحام نفسه في العلاقة الشخصية بين الزوجين، و لعله في قرارة نفسه يتمنى أن يمرض المجتمع كله ليحافظ على " باب رزقه" ، و حتى المرأة المتعلمة عندنا، و المثقفة، لا تسأل نفسها من أين جاءها المرض و ما نوعه و كيف ينتقل؟ فكونها مكتفية بزوجها و علاقتها الجنسية مستمرة، فهذا سبب كاف ليجعلها تقتنع أن المرض " مصاب رباني"  فيما العلم اليوم يقول أن أغلب الأمراض الجنسية سببها فيروسي و ليس " الله" ! بالطبع يستحيل أن تسأل زوجها إن كان له علاقة خارج الزواج، أو أنه متزوج بأخرى في السر؟ فلكل جسد ميكروباته و فيروساته الخاصة. و أستغرب كيف أن الشخص يصاب بالقرف من تناول طعامه بملعقة غيره، لكنه يسمح لنفسه أن يدخل عضوه في فرج امرأة، ثم يدخله بعد ذلك في فرج امرأة أخرى بكل ما يحمله من خلايا ميكروسكوبية هائلة من الأولى للثانية و العكس صحيح ايضا. و كيف لإمرأة أن تقبل هذا على نفسها ، رغم كل ما تتحمله من أذى نفسي، يصبح واضحا مع الزمن في سلوكها، من عصبية، و صراخ على الأبناء، و شجارات دائمة مع الشريك، و مع أهله، و حتى مع الجيران...! 
نعم الجهل نعمة، و نحن أمة تجهِّل بعضها بعضا، من أجل المتع الآنية السرية التي تسرق من هنا و هناك. لقد عجز العلم أن يقنع المجتمعات " الجاهلة"  على أن تعدد العلاقات الجنسية شيئ مدمر جسديا و نفسيا و ماديا ، سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، و عجز الدين أن يوصل الفكرة نفسها، لأنها جميعها أُوِّلت، أو رفضت جملة و تفصيلا، و أصبح الجنس هوسا يدافع عنه الذكور خاصة بشكله المشوه و لو باستعمال الفتاوي، كالدعوة للزواج من الأطفال ( بنات دون سن الرشد) أو التعدد
( الزواج بأربع مع إتخاذ جواري دون تحديد عدد لهن)  و ذلك للحفاظ على الحرية الجنسية التي حظون بها.
أيتها السيدات دعوني أقرع لكن جرس منبه الوعي، لننهي زمن النوم في عسل الجهل، و أخبركن بالمختصر أن أي مرض جنسي يضرب أعضاءكن الجميلة يعني أن " حمامة" أزواجكن طارت خارج العش، و نقرت في إحدى المزابل و عادت إليكن، و الآن الكرة بين أيديكن، و المثل يقول " الوقاية خير من أثقال العلاج"..!