التحرش بالفتيات و النساء في الشارع مرض عربي بامتياز، و رغم أن النساء محتشمات في معظمهن خاصة في السنوات الأخيرة، و إنتشار الحجاب أصبح ظاهرة ملفتة للنظر في كل البلدان العربية إلا أن التحرش يظل  سمة من سمات شارعنا.      و تدني مستوى الأخلاق في الشارع العربي حتما له أسبابه التي قد لن نجد لها متسعا لذكرها جميعها هنا، لكن أيضا هناك فورة أخلاقية، و غيرة من فئة معينة من الشباب الواعي الذي يسعى ليس فقط لحماية و إحترام بناتنا بل أيضا لإعطاء صورة حسنة عنا، و إحياء أخلاق كنا نتميز بها بين الأمم.
و قد أعجبني أن هذه الفئة من الشبان إستغلوا " الفايس بوك" لنشر فكرتهم، و هي فكرة ذكية جدا ما دام حتى أوباما        و أنصاره قد استعملوها للترويج لحملتهم الإنتخابية، و طبعا حسب تحليلات المختصين فإن الحملة على الفايس بوك حققت نتائج مدهشة لم يتوقعها خصوم أوباما.
و نحن و إن كنا نبارك هذه الخطوة لشباب مصر فإننا نتمنى أن يصبح هذا السلوك سنة حميدة في الشارع العربي كله، و تعلن الحرب ضد التحرش في كل شوارعنا العربية.
فلنقل جميعا لا للتحرش.
فمن العيب أن نسكت على أشخاص يتحرشون ببناتنا، أو أمهاتنا، إذ كثيرا ما نرى شبانا في عمر المراهقة يلاحقون نساء في أعمار أمهاتهم، و يلقون لهن الكلام البذيء. و كثيرا أيضا ما نرى رجالا ينهالون فجأة ضربا على أحدهم لأنه دون أن ينتبه تحرش بزوجة أو أخت أو صديقة لهم...
الأجانب الذين يزورون بلداننا يستغربون سلوكنا هذا، و نحن لا نفعل شيئا سوى التأفف، بل في الغالب أصبح التحرش أمرا مألوفا لدينا...
هل يمكن بعد عدة سنوات أن تمشي نساءنا في أمان الله بشوارعنا؟
الله أعلم طبعا، لكن لنتمنى ذلك و نردد: إن شاء الله يا رب!