يدخل الحب إلى قلوبنا من الباب الذي لا نتوقعه
و قد نركض خلفه كثيرا، و هو يهرب، يركض و نحن نركض ثم نستسلم تماما لأن ما نريده صعب المنال
نضع شروطا و نتخيل أوصافا للطرف الآخر، نتحدث عن تفاصيل مضحكة تخص فارس أو أميرة أحلامنا، ثم يأتي الحب في لحظة مفاجئة عكس ما نتوقع
يأتي كاملا و جميلا و مثاليا
يأتي و قد اقترفنا غلطة الزواج و الإنجاب...
يأتي و قد تسرّعنا باتخاذ قرارات غبية في حق أنفسنا...
يأتي و قد شوهنا حياتنا إلى الأبد بمسار غير مسار أحلامنا ...
يأتي أحيانا و قد مضى بنا العمر إلى محطة الكهولة...
يأتي  متأخرا...أو يأتي باكرا جدا...
لا موعد للحب الحقيقي، كأنه يستمتع فقط بمباغتتنا...
فهل نأكل المقلب و نمضي؟
هل نغمض أعيننا و نغلق قلوبنا حين يأتينا الحب في هيئته المثلى ؟
هل باستطاعتنا أن نمضي ممتعضين في حياتنا البائسة أم نتمرّد و نتشبّث به؟
لأننا نعيش حياة واحدة، فالحب هبة ربانية لا يمكن أن نرميها جانبا، لكن لذلك العالق في شباك الإلتزامات العائلية و الإجتماعية ماذا يمكنه أن يفعل؟
أنا أطرح الأسئلة و لا أعرف تحديدا بماذا أجيب أحبتي من قرائي المغرومين، لأني أعرف أن الحب له طرفان...و كل طرف يفكر بطريقة مختلفة عن الآخر حسب تلك الإلتزامات المقرفة
لكن عن تجربة، لا يمكنني أن أتخلى عن الحب الذي يملأ قلبي و عقلي معا مهما كانت الظروف...
أنا...و لا أقصد بذلك تحريض غيري على التمرد على الفشل الزوجي و الشراكة البائسة .
أفكر دوما في مقدار خسائري دون حب...و تلك الحياة المفرغة التي تشبه بيوت العناكب و  جحور الزواحف السامة، فأختار ما يحييني لا ما يقتلني.
نعم نحن مجتمعات تفضل أن تموت مسمومة على الأمد الطويل، و لا تجرؤ على التغيير
كثيرون يتحججون بأولادهم و هم لا يعرفون أن سموم الخلافات الزوجية تقتل أولادهم أيضا في صمت..تقتلهم شيئا فشيئا حتى يستحلوا إلى جثث تتنفس، أشباح ناقمة على العالم أجمع...
هم يموتون، أولادهم يموتون...
عشاقهم السريون يموتون...
أقنعتهم تأخذ أشكال وجوه البهلوانات الحزينة...
كل شيء فيهم بائس و غير حقيقي...
فلماذا لا نترك كل هذا البؤس و نتمسك بالحب الذي يجيء هدية ربانية مفاجئة؟؟؟