إكتسح الصينيون العالم، إخترعوا أشياء نحتاجها و أخرى لا نحتاجها، عرفوا حاجات البشر على أنواعهم، و أنتجوا ما يجعل الناس يقبلون على كل منتوجاتهم، صنعوا نساء من البلاستيك للبشرية الفقيرة في العالم الثالث تصلح للمعاشرة، صنعوا إختراعا بسيطا يرقع عذريتنا ، صنعوا أحذية من جلود الفئران، و ربوا التماسيح و باعوا لحومها، كل شيئ أصبح مصنوعا في الصين، و رغم أن أوروبا دقت أجراس الخطر عدة مرات إلى أن منتوجات الصين ضارة و سيئة، إلا أن العالم لم يأبه، لا أحد في خضم الأزمة الإقتصادية العالمية يأبه للتحذيرات. المنتوج الصيني أصبح يكتسح العالم، و الفرد الصيني أيضا، يزحف مع منتوجاته شيئا فشيئا ليحتل العالم الأبيض و الأسمر معا.
و الآن ها هي الصين تنال جائزة نوبل للآداب...!
لا أحد توقع ذلك،
لا أحد بتاتا، ذهبت ترشيحات العالم كله إلى كتاب من العالم كله و نسوا الصين الزاحف.
رشحنا نحن العرب أدونيس للمرة العاشرة ربما، و ثارت أقلام عربية تذكر بإلحاده و كفره مع تهم أخرى قد ترمي به في فم " وحش الإرهاب الديني المتطرف" ، فنال أدونيس مزيدا من النكران من بني قومه و كأننا نؤكد للغرب أننا لم نبلغ بعد سن النضج، و أظن أنه حتى و إن كان أدونيس قريبا من نوبل سابقا فقد جعلناه في كل مرة يبتعد، لأن نوبل ليست بحاجة لمزيد من التشويه من قبل العرب و إعلامهم الذي يرى كل نجاح عربي مؤامرة ضده من حبك الأميركان و اليهود، و لست بحاجة لتذكريكم بما لاقاه نجيب محفوظ بعد نيله الجائزة، و ما لحق بالجائزة نفسها من تنكيل معنوي عربي، يفوق ما أحدثه رفض الروسي بوريس باستيرناك لها سنة 58 و الفرنسي جان بول سارتر سنة 64
من بين 210 مترشحا، 46 منهم أسماء ترشح لأول مرة ، فاز الصيني " مو يان" بالجائزة... ألف صحة و هنا على قلبه...و حسم الأمر. و مع ان صينيا آخر نال الجائزة سنة 2000 هو الكاتب غاو كاسانينغ المنفي إلى فرنسا، إلا أن الصين لم تخطر على بال أحد هذه المرة، تماما كما في المرة السابقة.
و الآن إبحثوا من هو مو يان؟؟؟
شغلوا محركات غوغل، و فكروا مليا، لماذا منحت نوبل للأدب لصيني هذه المرة؟
بالتأكيد سيجد العرب مليون سبب لتبرير منح الجائزة لمو يان ...لكنني لم أجد سببا واحدا سوى أن الكاتب الصيني حتما أبدع على طريقته، و لهذا علينا أن نقرأه، و نتوقف عن تحليلاتنا و محاكماتنا التي لا تنتهي للآخرين لنثبت أنهم فاشلون.