كتب: كمال قرور             

عفوا لست متعاطفا مع غزة بالذات .. 
انا متعاطف مع الشعوب العربية التي هبت من كهوفها وزرائبها لنصرة غزة ..
عفوا ..ان غزة هي التي تعاطفت مع الشعوب العربية،وهبت لنصرتها من سباتها التعيس ومن عبوديتها لحكام وهميين لاينفعون ولايضرون.
اذا كان اشجع حاكم عربي يتبرع- بأضعف الايمان- بدمه الملوث بالجبن والبيبسي والكافيار..فبأي شيء أتبرع ؟ وبأي شيء تتبرع الشعوب الغافلة ؟ اللعنة على الرداءة والفساد وسوء التدبير وصناديق الديموقراطية المحمولة على الدبابات وعلى اجمل سلالة خيل السباق.
عفوا لهذا لست متضامنا مع غزة ..
كم مات من اطفالك ياغزة ؟ مات العشرات ..مات المئات ..مات الآلاف ..
هذا قليل جدا ..
ما أبخلك ياغزة ..
كم قطرة دم سالت ياغزة ؟
حفنة؟ساقية ؟نهر؟بحيرة؟ بحر؟ محيط ؟.
هذا قليل جدا ..
ما أبخلك ياغزة ..
ترابك المقدس يستحق اكثر..فلا تبخلي عليه ياغزة ..
لهذا لست متعاطفا معك غزة ..
كم دفع الهنود من الدماء والشهداء في زمن غاندي ؟ كم دفع الجزائريون من الدماء والشهداء في زمن فرسا؟ وكم دفع السود في امريكا للبيض ليتحرروا ؟ وكم دفع السود في جنوب افريقيا لنظام الميز العنصري ؟..
لهذا لست متعاطفا معك غزة ..
مزيدا من الشهداء والدماء ..ليشهد الضمير الانساني على حقك في الوجود ايا غزة.
مزيدا من الصمود ياغزة.. فان ربيعك مزهر..وفجرك آت ونصرك قريب..
غزة ..انت حرة الان..غير مكبلة بقوانين الطوارىء والانقلابات والانتخابات المزورة والصناديق المغشوشة والدساتير المعفوسة وبدع التوريث ..
فارم الشيطان الاصغر بالنعال والحجر..
مثلما فعل منتصر
 وابصقي على المستوطنات بصواريخ الرعب التقليدية ..انها افضل من صوايخ وزارات دفاعنا المحشوة بالرشوة والنهب والاختلاس والفساد والفساء والغائط والطز..
لهذا انا لست متضامنا معك ياغزة..
انا متعاطف مع الشعوب العربية التي هبت للبكاء والعويل والصياح ..وطلب التدريب والجهادوالسلاح..
 صح النوووووووم .. ايتها الشعوب التعيسة البئيسة المنحوسة..
شباب يهرب من بلدانه .شباب يهرب من المدارس. شباب يهرب من العمل .. شباب ينتحر. شباب ينغمس في اللهو والدعارة ..شباب ينغمس في التخريب والعنف . شباب يطالب بحقوقه ويكره واجباته ...
شباب مشروعه الحضاري الكبير كيف يتأنق ويتهندم ويتعطر ويتجلبب ويتعنبر ويتخنث بين سلفية اسلاموية وعلفية علمانوية...
شباب يكره العلوم .شباب يكره العمل ..شباب يكره الانخراط في المجتمع ولايحب المسؤولية ..هذا الشباب الكسول الجاهل الذي يجتر امجاد الماضي، وذاك الشباب المتهافت على لذائذ الحاضر،يتساءل اليوم أمام الفضائيات بحماس.. لماذا لاتصل الى تل أبيب صواريخ حماس غزة ؟
 يالحماقة الشباب العربي الجاهل ..
لهذا لست متضامنا مع غزة ..
غزة محاصرة وصابرة وشبابها يتعلمون تحت القصف ويحفرون الانفاق و يصنعون صواريخ رعب تدك كيان الجبناء الصهاينة وتفشل خطط المغتصبين وشركائهم المتآمرين..
لو أسست هذه الشعوب التعيسة  دولا واحزابا وبرلمانات ومصانع ومزارع وجامعات قوية وجيوشا غير وهمية،لاستبقت الضربة قبل ان تقع الفأس على رأسك يا غزة..
لهذا السبب لست متعاطفا معك يا غزة .
غزة ..أنت الآن لست في حاجة الى تعاطفي وهراء وعويل الشعوب المستعبدة المسبية..بعد أن تعاطف معك زعيما الترك والفنزويل اردغان وشافيز،بينما جيوش قياصرتنا الهرمون الخرفون التي اعتلفت ريع النفط تحرس سفارات جلادك وتحرس ظهره من اي حجر اونعل طائش ..
عفوا لهذا لست متعاطفا مع غزة ..
غزة اليوم ..تتحرر من السبي البابلي الجديد وتصنع حريتها ومجدها وتمرغ جلادها في الوحل ..وتوقع شهادة بلادة التاريخ وجنون الحضارة..
اليوم غزة ..اما أن تصرع جلادها مثلما صرعته بالامس مقاومة جنوب لبنان أو يصرعها فتموت شهيدة وتنبعث روحها عنقاء من خراب الضمير العربي..