كنا ندورُ حولَ المكان أنا وصديقيَ ماركيز
نشعرُ بالضوءِ ينفلتُ من صخرةٍ بعيدة
نشعرُ بوخزةٍ في الصدر نتبادلها كإيقاعٍ موسيقي خافتٍ ولذيذٍ يربطنا معاً
فنتحركُ ..
قدمي لن تسبقَ قدمَ ماركيز
فهو الأصغرُ سناً
سبقني في اختراعِ نشوةٍ بلا مخدرات
وكانَ جريئاً في البوح
أذكرُ أنه جذبني من أذني في لقائنا الأول صائحاً
لماذا كتبتَ على البابِ أن كلمة الوداعِ أجمل من كلمةِ المضاجعة
وأنتَ تعلمُ أنكَ كاذبٌ ولئيم
...........
أخافُ من مولانا يا ماركيز .. أخافُ
خطفني في صباي وعلمني أن أسيرَ على الماءْ
أن أشقَّ الصفوفَ بنظرة
نظرة واحدة يا ماركيزُ ستفلقُ رأسَ الخائن
وتعيدُ الحقيقة ناصعة من غيرِ سوء
وكنتُ صبياً
يرقصُ مع النار
ويراها ناراً عطرة وزكية
......
هل سندخلُ السينما
أم نظل خارجَ المكانِ ندورُ وندور.

هواءٌ باردٌ يدفعُ بفراشاتِ ليلٍ نحونا
يجفلُ ماركيز .. هل رأيتَ الطريقَ وكيفَ سينقلبُ على نفسه
تنهارُ البيوتُ ويخرجُ فوقَ الحطامِ رجلٌ وامرأة
ينفضان عنهما الغبارَ ويقولُ أريدُ برتقالة
تقولُ سأمتطي دراجتي النارية .. سأرحل
يظنون أننا عاشقان ..

حبيبتي تجاوزت الأربعينَ يا ماركيز
بالكادِ تشربُ الماءَ وتتكلم
تفقدُ وزنها كل يومٍ وتختفي في المشهِدِ الأخير من سينما صامتة
هنا يذبلُ اللونُ .. هنا يا عزيزي
خارجَ المكان.
-------
* نزهة خارج السينما، قصيدة من مجموعة الشاعر " «كيف تصنع كتابا يحقق أعلى مبيعات؟» (دار روافد 2012)."