صعد

فى المساء

حيث النخيل

الغيمات التى تشتهى

دفء الأرض

 

مثل بخار الماء

ارتقى

سدة

جسد

وأنا فى أعاليه

 كقوس

فيجهز عدته

بليل

وجوز الهند

 

يخط على صفحته البيضاء اسمك

فتنزل من السماء ثلاث سلالم

عليها الرحمة

كل درجة مبطنة بالغبطة

وميمك سريرى

أنام عليه حتى أرتقى سرك

 

 

أنا سمعت تأوهك

وصرختك فى البرية

 

أنا الرجل العادى

الذى بدون موهبة

كل حظه :

أن يضع ضحكتك فى إناء ليله

لتجذب الفراشات التى ملأت روحه

فشقى

وجلب للينابيع

الرمل

ليصفو الماء

 

 

الطيب الرائق الطويل المدبب الواقف الناعم  ، ينعم لوحده بسخونتك ، أحسده ، يلتصق بجدارك ويشهد لوعتك ، حظه جيد فهو الحاصد لمشوار طويل ، لأعضاء تقربت وجهزت لعمله ، ياله من عضو أنانى ، يغرق فى مائك  ، ويختم بمائه النسل والحرث

لكن :

غريمه ، شريكه اللدود ،  شق الثعبان ،ينام ساكنًا على فرش ناعمة من شعر وليونه ، يبتهج للصباح فى بنطلون ضيق أو يلعب كالطفل فى الاستحمام ،متجدد ،  يزهر  فى المساء ، وينتج العسل بديلاً عن الملكات فى الصباح ، غايته : نداوة ، مهمته : تقرب يا محب ، ينتظر على بابه خلق الله ، فيصطفى الأقرب والمتودد والأقوى والفاتن

 

حين يلتقيان فى الأرض السهلة ، فى البحر الواسع ، فى  الحكايات اللامنتهية ،فى جبال الوقت البطئ ، فى ما ندر من غابات ، يهبط السلام ، ومن السلام تولد على كف عفريت جنى ،قصيدتى الحرة والحرانة والحرير ، بنت الشيطان وجدها ابليس ، الفاجرة الفاسقة الكافرة ، فبأى ألاء الماء لا تكذبي ليلى وسهرى وحدتى حين ينفلق الوجع والصراخ ,

 

لا نبوءة لصديق كفيف ، ولا حكمة من امرأة تلمس الحياة لوحدها : الصديقة الوهاجة  ،ولا قناصة تستعبط الشهوة ، بل الحياة فى الحياة ، أنا فقط وأنت فى فرط رمانى : الأحمر والسكر .

 

الشهوة لها جلالها ،  ، الليل أرضها ، والجسد حكمتها ، الشهوة صنو  الفجر ، تشهق بالمعجزة ، من صلبها تطلع الشمس، فترقص  الحركة الرشيقة ، ياغصن زان ، تمهل ، لأخذ نصيبى من الطيب والسكينة .

 

سأريق على جسدك سكرى الأبيض ليطهر ، سأريق على جسدك ريقى ليسترخى ، سأريق على جسدك ألعابى ليتبوأ مقعد الصديق والقريب والرجل الأوحد

 

هل تدرين لماذا تعلو بطنك وتهبط ، لأن عصافيرى الشاردة تبنى عشها فى سرتك.

هل تدرين لماذا ترفعين ساقيك تجاه كتفى ، حتى لا تسقط السماء من فرحتها فتقوم القيامة قبل ميعادها.

 

لا وقت

الحديث يطول

والفعل إله

والحركة نبى

وبينهما أنا :عابد خاشع.

 

ستبوء محاولاتك بالفشل ، قصيدة أم حياة ، قلم رصاص ليكتب نصًا لا يقرأه غير العميان ، أو قلم أبيض يخط : ليس على القلوب أقفال.

 

الصحراء الموحشة

التى تطبق على صدره فى الليل

أنت الظل الذى على أطرافها


على عبدالحميد بدر