نادية قندوز من مواليد سنة 1932 بالقصبة العتيقة بالعاصمة مجاهدة،  شاركت في الثورة  التحريرية، ومثقفة، شاعرة بامتياز كتبت الكثير من القصائد عن الثورة.توفيت نادية سنة 1992 في الرابع أفريل بسكتة قلبية  متأثرة  بالأحداث  التي عرفتها  الجزائر بعد 5 أكتوبر 1988.

عرفت نادية قندوز في سبعينيات  القرن الماضي وتوطدت العلاقة بيننا  من خلال لقاءاتنا  في الملتقيات  الادبية.أصدرت ديوانين الأول بعنوان "أمال"  سنة 1968، والثاني بعنوان "الحبل" سنة 1974.اهدتني ديوانه "أمال"  موشحا  بهذه الكلمات  "أتمنى  لك مستقبلا  موشحا بازهار اللوز" كلمات اهداء شاعرية من شاعرة نادية كانت تتمنى  أن ترى بعض أشعارها  مترجمة  إلى اللغة العربية، وقد رجتني حين اهدتني ديوانه أن اعمل على ذلك وقد وعدتها  يوم ذاك، لكنني في كل مرة كنت أؤجل  ذلك، وماتت نادية  دون أن ترى قصائدها  مترجمة  إلى العربية.لكن وفاء مني لوعدي  لها، أقدم ترجمة  لهذه القصائد من ديوانها "أمال"  وأسعد  أن أكمل ترجمة  بقية قصائد  الديوان والسعي لاصداره  في طبعة جميلة  باللغة العربية  تحقيقا لأمنية  نادية التي مرت ذكرى رحيلها   الـ 21 أفريل الفارط.
2 - طفلة احسست بالجوع
طفلة احسست بالجوع
بكيت
من أجل قطعة خبز
إنها  القسوة
في المدرسة انظر
الأخرين يتذوقون
ويرمون أحيانا
ما أحتاجه
انها القسوة
لكن لاشيء
مقابل الخجل الذي غمرني
حين المعلمة في الفصل
تشتري الخبز
ارفعن  ايديكن
اللواتي  يشعرن بالجوع
أصابعي تتوقى
وتبقى يدعى ساكنة
تلمع عيناي بالدموع المنهمرة
المعلمة تعرف
وبهدوء عند الخروج
تعطيني خفية قطعة خبز
قطعة خبز
لم أعد جائعة
1957
3 الخارجون عن القانون
أنت مختبئ  جيدا يا قلبي
هنا في ركنك
طبعا أنت تخفق
لكن هنا لن يصلوا إليك
قل يا قلبي، قل لي
الرعب
القبعات
الدبابات
كل هذا لايصل إليك
طبعا هناك الرصاص
لكن ياقلبي
أتؤمن
أتؤمن  بالخارجين عن القانون؟
دمهم يجري فيك
إنه يحترق، إنه يحترق
مثل نيران اللهب
ودموعك يا قلبي
غير جديرة بك
يجب أن تثبت
تحتج
تصرخ
عوض أن تبكي
لأجل اليوم الذي فيه شمسنا
تشرق على الانتصار
انتصار الخارجون عن القانون
1957
4 (نوّال)
نار الحقد
نار الأسلحة
تلتهب وتحرق
تحرق القلوب
تحرق الدموع
النار شعلة
الشعلة التي تصرخ
الشعلة التي تزفر
الشعلة التي تنطفئ
في الحلق
خشبة تتحطم
مات رجل
أنه نوّال 1957
نار الحطب
اللعب
قطع الشكولاطة
أنا كذلك أحب هذا
لي لا توجد
لا توجد
لأنني لم يعد عندي أب
أمي قالت لي
هذا العيد ليس لك
أمي – الأب- نوّال
هل يعيد لي أبي؟
5   (حوار)
أحب وطني
من يمنعني أن احبه
أحب الحرية
لذلك أ ريده حرا
ما تحبه لنفسك
أريده   لنفسي
لأنك  فيالمدرسة
علمتني
أريده أن أطبق
لماذا تلومني
أندمت على الدروس
ماذا أفهم؟
أنت الذي في الـ 40
قاومت وصمدت
عشت المقاومة
أترفض مقاومتي؟
تسمى التمرد
حربا – ثورة
أنت كذلك قتلت
معي إلى جنبك
لأساعدك
أنت كذلك ترصدت
أنت كذلك  في ظلمة الأقبية
عملت
ماهو بالنسبة لك
بطولة
بالنسبة لي
هو لصوصية
اغتيال
لا!
أتدري
أنت لا تفهمني
لذلك ضدك
أحارب
6 (أمال الربيع)
بكيت
الجزائر
قبل الحرب
حزن قلبي
كان كبيرا
بإفراط كبير
كنت وحدي احتمله
وحدي أحبه
بكيت
على شعبي
الذي رفضني
أردت أن أناضل
قالوا  ليس بعد
جهرت بارادتي في المساعدة
قيل لي فات الأوان
اذن كسرت كل شيء، حطمت
وهربت
لأنطوي أكثر
ليست أمي
الآن حين أبكي
فمن حنق الفرح
والربيع ليلا
إنه الليل
لكنه الفجر والشفق
لربيع 1961
23/ 3/ 1961