آه يا صديقي...قصيدة جديدة من واشنطن للشاعر والصحافي جهاد صالح 

نعم يا صديقي
هكذا نحن سائرون
هائمون هنا

صامدون في وجه مسامات الجغرافيا
نسكب الأمل خمرا في كأس الروح

من منفى نصوغ وطنا
وملح يكتوي في صمت الجرح
 بكت عين الأم التي هي من خلف المدى تنادي

( آه يا ولدي .. متى تعود )

هي أجمل أغنية
وصوت السكون
هي السلام والحرية
  وبكت طفولة ترهلت مبكرا
وطفل يحمل على ظهره حكاية واسطورة  بلا نهايات

كما البجع الأبيض
نلوذ بالأجنحة بحثا عن الشطآن
والقلب ورق وصفحة لانكسارات الإنسان فينا

هو الوطن ونحن حطب السرب المهاجر
تعود يوما
بعد أن بكت وردة وسنبلة
وآه .
لم تنته العاصفة
ولكنه عائد.

هناك هي التي تنتظره على الرابية الترابية
دمعة ما زالت معلقة بطرف شال قطني

ما زال البكاء والحداد
وشعب يتعتق في شهوة الألم والصمت المكابر

هو سيعود من المهاجر البلورية
ليكتب شعرا وكلمة.
قهوة وكرسي من قصب

دفتر قديم
شجرة توت هرمة
زقاق محاط بجدران طينية

فوانيس (عامودا) ما زالت تئن من فوضى الذكريات
هضبة شرمولا المزروعة بالنرجس
وآثار نار نوروز التي كادت يوما تحرق السماء الصامتة

مسرح خشبي سيتنفس حين اللقاء
قهقهة الشوارع الحزينة
والليل المصوغ بأبجدية كردية منثورة في تراب البيادر المنتشية بالأمل؟

سأعود لأجل كل هذا
سأعود
لأكون طفلا من جديد
لأغسل جسدي في مطر السماءات الواسعة

سأعود للقاء العصافير
والحمامات.
لأجل الوجوه المتشحة بالحزن الجميل
سأعود.. نعم

سيروان  يا صديقي ...
المنفي عن حلم صغير

 أيها الجرح المكابر
هناك وطن وشعب وحقول سنابل
وأغنية من روحك المسافرة
هناك الأم التي تنتظر عودة الحياة.

عد ؟
كما كنت في زمنك الكثير الظلال.

4\7\‏2009‏‏-‏ واشنطن.