سرديات عودة
يصدر قريبا نص سردي «حرائق الجسد» الذي تأخر أربع سنوات عن الإصدار...للكاتب المغربي خالد السليكي (السبت 17 ت2 2012)
- الشك أساس اليقين يا ايميلي
- لا..لا..اليقين أساس الشك
- لماذا تحبين اللعب بالتقديم والتأخير..هل هي موضة الحداثة، أم إنك تعارضينني بهدف المعارضة فقط!
- وماذا سأجني من نفع لو أنا تعمدت السفسطة..أقول هذا لأن اليقين هو الذي كان من وراء أكبر نظريات الشك في العالم..ما كان ديكارت ليؤسس مقولته الشهيرة لولا أنه كان على يقين من أنه يفكر..وأنه على يقين من أنه يفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين..أليس يقينه هو الذي حوله إلى التشكيك في كل شيء..هل كان سيشك في شيء لو كان انطلق من تشككه في كل شيء..الشك لا يقود إلا إلى اليقين.. واليقين لايقود إلا إلى الشك..واليقين هو الأصل..!
تغرقني هذه الماردة بتصوراتها الفريدة، هل أعيد فهم تاريخ الشك انطلاقا من اليقين..لقد حيَّرتني ودفعتني إلى التشكيك في كل قناعاتي..وحتى العلاقات الجنسية المتعددة خارج إطار الشرعية جعلتني أعيد فيها النظر فهي تعتبر أن الحب لا علاقة له بممارسة الجنس، كتناول وجبة سريعة حين يجوع الإنسان. لايمكن اعتبار تناول السندويش إلى جانب موظفة زميلة خيانة لزوجتك..هكذا تحلل ايميلي الأشياء فتجعلها أكثر بعدا عن التابوهات التي أثقلنا بها تصوراتنا حول الواقع..
كانت ايميلي تتحدث بهدوء وهي على يقين من كل ما تقوله، ولم تكن تجهد نفسها من أجل أن تقنعني..ما يهمها، كما تقول، هو أن تكون هي مقتنعة بما تقوله، وإن أي محاولة لإقناع شخص، في نظرها، لن يكون سوى ضرب من ممارسة السياسة التي تمقتها..لأن الإقناع دائما ظل مرتبطا بالخطابة والسياسة والتمويه..وما يهمها هو أن ترى الأشياء بالشكل الذي يحلو لها..
حين عادت نوارس من المطبخ حاملة صينية.. نظرت ايميلي إلي وقالت: »إنها حفلة شاي على الطريقة العربية«، ردت عليها نوارس: »إنها ليست حفلة وإنما مجرد جلسة عادية..لذلك لنتحدث عن شيء آخر غير الفلسفة والثقافة يا ايميلي..!«..
❊❊❊❊
كيف تعرينا وتعانقنا دون مقدمات في تلك الليلة..يوم غاب أمجد، وانصرفت ايميلي وهي تنظر إلينا نظرة مليئة بالارتياب..هل كانت تعلم ما في صدرك..أم إنها كانت تمهد لك الطريق نحو قلبي بأن تهدم كل قناعاتي وأصير مرتعا لكل الشكوك..كيف اختلط جسدانا على فراش لم يكن ينام عليه سواك أنت..هل شهوة الشهوات نار لاتنطفئ حتى تأتي على كل تضاريس الجسد..كل هذا التاريخ يعيد تأثيث جسدي بامتداد جسد أول امرأة علمتني اللذة داخل البيادر..أعانق نوارس فتأتيني رائحة الأرض، تقبلني فأحسني متمرغا في المزارب والحقول..رائحة عين الدفلى تستدرجني إلى يناعة جسد رحمة..جزء منها يتقمصني..أضاجع كل السلالة وأغني في صمت قطعة المغني الشعبي »حبيتها حبيت ابنيتها..«..هل يعرف هذا الجسد كم تمرغت في الرحم الذي شكله قبل أن ينمو ويكبر ويأتي بكل صدف الدنيا كي نلتقي بعيدا بعيدا..
تتحول مشاهد العراء إلى لحظات الحنين.. إلى الجسد الأول الذي علمني حكاية الشهقة المتمرغة في غبار الصيف..جسد رحمة الذي نحت في أخاديد جسدي رائحة الأنثى والجنس والخطيئة..
التعليق
- الشك أساس اليقين يا ايميلي
- لا..لا..اليقين أساس الشك
- لماذا تحبين اللعب بالتقديم والتأخير..هل هي موضة الحداثة، أم إنك تعارضينني بهدف المعارضة فقط!
- وماذا سأجني من نفع لو أنا تعمدت السفسطة..أقول هذا لأن اليقين هو الذي كان من وراء أكبر نظريات الشك في العالم..ما كان ديكارت ليؤسس مقولته الشهيرة لولا أنه كان على يقين من أنه يفكر..وأنه على يقين من أنه يفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين..أليس يقينه هو الذي حوله إلى التشكيك في كل شيء..هل كان سيشك في شيء لو كان انطلق من تشككه في كل شيء..الشك لا يقود إلا إلى اليقين.. واليقين لايقود إلا إلى الشك..واليقين هو الأصل..!
تغرقني هذه الماردة بتصوراتها الفريدة، هل أعيد فهم تاريخ الشك انطلاقا من اليقين..لقد حيَّرتني ودفعتني إلى التشكيك في كل قناعاتي..وحتى العلاقات الجنسية المتعددة خارج إطار الشرعية جعلتني أعيد فيها النظر فهي تعتبر أن الحب لا علاقة له بممارسة الجنس، كتناول وجبة سريعة حين يجوع الإنسان. لايمكن اعتبار تناول السندويش إلى جانب موظفة زميلة خيانة لزوجتك..هكذا تحلل ايميلي الأشياء فتجعلها أكثر بعدا عن التابوهات التي أثقلنا بها تصوراتنا حول الواقع..
كانت ايميلي تتحدث بهدوء وهي على يقين من كل ما تقوله، ولم تكن تجهد نفسها من أجل أن تقنعني..ما يهمها، كما تقول، هو أن تكون هي مقتنعة بما تقوله، وإن أي محاولة لإقناع شخص، في نظرها، لن يكون سوى ضرب من ممارسة السياسة التي تمقتها..لأن الإقناع دائما ظل مرتبطا بالخطابة والسياسة والتمويه..وما يهمها هو أن ترى الأشياء بالشكل الذي يحلو لها..
حين عادت نوارس من المطبخ حاملة صينية.. نظرت ايميلي إلي وقالت: »إنها حفلة شاي على الطريقة العربية«، ردت عليها نوارس: »إنها ليست حفلة وإنما مجرد جلسة عادية..لذلك لنتحدث عن شيء آخر غير الفلسفة والثقافة يا ايميلي..!«..
❊❊❊❊
كيف تعرينا وتعانقنا دون مقدمات في تلك الليلة..يوم غاب أمجد، وانصرفت ايميلي وهي تنظر إلينا نظرة مليئة بالارتياب..هل كانت تعلم ما في صدرك..أم إنها كانت تمهد لك الطريق نحو قلبي بأن تهدم كل قناعاتي وأصير مرتعا لكل الشكوك..كيف اختلط جسدانا على فراش لم يكن ينام عليه سواك أنت..هل شهوة الشهوات نار لاتنطفئ حتى تأتي على كل تضاريس الجسد..كل هذا التاريخ يعيد تأثيث جسدي بامتداد جسد أول امرأة علمتني اللذة داخل البيادر..أعانق نوارس فتأتيني رائحة الأرض، تقبلني فأحسني متمرغا في المزارب والحقول..رائحة عين الدفلى تستدرجني إلى يناعة جسد رحمة..جزء منها يتقمصني..أضاجع كل السلالة وأغني في صمت قطعة المغني الشعبي »حبيتها حبيت ابنيتها..«..هل يعرف هذا الجسد كم تمرغت في الرحم الذي شكله قبل أن ينمو ويكبر ويأتي بكل صدف الدنيا كي نلتقي بعيدا بعيدا..
تتحول مشاهد العراء إلى لحظات الحنين.. إلى الجسد الأول الذي علمني حكاية الشهقة المتمرغة في غبار الصيف..جسد رحمة الذي نحت في أخاديد جسدي رائحة الأنثى والجنس والخطيئة..
التعليق