سيرة حجر- مقطع من يوميّات شفق الزّغلول، للكاتبة الفلسطينية منى ظاهر  (الأربعاء 15 آب 2012)



سيرة حجر هو في شارعه حجرٌ. مِنْ بيته المهدّمِ حَجرٌ.. وفي القبضة حَجر... هو صديقُه الحَجر. ..

أمّا هو فخلفَ السّورِ والجُدران المتسلّقة عليها نباتات شوكيّة ذات أزهار بيضاء تسمّى الكبّار، يحتمي مِنْ حَجر. ...

 

 ... في المَزَار المبنيّة فوق جبل فقّوع، والّتي تبتعد عن جنين بحوالي 9 كم، تناثرت الصّخور الكثيرة. تلك الصّخور القريبة بنوعها من صخور الجبال.. فكّر أبو عصام وقرّر من صخور الأرض هذه أن يبني بيت أسرته الصّغيرة، برفقة قريبٍ له باشرا بحفر ثقوب ضيّقة عرْضها لا يتجاوز 3 سم، وبعمق نصف المتر كان طول الثّقب في كلّ صخرة.. ثمّ حملا كميّة من البارود وأشبعا ما حفراه من صخور.. كانا يُشعلان الفتيل ويبتعدان ويبتعدان ويبتعداااان.. ااااان.. ينفجر البارود وتنكسر الصّخور، تتطاير الحجارة إلى أبعاد كبيرة ومسافات طويلة.. يذهب عصام وإخوته وأخواته متلهّفين ليلمّوا "البلاطات". تجتمع الحجارة معًا، ويأتي الحَجّار بمعدّاته من مهدّات ومناشير وغيرها، ويعكف على قصِّها على شكل مستطيلات ومربّعات.. منها بنيت جدران بيت أسرة عصام الّتي تشرّدت وأهالي القرية عند النّكبة. .. حجر صوّان.. حجر جير.. حجر جرانيت.. حجر شايش.. حجر طبشور.. حجَرٌ مِنْ حِجْر سبسطية وحجران من بير زيت وثلاثة من جنين وعشرة من الخليل ومئات من جبل النّار وآلاف من النّاصرة و و و.. وحجارة لا تُحصى من مرارات أجساد. ... وحجارة مبنى سرايا ظاهر العمر لا زالت تقبع في المكان من القرن الثّامن عشر، رغم الأهوال الّتي مرّت عليه. فالصّلاة الأولى كانت في المبنى بتصريح من الشّيخ الزّيدانيّ الجليل حاكم الجليل، إلى أن تمّ بناء الجامع الأبيض بحجارة لا تنزاح هي الأخرى.. وأجراس كنيسة البشارة تشهد على هذا الصّمود لحجارة الهويّة

يمكن زيارة موقع الكاتبة و قراءة المزيد
www.mona.ws



التعليق بقلم فضيلة الفاروق