ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
إعدام العصافير (الخميس 8 آذار 2012)

الكاتب العراقي : جابر خليفة جابر

زمان محاكمة غاليلو وفي روما تحديدا وبعد أن أُنتُخبَ مثقف (ما) لكرسي سلطة(ما) ،أمر بأعدام كل العصافير في حدائق قصره الجديد لأنها ببساطة كانت تزعج ( ثقافته) بزقزقتها!
تذكرت بشاعة ذاك (السلط..مان) المثقف وأنا أستمع لمكالمة من صديقي رمزي آكوبيان، كان فرحا بالقانون الفرنسي حول إبادة الارمن وأخبرني إنه ضمن وفد من المثقفين الأرمن زار قبل ساعة المكتبة الخاصة للفاتيكان وإن أمينها بعد أن عرف بعراقيتي أطلعني على نسخة فريدة لرسالة الحقوق للأمام السجاد عليه السلام، وأخبرهم إن البابا بولس السادس أطلع المؤرخ العراقي كوركيس عواد عليها عند زيارته الفاتيكان في منتصف القرن الماضي ،وكانت بخط حفيده يحيى بن زيد الشهيد والذي ذبح الطالبان آلاف الأفغان عند ضريحه في مزار شريف.
قال لي: نحن الآن داخل أسوار الفاتيكان نلتقط صورا عند تمثال غاليلو الذي نصب عام 2008.
تراءى لي إن رمزي كان يقول :جميل إعتذار الفاتيكان لغاليلو،لكن نحن أدباء العراق ومبدعوه ،من يعتذرعما خسرناه طيلة عقود مضت والى الان؟
من يرد الاعتبار لنا؟
من سيحمي حقوقنا كمبدعين؟
ولماذا ما زلنا غرباء في وطننا وفي الشتات ،واحدنا كالهولندي الطائر لاعش له ولا ميناء يرسو على أرصفته؟
تراءى لي ذاك وتذكرت كم فرح مبدعو العراق واستبشروا كما فرح الشعب كله واستبشر خيرا بالتغيير،لكني في ذات الوقت ورمزي يحادثني ،تذكرت فرح غاليلو بتصاعد الدخان الابيض معلنا عن ارتقاء صديقه الكاردينال المثقف بالرباريني لكرسي البابوية، حتى إنه تصرف - كما تصرف أغلب مبدعي العراق– وأعلن تأييده لنظريات كوبر نيكوس معتمدا على حماية صديقه البابا أوريان الثامن.
لكن البابا المثقف كان شديد الوطأة عليه وكاد غاليلو أن يُحرق حيا لولا تراجعه، وإكتفت محمكة التفتيش في قاعة القديسة ماريا بفرض الأقامة الجبرية عليه حتى موته!
ما نريده يا سادتي هو لأنفسنا ولكم ولكل العراقيين وهو أن نكون ديمقراطيين فعلا وقولا ونيات،أن نتفهم بعضنا ،ونقبل بعضنا،ونحاور بعضنا، ونتفسح في المناصب(المجالس) كي يفسح الله لنا.
أما ما نريده من حقوق خاصة بنا،فأشياء صغيرة، صغيرة جدا وبسيطة حد إنكم لم تنتبهوا لوجودها بعد!
ولم تروها حتى بالمنظار الذي إخترعه غاليلو، أو سرق صنعته( تناص) من الفلاندر!
حماية قانونية لأفكارنا وكتاباتنا وإبداعاتنا من الأغتيال والكبت والسرقة و
( التناص) ،ومنحنا فرصا للأنتشار،كي يقرأنا العالم ويعرف من نحن ومن وماهو شعب العراق ،كما هو حال زملاء لنا في بلاد العرب الواسعة..
سبحانك اللهم حتى الطير لها أوطان
وانا مازلت أطير وأطير
فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر
سجون متلاصقة سجان يمسك سجان
لماذا يا أصحاب المعالي أدباء تلك السجون المتلاصقة – كما يصفهم النواب - لديهم دور نشر كبرى تصول وتجول وتروج لهم ،ونحن أدباء البلد الحر والشعر الحر والأبداع الطيني الحر ،ليس لنا من يحمينا وينقذ إبداعاتنا من التيه والأستغلال ؟!
لماذا لا تؤسس دار نشر ربحية وفاعلة تمولها الدولة في البداية فقط ثم تسترجع تمويلها؟ وليشرف عليها مبدعون حقيقيون لتنجح ،ولكي لايستمر إحتكار المبدع العراقي خاصة الكتاب منهم من قبل دور النشر العربية الشرهة، وكي لا توجه الأبداعات العراقية الى وجهات مشبوهة عبر تمويلها من جهات مموهة ومشبوهة! وكي يعرف ويفهم العراقي أخاه العراقي .
لهذ ولغيره من معاني الخير والأخوة الوطنية، ستعمل دار النشر المنتظرة على تشجيع الكتابة عن مجتمعنا العراقي بأطيافه جميعا ولألوانه الحلوة كلها.
لماذا لا تخصص الجوائز الكبرى سنويا للأبداع الصانع للهوية العراقية، ومن أجل العراق والعراقيين؟
رسالة الحقوق في الفاتيكان تصرخ بكم – أصحاب المعالي - وبنا جميعا : أين أنتم من رعاية الابداع ؟
أين قوانينه ؟
ولماذا لم يزل الشاعر دعبل حاملا خشبته على كتفه الى الان؟!
ولماذا تذبح عصافير الابداع العراقي حتى الساعة؟
لا ادري أصدقائي، ربما سيعتذرون لكم ،لأبداعاتكم ،ربما ،لكن ليس الان ،بعد عقود ،أو قرون ربما، تأسيا بغاليلو!
وسيقام لبعضكم تماثيل حتما، إنما داخل أسوارهم !
كنت منشغلا بهذ التساؤلات والمناجاة المرة حين نبهني رمزي بأحتجاجه:
جميل أنهم أقاموا تمثالا لغاليلو ،ولكن لماذا لم يعتذروا للعصافير الذبيحة ولم يقيموا الى الأن تمثالا لزقزقتها ؟
لماذااا... تتكرر وتتصارخ بعدد المبدعين الذين قَضوا و بعدد (من) ذُبح من العصافير.
جابر خليفة جابر
Jabir_kh@yahoo.com