سرديات عودة
الردة الفكرية...بقلم : الحارث السوري (الجمعة 26 ت2 2010)
المجتمع السوري كم تغير خلال خمسين عام ؟ سؤال برأيي المتواضع خطير جدا ويحمل جوابه الكثير من الهموم والشجون , ربما المعيار الرئيسي للتغير في اي مجتمع هو العامل الاقتصادي فمستوى دخل الفرد انخفض كثيرا مع تضخم في العمل رافقه تضخم مرعب في الزياده السكانيه .
ولكن مهما يكن هل الاقتصاد يبرر هذه الرده الفكرية التي يشهدها البلد ؟ لا أعتقد ذلك بل اقول بان العامل الاقتصادي مهما كبر لا يستطيع ان يغير من ثقافة الناس ومن فكر الناس .
كنا منارة من منارات الشرق اطلقنا نزار قباني , ممدوح عدوان , غاده السمان وغيرهم وغيرهم الكثير ....هؤلاء اولاد المجتمع السوري في الاربعينات و الخمسينات تربوا هنا وعاشوا هنا واستقوا افكارهم من هنا , من ينسى قصيدة نزار قباني خبز وحشيش وقمر التي قيلت في زمن باب الحارة او بعده بقليل .
هل لي ان سأل من يجرأ الان ان ينشر مثل تلك القصيده؟
من يجرأ الان ان يقول شعرا ينقض به مختار اصغر حارة في سوريا لا أن ينقض الدين والمجتمع كما فعل نزار ؟
كلما زاد عددنا كلما قل مجال افقنا الفكري لنصبح في زمن فضائيات نشر دعوات التعصب والكراهيه يقابلها فضائيات عربيه تمجد الاله الاميركي المغوار بافلام على مدار الساعه وبالطبع لا يمكن ان ننسى قنوات الاغاني الاباحيه والمسلسلات التركيه وفضائيات النقاش الفكري التي لا ينتج غير الصياح والتكفير والتكفير والمضاد والمحصلة الحضارية صفر مكعب على دفتر الانسانيه المعاصرة .
من هنا يستقي الانسان العربي عموما والسوري خصوصا ثقافته وارائه من المسلسلات والافلام والاغاني وقنوات النقاش البيزنطي , هل درس احد تأثير مسلسلات البيئة الشاميه على فكر مجتمع باكمله وبرايي تاثيره تلك المسلسلات كبير جدا وهي واحده من حملة اعلام الرده الفكريه , لماذا نسي منتجونا الافاضل الشام الحضارية المتعدده ؟ ولماذا قدموا نساء تلك الحقبة بتلك الطريقة فقط ونسوا الوجه الحضاري الاخر الذي كان سائد في الجامعة وفي الصالونات الثقافيه ؟
استبدلنا الكتاب بالتلفاز لنسمح للاخر ان يشكل هويتنتا وثقاتنا والنتيجة اصبحنا امة لا تهتم الا بلباس النساء من حجاب الى الميني جيب , اصبحنا امة لا تنتج الا شوفيرية السرافيس والتكاسي مع احترامي التام لمجهودهم لانهم برايي من اكثر الناس تعبا وعملا في مجتمعنا , اصبحنا امة تخاف ان تواجه ازماتها ودائما تنتظر الحل من فوق .
المدينه تحتاج لتنتج الحضارة الى التنوع الفكري والاقتصادي فهي ملتقى المثقفين والتجار وابناء الطبقة الوسطى صاحبت النهضة في كل المجتمعات من نشاط هؤلاء جميعا تنتج المدينه الحضارة و بمراقبه صغيرة لاحوال مدننا نعرف بان مدننا اصبحت قرى كبيرة نشاطها الاقتصادي يتركز بايدي اغنياء القرية وغالبية سكانها تعيش بالدين الى ان يهطل المطر وينتج الموسم , ونشاطها الفكري بيد رجل الدين الذي يجمع الناس حوليه كما تجمع الدجاجة صغارها ولا هم لها ان تخويفهم من الديك والذبح الحلال .
هذه احوالنا الان ولتقارنها مع سوريا القديمه ايام باب الحارة فليسأل كل اباه او جده وليسمع ولينصت وليعرف كم كانت سوريا جميلة بقلة عدد سكانها وبكثرة الافكار والثقافات فيها .
التعليق
المجتمع السوري كم تغير خلال خمسين عام ؟ سؤال برأيي المتواضع خطير جدا ويحمل جوابه الكثير من الهموم والشجون , ربما المعيار الرئيسي للتغير في اي مجتمع هو العامل الاقتصادي فمستوى دخل الفرد انخفض كثيرا مع تضخم في العمل رافقه تضخم مرعب في الزياده السكانيه .
ولكن مهما يكن هل الاقتصاد يبرر هذه الرده الفكرية التي يشهدها البلد ؟ لا أعتقد ذلك بل اقول بان العامل الاقتصادي مهما كبر لا يستطيع ان يغير من ثقافة الناس ومن فكر الناس .
كنا منارة من منارات الشرق اطلقنا نزار قباني , ممدوح عدوان , غاده السمان وغيرهم وغيرهم الكثير ....هؤلاء اولاد المجتمع السوري في الاربعينات و الخمسينات تربوا هنا وعاشوا هنا واستقوا افكارهم من هنا , من ينسى قصيدة نزار قباني خبز وحشيش وقمر التي قيلت في زمن باب الحارة او بعده بقليل .
هل لي ان سأل من يجرأ الان ان ينشر مثل تلك القصيده؟
من يجرأ الان ان يقول شعرا ينقض به مختار اصغر حارة في سوريا لا أن ينقض الدين والمجتمع كما فعل نزار ؟
كلما زاد عددنا كلما قل مجال افقنا الفكري لنصبح في زمن فضائيات نشر دعوات التعصب والكراهيه يقابلها فضائيات عربيه تمجد الاله الاميركي المغوار بافلام على مدار الساعه وبالطبع لا يمكن ان ننسى قنوات الاغاني الاباحيه والمسلسلات التركيه وفضائيات النقاش الفكري التي لا ينتج غير الصياح والتكفير والتكفير والمضاد والمحصلة الحضارية صفر مكعب على دفتر الانسانيه المعاصرة .
من هنا يستقي الانسان العربي عموما والسوري خصوصا ثقافته وارائه من المسلسلات والافلام والاغاني وقنوات النقاش البيزنطي , هل درس احد تأثير مسلسلات البيئة الشاميه على فكر مجتمع باكمله وبرايي تاثيره تلك المسلسلات كبير جدا وهي واحده من حملة اعلام الرده الفكريه , لماذا نسي منتجونا الافاضل الشام الحضارية المتعدده ؟ ولماذا قدموا نساء تلك الحقبة بتلك الطريقة فقط ونسوا الوجه الحضاري الاخر الذي كان سائد في الجامعة وفي الصالونات الثقافيه ؟
استبدلنا الكتاب بالتلفاز لنسمح للاخر ان يشكل هويتنتا وثقاتنا والنتيجة اصبحنا امة لا تهتم الا بلباس النساء من حجاب الى الميني جيب , اصبحنا امة لا تنتج الا شوفيرية السرافيس والتكاسي مع احترامي التام لمجهودهم لانهم برايي من اكثر الناس تعبا وعملا في مجتمعنا , اصبحنا امة تخاف ان تواجه ازماتها ودائما تنتظر الحل من فوق .
المدينه تحتاج لتنتج الحضارة الى التنوع الفكري والاقتصادي فهي ملتقى المثقفين والتجار وابناء الطبقة الوسطى صاحبت النهضة في كل المجتمعات من نشاط هؤلاء جميعا تنتج المدينه الحضارة و بمراقبه صغيرة لاحوال مدننا نعرف بان مدننا اصبحت قرى كبيرة نشاطها الاقتصادي يتركز بايدي اغنياء القرية وغالبية سكانها تعيش بالدين الى ان يهطل المطر وينتج الموسم , ونشاطها الفكري بيد رجل الدين الذي يجمع الناس حوليه كما تجمع الدجاجة صغارها ولا هم لها ان تخويفهم من الديك والذبح الحلال .
هذه احوالنا الان ولتقارنها مع سوريا القديمه ايام باب الحارة فليسأل كل اباه او جده وليسمع ولينصت وليعرف كم كانت سوريا جميلة بقلة عدد سكانها وبكثرة الافكار والثقافات فيها .
التعليق
السؤال الذي يطرح: لماذا تتقبل المجتمعات العربية كل ما يدعو للتراجع زمنيا و فكريا و إجتماعيا و يرفض أن يقوم بأي خطوة نحو الأمام؟