سرديات عودة
جوائز الرواية العربية والعالمية: تشجيع ، أم تقليد ، أم تكفير عن الماضي؟ (الثلاثاء 12 ت1 2010)
إياد نصار:
هل ما يزال الشعر ديوان العرب الأصيل ، الذي يحتل الصدارة ، أم تراجع ـ الآن ـ لصالح الرواية؟ الجوائز الأدبية ، في مجال الرواية ، عربياً وعالمياً ، والتي صارت مثل زخ المطر ، تقول غير ذلك. الدكتور جابر عصفور أكد أن الزمن الذي نعيشه هو "زمن الرواية" ، والناقد وأستاذ المسرح ، الراحل علي الراعي ، عدّ الرواية "ديوان العرب المحدثين". كما أن آخر شيء يحبذه أصحاب دور النشر ، الآن ، هو نشر دواوين لشعراء جدد، وآخر شيء يتوقعونه أن ينتشر ديوان لشاعر جديد ، ويفرض حضوره ، مثلما تفعل الرواية. في حين يزداد احتفاء العالم كله بالروائيين ، ما بين الجوائز وبرامج دعم النشر وانتشار الترجمات وغيرها ، وقد تحول الأمر ـ في بعض الأحيان ـ إلى هوس في جمع أكبر قدر من الجوائز ، وإعلان الفوز بها ، بغض النظر إن كانت معروفة أو هامشية مجهولة ، ولدت على الإنترنت ، في ليلة ظلماء. وقد ذكر الناقد المتخصص في الرواية البريطانية المعاصرة ، جيمس ف. إنغلش ، الذي ألف ـ في عام 2005 ـ كتاباً بعنوان "اقتصاد المظاهر: الجوائز وانتشار القيمة الثقافية" ، في مقالة له بعنوان "كسب اللعبة الثقافية: الجوائز والمنح وقواعد الفن" ، والتي نشرت في مجلة "تاريخ أدبي جديد" الصادرة عن مطبعة جامعة جون هوبكنز.. ذكر أنّ "هناك عدداً من الجوائز يفوق الإبداع ، ما يفسر وجود حقل نقدي مختص في توزيع الجوائز والمنح الأدبية". ويقول الكاتب والمسرحي الأمريكي ، غور فيدال: "إن هناك جوائز ، في الولايات المتحدة ، يفوق عددها عدد الكّتاب الأميركيين". ويقول الشاعر الأسترالي ، بيتر بورتر: "هناك عدد كبير من الجوائز ، في أستراليا ، حتى لا يوجد كاتب في سيدني لم يحصل على واحدة". و قد تندر روائي بريطاني ، خلال حضوره مؤتمراً أدبياً كبيراً في بلومزبيري ، في بريطانيا ، حيث اكتشف أنه أحد اثنين ، فقط ، لم يحصلا على جائزة أدبية من بين كل الحاضرين". عالمياً
يوجد في دول العالم المختلفة ، حالياً ، ما يزيد على 500 جائزة أدبية معروفة ، ذات تاريخ متواصل ، ومخصصة لمجالات الإبداع الأدبي: كالرواية ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والنص المسرحي ، والنقد ، وأدب الطفل ، غير أن الجانب الأكبر منها مخصص للسرد. ويشير هذا العدد فقط إلى الجوائز ذات النهج المؤسسي المعروفة ، أو ذات المكانة الأدبية المرموقة أو التاريخ العريق أو الشهرة الدولية أو الإقليمية أو الوطنية ، أو ذات القيمة الرمزية المهمة أو المكافأة المالية العالية. وتتنوع الجوائز ، تبعاً لذلك ، بحسب موطنها ولغتها ومعاييرها وقيمتها ، بدءاً من جائزة نوبل في الآداب ، 1901 ، وهي الأشهر والأضخم ، التي تبلغ مكافأتها ما يزيد على مليون يورو ، إلى جائزة أكوتاغاوا اليابانية ، التي أُحدثت في عام 1935 ، في أقصى الشرق ، إلى الميداليات الذهبية للأكاديمية الأميركية للفنون والآداب ، والتي تأسست في عام 1915 ، في أقصى الغرب.
يبلغ عدد الجوائز العالمية المفتوحة أمام جميع الجنسيات اثني عشرة جائزة ، ومن أشهرها: نوبل ، وهانز كريستيان أندرسن لأدب الطفل. وهناك جائزة القدس ، التي أُحدثت في عام 1963 ، وجائزة فرانز كافكا ، في عام ,2001 وآخر من حصل على جائزة القدس ، في عام 2009 ، هو الروائي الياباني هاروكي موراكامي. كما حصل عليها ، من قبلُ ، عدد من أشهر الروائيين ، مثل: خورخي بورخيس ، وسيمون دو بوفوار ، ويوجين إيونسكو ، وجي. إم. كوتزي ، وماريو فارغاس يوسا.
ومن الجوائز المشهورة والمرموقة ، عالمياً ، جائزة أمير أستورياس الإسبانية ، التي تمنح سنوياً في حقول الفنون ، والإنسانيات ، والعلوم ، والتعاون الدولي ، والآداب ، والعلوم الاجتماعية والرياضة. تأسست الجائزة في عام ,1980 وقد حصل عليها ، هذا العام ، في مجال الآداب ، الروائي اللبناني الفرانكوفوني أمين معلوف.
إن أكثر دولة يوجد بها ، حالياً ، جوائز أدبية هي الولايات المتحدة ، التي يصل عدد جوائزها المؤسسية المعروفة ، والممنوحة في المجالات الإبداعية والنقدية ، إلى حوالي 70 جائزة ، وهناك نيوزيلندة ، تلك الدولة الصغيرة ، التي يوجد لديها 50 جائزة مختلفة ، ثم اليابان ، بينما تُمنح ، في المملكة المتحدة ، حوالي خمس وعشرين جائزة. ولا تشمل هذي الأعدادُ الجوائزَ ذاتَ الصفة العالمية ، المتاحة المشاركةُ فيها لكل من يكتب أدباً بلغة البلد الذي يمنح الجائزة.
يوجد في الولايات المتحدة ست وعشرون جائزة مكرسة للأدب الروائي ، مما يعكس الاهتمام والاحتفاء بالرواية والروائيين. وأغلب الأدباء الامريكيين المعروفين على مستوى العالم هم من كتاب الرواية. ومن أشهر تلك الجوائز ذات السمعة العالمية جائزة بوليتزر للسرد المستمرة منذ العام 1918 وهي احدى جوائز بوليتزر في مجالات الصحافة ، والأدب ، والتأليف الموسيقي. تبلغ قيمة الجائزة عشرة الاف دولار ، وتمنح لاحسن رواية أمريكية. ومن طريف ما يذكر أن لجنة التحكيم أوصت في عام 1941 بمنح الجائزة إلى ايرنست همنجواي على روايته "لمن تقرع الاجراس" ، ووافق مجلس أمناء الجائزة على التوصية ، إلا أن رئيس جامعة كولومبيا آنذاك اقنع اللجنة بعدم منحها له لأنه اعتبر أن الرواية عدائية ، وبالتالي لم تمنح الجائزة تلك السنة.
هناك جائزة كتاب أنسفيلد وولف ، التي تأسست في عام 1935 ، وتمنح في مجالات عدة ، من بينها الرواية ، وقد سبق أن فاز بها ، في عام 2008 ، الروائي جنوت دياز ، من الدومنيكان ، والروائي الأميركي ، من أصل باكستاني ، محسن حامد ، والروائي وليم ميلفن كيلي. وهناك جائزة جانيت هيدنغر كافكا للسرد النسوي الأميركي ، منذ عام 1975 ، التي تماثل جائزة أورانج البريطانية للرواية النسوية ، التي تمنح لاحسن رواية كتبتها امرأة بالإنجليزية.
ومن الجوائز المهمة جائزة الكتاب الوطني ، التي تهدف إلى دعم أفضل نتاج الأدب الأميركي ، ونشره ، تأسست عام 1950 ، وقيمتها 10 آلاف دولار ، وفاز بها عدد من الروائيين الأميركيين المشهورين ، من مثل: وليم فوكنر ، وبيرنارد مالمود ، وفيليب روث ، وجون أبدايك ، وجويس كارول أوتيس ، وسوزان سونتاغ. وهناك جائزة وليم فوكنر للرواية ، التي تأسست عام 1980 ، وتبلغ قيمتها 15 الف دولار للفائز الأول ، 5000و دولار للفائز الثاني. ومن المعروف أن وليم فوكنر تبرع بقيمة جائزة نوبل ، التي فاز بها عام 1949 ، لتشجيع الروائيين الجدد. أما الجوائز المخصصة لمواطني دول الكومنولث البريطاني ، في الأداب ، فهي أربع ، ومن أقدمها جائزة مان بوكر للرواية ، التي أنشئت في عام 1968 ، وتمنح ، سنوياً ، لأفضل رواية مكتوبة باللغة الإنجليزية ، وقد سبق أن فازت بها الروائية الجنوب أفريقية ، والحائزة على جائزة نوبل للأدب نادين غورديمر ، والروائي وليم غولدنغ ، والروائي سلمان رشدي ، وآخًر من فاز بها الأديبة البريطانية هيلاري مانتل ، في العام الفائت ، عن روايتها "قاعة الذئب". ومن أشهر الجوائز العالمية في إيطاليا جائزة مونديللو بريمو ، التي تمنحها مدينة باليرمو ، في صقلية ، والتي أحدثت في عام ,1975 وقد حصل عليها ، العام الفائتَ ، الروائي الليبي إبراهيم الكوني ، عن مجموعته "وطن الرؤى السماوية". حصل على هذه الجائزة عدد من كبار الروائيين في العالم ، من مثل: غونتر غراس ، ودوريس ليسنغ ، وخوسيه ساراماغو ، وجون كويتزي ، وألبرتو مورافيا ، وميلان كونديرا ، وإيتالو كالفينو.
وهناك جائزة غرينزاني كافور الايطالية ، التي تأسست في عام 1982 ، في مدينة تورينو ، وهي ذات طبيعة عمومية ، حيث يشارك في قراءة الأعمال ، والحكم عليها ، عدد كبير من النقاد ، والكتاب ، والصحفيين ، والشخصيات الأدبية الإيطالية ، ويلعب الطلاب دوراً بارزاً ، حيث تتشكل سبع عشرة لجنة من الطلبة في إيطاليا كلها. تمنح الجائزة في سبعة ميادين تخص الأدب الإيطالي ، وخاصة الرواية ، بالإضافة إلى جائزتها العالمية. ومن الأدباء الذين فازوا بها غونتر غراس وفي. إس. نايبول ، ودرويس ليسنغ ، والتركي أورهان باموك ، والنيجري وول سونيكا ، والشاعر العربي أدونيس (فاز بها في العام 2008). وفي الأداب الفرنسي هناك جائزة غونكور Goncourt ، التي أُشهًرت منذ عام ,1903 جاء إنشاء الجائزة رداً على عدم قبول الأكاديمية الفرنسية أدباءَ الاتجاهً الواقعي ، مثل أونوريه دي بلزاك ، وجوستاف فلوبير ، وإميل زولا. ومن بعدها بسنة ظهرت الجائزة النسوية المشهورة ، وهي فيمينا Femina. وقد فاز بجائزة غونكور ، من الأدباء العرب الفرانكوفونيين ، أمين معلوف ، والطاهر بن جلون. ومن الفضائح التي ارتبطت بهذه الجائزة حصول الروائي رومان غراي ، عليها ، مرتين: الأولى عام 1956 ، عن روايته "جذور السماء" ، والثانية كانت عندما فاز بها باسم مستعار (إميل آجار) ، في عام 1975 ، عن روايته "الحياة أمامنا". أما في الأدب الإسباني فإن أشهر جائزة هي جائزة ميجيل دو ثيربانتيس ، التي أنشئت عام 1976 ، لتكريم المنجز الإبداعي بأكمله ، لكاتب يكتب بالإسبانية. قيمة الجائزة نفسها 125 ألف يورو ، وتمنح لأي من مواطني الدول الناطقة بالإسبانية. ومنذ تأسيسها منحت لمواطني تسع دول ، هي: كوبا ، الأرجنتين ، الأوروغواي ، تشيلي ، والباراغواي ، المكسيك ، كولومبيا ، البيرو ، بالإضافة إلى إسبانيا ذاتها. ومن أشهر الروائيين الذين فازوا بها الأرجنتيني خورخي بورخيس ، والمكسيكي أكتافيو باث ، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا. أما من حيث القيمة المادية ، فإن أغلى جائزة في العالم ، من بعد جائزة نوبل ، هي جائزة بريمو بالينتا الإسبانية ، التي تقدمها دارالنشر بالينتا منذ عام 1952 ، وتمنح لرواية مكتوبة بالإسبانية ، وتصل قيمتها إلى 601 ألف يورو. ومنذ عام 1974 صار الكاتب الذي يحل في المركز الثاني يحصل على جائزة قيمتها 150 ألف يورو.
عربياً:
مرّ زمان كانت الجوائز العربية حالة نادرة وغير معروفة ، ولم يكن الأمر يتعدى حفلة تكريم يتنادى لها الأدباء ، وكانت صورة الجائزة الوحيدة ، التي عرفها تاريخ الأدب العربي ، منذ القدم ، هي أعطيات الخلفاء والولاة ، التي لم تكن بغير ثمن مرّْ ، أحياناً ، كما تجرّعه المتنبي، غير أننا نجد ، في المغرب العربي ، سبقاً إلى إنشاء الجوائز الأدبية ، وربما ما كان ذلك ليحدث لولا أن السلطات الاستعمارية الفرنسية أنشأت ما عُرف بـ"جائزة المغرب الأدبية الكبرى" ، عام 1925 ، والتي بقيت حكراً على الفرنسيين حتى عام 1949 ، حين فاز بها الأديب المغربي ، وأحد رواد الأدب الفرنكوفوني ، أحمد الصفريوي. وبعد الاستقلال أعيد إحياء الجائزة ، عام ,1974 ومن الجدير بالذكر أن القاص المغربي ، أحمد بوزوفور ، رفضها ، عام 2009 ، احتجاجاً على سياسة الحكومة الثقافية.
ازدحمت الساحة بالجوائز ، منذ أوائل التسعينيات [من القرن الفائت] ، تحت مسميات شتى ، حتى صرت تحس أنها محاولة للتكفير عن زمن قحط الجوائز وغياب التكريم. ويتساءل المرء ، هل هدف كل هذه الكثرة من الجوائز ، وخاصة الروائية منها ، تقدير المبدعين ، وتكريم جهودهم ، واعتراف بدور الأدب في الحياة؟ فلماذا ، إذن ، تأخر العالم العربي ، كثيراً ، حينما نجد أن العديد من الجوائز العالمية بدأت في أوخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، من مثل: نوبل ، وبوليتزر ، وغونكور وغيرها؟ أم هو وعي متأخر بقيمة الجوائز ودورها ، وخير أن تأتي متأخرة من ألا تأتي أبداً؟ لا تخلو المسألة من تقليد طبيعي للغرب ، بعد هذا الانفتاح على الآداب الأجنبية ، من خلال الترجمة ، ورؤية مهرجانات الجوائز والمشاركة فيها. ولا شك أن وسائل الاتصال الحديثة ، والعولمة ، والابتعاث الأكاديمي إلى الجامعات الغربية ، والصحافة ، لعبت دوراً في انتشار الجوائز العربية. كما أن رغبة بعض الأنظمة ، والحكومات ، في تحقيق سمعة تصورها راعية للابداع والمبدعين يدفعها لذلك. ولا ننسى دور المثقفين أنفسهم في الضغط باتجاه إحداث الجوائز وإقرارها ، وأحيانا ، ريادة السبق قبل الدولة في تكريس مسألة الجوائز ، كما فعلت أحلام مستغانمي في تكريس جائزة مالك حداد للرواية في الجزائر.
أما على صعيد الواقع الحالي للجوائز العربية ، فلا تخلو الساحة من كثرة منها ، هنا وهناك ، ولكن بعضها موسمي: يظهر ، ويختفي ، وبعضها لا يملك التمويل اللازم للاستمرار فتجدها تعتمد على قناعة الأثرياء بجدواها ، أو على قدرة منظميها في الحصول على دعم جهات أو مؤسسات تؤمن برسالة الجائزة ، أو بأهمية أبداع من تسمى باسمه ، لإبقائه حياً في الذاكرة ، وفي أحيان كثيرة تتبرع هذه الجهة ، أو تلك ، من باب الخجل من مسؤوليتها الاجتماعية ، أو اتقاءً لنقد الأقلام ، ولهذا لا تعيش الجائزة سوى سنوات معدودة ، وربما أقل. وهناك جوائز تفتقد المنهجية والمعايير الواضحة التي تحكم إجراءات منح الجائزة ، وأعني ، بذلك ، الخطوات والمعايير التنفيذية الواجب مراعاتها منذ إعلان الجائزة ، واستقبال الترشيحات ، وحتى تشكيلة لجنة النقاد ، أو الحكام ، ومراحل التنافس وإعلان الفائزين. لا تخضع قرارات لجان التحكيم إلى التدقيق أو الطعن بها. وفي أحيان كثيرة يكتفي النقاد ، في لجان التحكيم ، بتقديم فقرة إنشائية عامة يضمنونها ميزة العمل الذي تم اختياره ، من غير تقديم أية ورقة نقدية ، أو تعليل المنح ، بشكل كاف أو نشر حيثياته ، أو حتى نشر مداولات النقاش والتصويت على الرواية الفائزة ، التي ربما يظهر للملأ حجم اعتبارات الشخصنة ، والمجاملة ، والهيمنة ، من طرف أعضاء على آخرين ، وتأثير العلاقات العامة والمصالح المتبادلة.
في أحيان كثيرة تتغافل الهيئات المشرفة ، على تنظيم الجوائز ، مسألة الاتصال والتواصل مع المشاركين الذين شاركوا في التنافس على نيل الجائزة ، مثلما تتغافل عنهم ، بعد ذلك ، إذا لم يفوزوا ، ولا تفكر في بحث دعمهم مادياً ، أو معنوياً ، أو دعم نشر أو ترجمة أعمالهم ، إذ لا بد أن من بين من تنافسوا على الجائزة من قدموا أعمالاً جيدة تستحق الدعم ، رغم عدم فوزها. إن غياب الخبرة المتراكمة ، والفساد الإداري ، والخلط بين الشخصي ، والمهني ، ووقوع القائمين علي الجائزة تحت ضغوطات الصداقة والاعتبارات الذاتية والمصلحية الأخرى ، تجعل من بعض الجوائز عالماً من الغموض. ومن الجوائز المهمة: الجائزة العالمية للرواية العربية ، المعروفة باسم البوكر العربية. وتعَدُّ الجائزة ثمرة تعاون مشترك بين المؤسسة التي تمنح جوائز البوكر ، في بريطانيا ، بين ومؤسسة الإمارات ، في أبو ظبي. وقد تم إعلانها في بداية عام 2007 ، وتبلغ مكافأتها المالية عشرة آلاف دولار لكل رواية تصل قائمة الترشحات النهائية ، وخمسين ألف دولار للفائز. وتغير إدارة الجائزة لجان التحكيم في كل عام ، وتتبع المعايير ذاتها المتّبعة في إجراءات الترشيح والاختيار كما في النسخة الإنجليزية. وقد اعتادت الساحة العربية على كثير من اللغط والتشكيك وحملات المقاطعة ، التي ترافق مجريات المسابقة ، عبر مراحلها الثلاث ، إلى حين إعلان الرواية الفائزة. ولكن اللافت ، هذا العام ، كان الخلافات بين أعضاء لجنة التحكيم ، بصورة علنية ، في الصحافة ، ووسائل الإعلام ، ما كاد يعصف بالجائزة ، ويعطل مسيرتها ، بعد انسحاب بعض أعضائها ، واتهام البعض الآخر بأن لهم يداً في صفقة تهدف إلى فوز رواية ما. أدت حمى جائزة البوكر ، بالإضافة إلى الجوائز الروائية الأخرى ، إلى طفرة ملحوظة في إنتاج الروايات وتدفق نشرها ، حيث صار الروائيون يعكفون على تأليف روايات بغية المشاركة في الجائزة ، بالمقام الأول ، فصرت تلاحظ أن كثيراً من الروائيين العرب ، الذين اعتادوا تأليف الروايات ، ونشرها ، على مدى سنوات متباعدة ، يستعجلون إنتاج رواية ، كل سنة. بل صرنا نسمع قصصاً عن كتاب لا يراجعون رواياتهم ، من أخطاء إملائية أو نحوية أو طباعية أو معرفية أو أسلوبية ، ووصل الامر إلى تغيّر اسماء الشخصيات أثناء الرواية، ونقل عن أحدهم قوله: "في الوقت الذي أدقق فيه روايتي أكون قد ألفت رواية أخرى ،"
وهناك جائزة سلطان العويس ، في الإمارات العربية المتحدة ، التي تم انشاؤها في عام 1987 ، وتمنح كل عامين مرة ، في مجالات عدة ، منها الرواية. وسبق أن فاز بها ، من الأردن ، عبر سنواتها السابقة ، د.إحسان عباس ، ود. ناصر الدين الأسد ، والمفكر د. فهمي جدعان ، والروائي إبراهيم نصر الله. ومن غرائب الأمور أنه تم سحب الجائزة ، في عام 2004 ، من الشاعر العراقي المعروف ، سعدي يوسف ، بعدما مُنحتْ له في عام 1990 ، وشطبه من سجلاتها. وقد أثار القرار انتقاداً لما ينطوي عليه من ربط الجائزة بموقف الفائز السياسي ، ما يشي بأن الجائزة لا تمنح على أساس إبداعي بحت ، بل لها ثمن. ومن الجوائز العربية المعروفة جائزة الشيخ زايد للكتاب ، التي بدأت في عام ,2006 تبلغ قيمة الجائزة المالية 750 ألف درهم ، وتمتاز بشمولها مجالات ثقافية عديدة ، مقارنة مع الجوائز العربية ، والعالمية الأخرى. ومن مجالاتها اختيار شخصية العام الثقافية. وقد فاز بجائزة الرواية ، في دورتها الأولى ، الجزائري واسيني الأعرج ، عن روايته "الأمير ومسالك أبواب الحديد" ، وفي الدورة التالية فاز بها الليبي إبراهيم الكوني ، عن روايته "ما كان بعيداً" ، وفاز بجائزة الدورة الثالثة جمال الغيطاني عن رواية "الدفتر السادس من دفاتر التدوين - رن."
ومن الجوائز العريقة ، في الساحة الثقافية العربية ، جائزة أبي القاسم الشابي ، التي بلغ عدد دوراتها ، منذ تأسيسها ، في عام 1984 ، أربعاً وعشرين دورة ، تكريماً لشاعر تونس الأشهر ، وتشرف عليها وزارة الثقافة والتراث التونسية. يتغير موضوع الجائزة ، في كل دورة ، ما بين الرواية والشعر والقصة القصيرة والنص المسرحي. وقد فاز بها ، من الأردن ، في عام 2005 ، الروائية سميحة خريس ، عن رواية "دفاتر الطوفان" ، وفي عام 2008 ، فاز بها هزاع البراري ، عن نصه المسرحي "قلادة الدم". وقد رسا اختيار وزارة الثقافة ، في تونس ، على أن تكون الرواية هي مجال الجائزة للعام الحالي ، ,2010
تأسست جوائز الشارقة للإبداع العربي في عام 1997 ، بأمر من حاكم الشارقة ، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ، وتسعى إلى تشجيع إبداع الشباب في الوطن العربي. تمنح الجائزة لثلاثة فائزين في كل من مجالات: الشعر ، والرواية ، والقصة ، والمسرح ، وأدب الطفل ، والنقد الأدبي ، والسيرة الذاتية. أما جائزة دبي الثقافية للإبداع فتقدم لمن هم تحت سن الأربعين ، وتشمل سبعة مجالات ، هي: الشعر ، والقصة ، والرواية ، والفنون التشكيلية ، والحوار مع الغرب ، والتأليف المسرحي ، والأفلام التسجيلية ، وقيمة الجائزة ـ لكل فرع منها ـ خمسة وعشرون ألف دولار ، توزع على خمسة فائزين. ثمة جائزة الرواية العربية ، التي يمنحها ، معهد العالم العربي ، في باريس ، لأفضل الروايات العربية المنشورة في فرنسا. وتأتي في إطار المبادرات الثقافية لمجلس السفراء العرب ، في فرنسا ، بغية توطيد الحوار الثقافي بين العالم العربي وفرنسا. وتمنح الجائزة للأعمال المكتوبة بالعربية والمترجمة إلى الفرنسية ، أو المكتوبة بالفرنسية ، وقد أنشئت الجائزة سنة 2008 ، وتبلغ قيمتها 15 ألف يورو. وقد فاز بها في الدورة الثالثة ، هذا العام ، الروائي المغربي ماحي بنبين ، عن روايته "نجوم سيدي مومن" ، والروائي الجزائري رشيد بوجدرة ، عن روايته "أشجار التين الشوكي". وكان الروائي اللبناني ، إلياس خوري ، فاز بالجائزة ، في دورتها الأولى.
وأشير إلى جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية ، التي تشرف عليها الجامعة الأميركية في القاهرة. أحدثت الجائزة في عام 1996 ، وتمنح ، كل عام ، في يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول ، الذي يصادف ذكرى ميلاد نجيب محفوظ. وقد جرت العادة أن تمنح الجائزة ، في عام ، لروائي عربي ، وفي عام آخر ، لروائي مصري. ومن الفائزين بالجائزة ، في دوراتها السابقة: مريد البرغوثي ، وهدى بركات ، وأحلام مستغانمي ، وبنسالم حميش ، ومن المصريين: خيري شلبي ، ويوسف أبو رية ، وإبراهيم عبد المجيد. وقد فاز بها ، العام الماضي ، الروائي السوري خليل صويلح عن روايته "وراق الحب".
هناك الكثير من الجوائز ، في مصر ، كجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية ، وجائزة مبارك ، وجائزة الدولة للتفوق ، وجوائز الهيئة العامة لقصور الثقافة ، وجوائز اتحاد كتاب مصر ، وجائزة محمود تيمور للإبداع ، وجائزة إحسان عبد القدوس للرواية ، وجائزة عزالدين اسماعيل ، وجائزة نادي القصة المصرية ، غير أنها ، كلها ، محلية: تمنح للأدباء المصريين.
وأشير ، في هذا الصدد ، إلى جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي ، الذي يشرف عليه المجلس الأعلى للثقافة في مصر ، والتي منحت ، في دورتها الرابعة ، عام 2008 ، للروائي إدوار الخراط. وكان الروائي العربي الراحل ، عبد الرحمن منيف ، فاز بالجائزة في دورتها الأولى ، 1998 ، وفاجأ الروائي المصري ، صنع الله إبراهيم ، المجلس الأعلى ، برفضه الجائزة في الدورة الثانية ، عام 2003 ، أما جائزة الدورة الثالثة ، 2005 ، ففاز بها الروائي السوداني الراحل ، الطيب صالح. يوجد في تونس جائزة تدعى جائزة "كومار" للإبداع الروائي باللغتين: العربية ، والفرنسية ، وتقدمها شركة تأمين تونسية تحمل الإسم ذاته. وقد تم تأسيس الجائزة في عام ,1994 وتمنح جائزة الكومار الذهبي لرواية باللغة العربية ، ورواية باللغة الفرنسية. وقد فاز بها ، في عام 2010 ، الروائي نور الدين العلوي ، عن روايته "تفاصيل صغيرة" ، وأما الفائزة عن الرواية باللغة الفرنسية فنالها فوزي الملاح. ومن طريف الأمور أن الروائي الصافي سعيد رفض ، في عام 2001 ، ترشيح روايته ، وأصر على سحبها من القائمة ، ثم تبين ، بعد ذلك ، أنها كانت الرواية الفائزة، وفي الجزائر يشرف الروائي المعروف الطاهر وطار ، الذي يترأس جمعية "الجاحظية" الثقافية ، على جائزة الرواية ، "الهاشمي سعيداني" ، التي تقدمها الجمعية. وتهدف إلى تطوير التجربة الروائية في دول المغرب العربي ، ودعم الأصوات الروائية الشابة. وقد أحرز الأديب الجزائري ، الشاب سمير قاسيمي ، جائزة الدورة الثانية ، وهي دورة هذا العام ، عن باكورة أعماله الروائية ، وهي "تصريح بالضياع". وفي المغرب أذكر جائزة محمد زفزاف للرواية العربية ، التي تمنح على هامش مؤتمر أصيلة الثقافي ، وتمنح كل ثلاث سنوات ، بالتناوب مع جائزتي: "تشيكايا أوتامسي" للشعر الأفريقي ، و"بلند الحيدري" للشعراء العرب الشباب. وقد منحت الجائزة ، في دورتها الرابعة ، سنة 2010 ، للروائي السوري حنا مينة.
عن جريدة الدستور.
التعليق
إياد نصار:
هل ما يزال الشعر ديوان العرب الأصيل ، الذي يحتل الصدارة ، أم تراجع ـ الآن ـ لصالح الرواية؟ الجوائز الأدبية ، في مجال الرواية ، عربياً وعالمياً ، والتي صارت مثل زخ المطر ، تقول غير ذلك. الدكتور جابر عصفور أكد أن الزمن الذي نعيشه هو "زمن الرواية" ، والناقد وأستاذ المسرح ، الراحل علي الراعي ، عدّ الرواية "ديوان العرب المحدثين". كما أن آخر شيء يحبذه أصحاب دور النشر ، الآن ، هو نشر دواوين لشعراء جدد، وآخر شيء يتوقعونه أن ينتشر ديوان لشاعر جديد ، ويفرض حضوره ، مثلما تفعل الرواية. في حين يزداد احتفاء العالم كله بالروائيين ، ما بين الجوائز وبرامج دعم النشر وانتشار الترجمات وغيرها ، وقد تحول الأمر ـ في بعض الأحيان ـ إلى هوس في جمع أكبر قدر من الجوائز ، وإعلان الفوز بها ، بغض النظر إن كانت معروفة أو هامشية مجهولة ، ولدت على الإنترنت ، في ليلة ظلماء. وقد ذكر الناقد المتخصص في الرواية البريطانية المعاصرة ، جيمس ف. إنغلش ، الذي ألف ـ في عام 2005 ـ كتاباً بعنوان "اقتصاد المظاهر: الجوائز وانتشار القيمة الثقافية" ، في مقالة له بعنوان "كسب اللعبة الثقافية: الجوائز والمنح وقواعد الفن" ، والتي نشرت في مجلة "تاريخ أدبي جديد" الصادرة عن مطبعة جامعة جون هوبكنز.. ذكر أنّ "هناك عدداً من الجوائز يفوق الإبداع ، ما يفسر وجود حقل نقدي مختص في توزيع الجوائز والمنح الأدبية". ويقول الكاتب والمسرحي الأمريكي ، غور فيدال: "إن هناك جوائز ، في الولايات المتحدة ، يفوق عددها عدد الكّتاب الأميركيين". ويقول الشاعر الأسترالي ، بيتر بورتر: "هناك عدد كبير من الجوائز ، في أستراليا ، حتى لا يوجد كاتب في سيدني لم يحصل على واحدة". و قد تندر روائي بريطاني ، خلال حضوره مؤتمراً أدبياً كبيراً في بلومزبيري ، في بريطانيا ، حيث اكتشف أنه أحد اثنين ، فقط ، لم يحصلا على جائزة أدبية من بين كل الحاضرين". عالمياً
يوجد في دول العالم المختلفة ، حالياً ، ما يزيد على 500 جائزة أدبية معروفة ، ذات تاريخ متواصل ، ومخصصة لمجالات الإبداع الأدبي: كالرواية ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والنص المسرحي ، والنقد ، وأدب الطفل ، غير أن الجانب الأكبر منها مخصص للسرد. ويشير هذا العدد فقط إلى الجوائز ذات النهج المؤسسي المعروفة ، أو ذات المكانة الأدبية المرموقة أو التاريخ العريق أو الشهرة الدولية أو الإقليمية أو الوطنية ، أو ذات القيمة الرمزية المهمة أو المكافأة المالية العالية. وتتنوع الجوائز ، تبعاً لذلك ، بحسب موطنها ولغتها ومعاييرها وقيمتها ، بدءاً من جائزة نوبل في الآداب ، 1901 ، وهي الأشهر والأضخم ، التي تبلغ مكافأتها ما يزيد على مليون يورو ، إلى جائزة أكوتاغاوا اليابانية ، التي أُحدثت في عام 1935 ، في أقصى الشرق ، إلى الميداليات الذهبية للأكاديمية الأميركية للفنون والآداب ، والتي تأسست في عام 1915 ، في أقصى الغرب.
يبلغ عدد الجوائز العالمية المفتوحة أمام جميع الجنسيات اثني عشرة جائزة ، ومن أشهرها: نوبل ، وهانز كريستيان أندرسن لأدب الطفل. وهناك جائزة القدس ، التي أُحدثت في عام 1963 ، وجائزة فرانز كافكا ، في عام ,2001 وآخر من حصل على جائزة القدس ، في عام 2009 ، هو الروائي الياباني هاروكي موراكامي. كما حصل عليها ، من قبلُ ، عدد من أشهر الروائيين ، مثل: خورخي بورخيس ، وسيمون دو بوفوار ، ويوجين إيونسكو ، وجي. إم. كوتزي ، وماريو فارغاس يوسا.
ومن الجوائز المشهورة والمرموقة ، عالمياً ، جائزة أمير أستورياس الإسبانية ، التي تمنح سنوياً في حقول الفنون ، والإنسانيات ، والعلوم ، والتعاون الدولي ، والآداب ، والعلوم الاجتماعية والرياضة. تأسست الجائزة في عام ,1980 وقد حصل عليها ، هذا العام ، في مجال الآداب ، الروائي اللبناني الفرانكوفوني أمين معلوف.
إن أكثر دولة يوجد بها ، حالياً ، جوائز أدبية هي الولايات المتحدة ، التي يصل عدد جوائزها المؤسسية المعروفة ، والممنوحة في المجالات الإبداعية والنقدية ، إلى حوالي 70 جائزة ، وهناك نيوزيلندة ، تلك الدولة الصغيرة ، التي يوجد لديها 50 جائزة مختلفة ، ثم اليابان ، بينما تُمنح ، في المملكة المتحدة ، حوالي خمس وعشرين جائزة. ولا تشمل هذي الأعدادُ الجوائزَ ذاتَ الصفة العالمية ، المتاحة المشاركةُ فيها لكل من يكتب أدباً بلغة البلد الذي يمنح الجائزة.
يوجد في الولايات المتحدة ست وعشرون جائزة مكرسة للأدب الروائي ، مما يعكس الاهتمام والاحتفاء بالرواية والروائيين. وأغلب الأدباء الامريكيين المعروفين على مستوى العالم هم من كتاب الرواية. ومن أشهر تلك الجوائز ذات السمعة العالمية جائزة بوليتزر للسرد المستمرة منذ العام 1918 وهي احدى جوائز بوليتزر في مجالات الصحافة ، والأدب ، والتأليف الموسيقي. تبلغ قيمة الجائزة عشرة الاف دولار ، وتمنح لاحسن رواية أمريكية. ومن طريف ما يذكر أن لجنة التحكيم أوصت في عام 1941 بمنح الجائزة إلى ايرنست همنجواي على روايته "لمن تقرع الاجراس" ، ووافق مجلس أمناء الجائزة على التوصية ، إلا أن رئيس جامعة كولومبيا آنذاك اقنع اللجنة بعدم منحها له لأنه اعتبر أن الرواية عدائية ، وبالتالي لم تمنح الجائزة تلك السنة.
هناك جائزة كتاب أنسفيلد وولف ، التي تأسست في عام 1935 ، وتمنح في مجالات عدة ، من بينها الرواية ، وقد سبق أن فاز بها ، في عام 2008 ، الروائي جنوت دياز ، من الدومنيكان ، والروائي الأميركي ، من أصل باكستاني ، محسن حامد ، والروائي وليم ميلفن كيلي. وهناك جائزة جانيت هيدنغر كافكا للسرد النسوي الأميركي ، منذ عام 1975 ، التي تماثل جائزة أورانج البريطانية للرواية النسوية ، التي تمنح لاحسن رواية كتبتها امرأة بالإنجليزية.
ومن الجوائز المهمة جائزة الكتاب الوطني ، التي تهدف إلى دعم أفضل نتاج الأدب الأميركي ، ونشره ، تأسست عام 1950 ، وقيمتها 10 آلاف دولار ، وفاز بها عدد من الروائيين الأميركيين المشهورين ، من مثل: وليم فوكنر ، وبيرنارد مالمود ، وفيليب روث ، وجون أبدايك ، وجويس كارول أوتيس ، وسوزان سونتاغ. وهناك جائزة وليم فوكنر للرواية ، التي تأسست عام 1980 ، وتبلغ قيمتها 15 الف دولار للفائز الأول ، 5000و دولار للفائز الثاني. ومن المعروف أن وليم فوكنر تبرع بقيمة جائزة نوبل ، التي فاز بها عام 1949 ، لتشجيع الروائيين الجدد. أما الجوائز المخصصة لمواطني دول الكومنولث البريطاني ، في الأداب ، فهي أربع ، ومن أقدمها جائزة مان بوكر للرواية ، التي أنشئت في عام 1968 ، وتمنح ، سنوياً ، لأفضل رواية مكتوبة باللغة الإنجليزية ، وقد سبق أن فازت بها الروائية الجنوب أفريقية ، والحائزة على جائزة نوبل للأدب نادين غورديمر ، والروائي وليم غولدنغ ، والروائي سلمان رشدي ، وآخًر من فاز بها الأديبة البريطانية هيلاري مانتل ، في العام الفائت ، عن روايتها "قاعة الذئب". ومن أشهر الجوائز العالمية في إيطاليا جائزة مونديللو بريمو ، التي تمنحها مدينة باليرمو ، في صقلية ، والتي أحدثت في عام ,1975 وقد حصل عليها ، العام الفائتَ ، الروائي الليبي إبراهيم الكوني ، عن مجموعته "وطن الرؤى السماوية". حصل على هذه الجائزة عدد من كبار الروائيين في العالم ، من مثل: غونتر غراس ، ودوريس ليسنغ ، وخوسيه ساراماغو ، وجون كويتزي ، وألبرتو مورافيا ، وميلان كونديرا ، وإيتالو كالفينو.
وهناك جائزة غرينزاني كافور الايطالية ، التي تأسست في عام 1982 ، في مدينة تورينو ، وهي ذات طبيعة عمومية ، حيث يشارك في قراءة الأعمال ، والحكم عليها ، عدد كبير من النقاد ، والكتاب ، والصحفيين ، والشخصيات الأدبية الإيطالية ، ويلعب الطلاب دوراً بارزاً ، حيث تتشكل سبع عشرة لجنة من الطلبة في إيطاليا كلها. تمنح الجائزة في سبعة ميادين تخص الأدب الإيطالي ، وخاصة الرواية ، بالإضافة إلى جائزتها العالمية. ومن الأدباء الذين فازوا بها غونتر غراس وفي. إس. نايبول ، ودرويس ليسنغ ، والتركي أورهان باموك ، والنيجري وول سونيكا ، والشاعر العربي أدونيس (فاز بها في العام 2008). وفي الأداب الفرنسي هناك جائزة غونكور Goncourt ، التي أُشهًرت منذ عام ,1903 جاء إنشاء الجائزة رداً على عدم قبول الأكاديمية الفرنسية أدباءَ الاتجاهً الواقعي ، مثل أونوريه دي بلزاك ، وجوستاف فلوبير ، وإميل زولا. ومن بعدها بسنة ظهرت الجائزة النسوية المشهورة ، وهي فيمينا Femina. وقد فاز بجائزة غونكور ، من الأدباء العرب الفرانكوفونيين ، أمين معلوف ، والطاهر بن جلون. ومن الفضائح التي ارتبطت بهذه الجائزة حصول الروائي رومان غراي ، عليها ، مرتين: الأولى عام 1956 ، عن روايته "جذور السماء" ، والثانية كانت عندما فاز بها باسم مستعار (إميل آجار) ، في عام 1975 ، عن روايته "الحياة أمامنا". أما في الأدب الإسباني فإن أشهر جائزة هي جائزة ميجيل دو ثيربانتيس ، التي أنشئت عام 1976 ، لتكريم المنجز الإبداعي بأكمله ، لكاتب يكتب بالإسبانية. قيمة الجائزة نفسها 125 ألف يورو ، وتمنح لأي من مواطني الدول الناطقة بالإسبانية. ومنذ تأسيسها منحت لمواطني تسع دول ، هي: كوبا ، الأرجنتين ، الأوروغواي ، تشيلي ، والباراغواي ، المكسيك ، كولومبيا ، البيرو ، بالإضافة إلى إسبانيا ذاتها. ومن أشهر الروائيين الذين فازوا بها الأرجنتيني خورخي بورخيس ، والمكسيكي أكتافيو باث ، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا. أما من حيث القيمة المادية ، فإن أغلى جائزة في العالم ، من بعد جائزة نوبل ، هي جائزة بريمو بالينتا الإسبانية ، التي تقدمها دارالنشر بالينتا منذ عام 1952 ، وتمنح لرواية مكتوبة بالإسبانية ، وتصل قيمتها إلى 601 ألف يورو. ومنذ عام 1974 صار الكاتب الذي يحل في المركز الثاني يحصل على جائزة قيمتها 150 ألف يورو.
عربياً:
مرّ زمان كانت الجوائز العربية حالة نادرة وغير معروفة ، ولم يكن الأمر يتعدى حفلة تكريم يتنادى لها الأدباء ، وكانت صورة الجائزة الوحيدة ، التي عرفها تاريخ الأدب العربي ، منذ القدم ، هي أعطيات الخلفاء والولاة ، التي لم تكن بغير ثمن مرّْ ، أحياناً ، كما تجرّعه المتنبي، غير أننا نجد ، في المغرب العربي ، سبقاً إلى إنشاء الجوائز الأدبية ، وربما ما كان ذلك ليحدث لولا أن السلطات الاستعمارية الفرنسية أنشأت ما عُرف بـ"جائزة المغرب الأدبية الكبرى" ، عام 1925 ، والتي بقيت حكراً على الفرنسيين حتى عام 1949 ، حين فاز بها الأديب المغربي ، وأحد رواد الأدب الفرنكوفوني ، أحمد الصفريوي. وبعد الاستقلال أعيد إحياء الجائزة ، عام ,1974 ومن الجدير بالذكر أن القاص المغربي ، أحمد بوزوفور ، رفضها ، عام 2009 ، احتجاجاً على سياسة الحكومة الثقافية.
ازدحمت الساحة بالجوائز ، منذ أوائل التسعينيات [من القرن الفائت] ، تحت مسميات شتى ، حتى صرت تحس أنها محاولة للتكفير عن زمن قحط الجوائز وغياب التكريم. ويتساءل المرء ، هل هدف كل هذه الكثرة من الجوائز ، وخاصة الروائية منها ، تقدير المبدعين ، وتكريم جهودهم ، واعتراف بدور الأدب في الحياة؟ فلماذا ، إذن ، تأخر العالم العربي ، كثيراً ، حينما نجد أن العديد من الجوائز العالمية بدأت في أوخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، من مثل: نوبل ، وبوليتزر ، وغونكور وغيرها؟ أم هو وعي متأخر بقيمة الجوائز ودورها ، وخير أن تأتي متأخرة من ألا تأتي أبداً؟ لا تخلو المسألة من تقليد طبيعي للغرب ، بعد هذا الانفتاح على الآداب الأجنبية ، من خلال الترجمة ، ورؤية مهرجانات الجوائز والمشاركة فيها. ولا شك أن وسائل الاتصال الحديثة ، والعولمة ، والابتعاث الأكاديمي إلى الجامعات الغربية ، والصحافة ، لعبت دوراً في انتشار الجوائز العربية. كما أن رغبة بعض الأنظمة ، والحكومات ، في تحقيق سمعة تصورها راعية للابداع والمبدعين يدفعها لذلك. ولا ننسى دور المثقفين أنفسهم في الضغط باتجاه إحداث الجوائز وإقرارها ، وأحيانا ، ريادة السبق قبل الدولة في تكريس مسألة الجوائز ، كما فعلت أحلام مستغانمي في تكريس جائزة مالك حداد للرواية في الجزائر.
أما على صعيد الواقع الحالي للجوائز العربية ، فلا تخلو الساحة من كثرة منها ، هنا وهناك ، ولكن بعضها موسمي: يظهر ، ويختفي ، وبعضها لا يملك التمويل اللازم للاستمرار فتجدها تعتمد على قناعة الأثرياء بجدواها ، أو على قدرة منظميها في الحصول على دعم جهات أو مؤسسات تؤمن برسالة الجائزة ، أو بأهمية أبداع من تسمى باسمه ، لإبقائه حياً في الذاكرة ، وفي أحيان كثيرة تتبرع هذه الجهة ، أو تلك ، من باب الخجل من مسؤوليتها الاجتماعية ، أو اتقاءً لنقد الأقلام ، ولهذا لا تعيش الجائزة سوى سنوات معدودة ، وربما أقل. وهناك جوائز تفتقد المنهجية والمعايير الواضحة التي تحكم إجراءات منح الجائزة ، وأعني ، بذلك ، الخطوات والمعايير التنفيذية الواجب مراعاتها منذ إعلان الجائزة ، واستقبال الترشيحات ، وحتى تشكيلة لجنة النقاد ، أو الحكام ، ومراحل التنافس وإعلان الفائزين. لا تخضع قرارات لجان التحكيم إلى التدقيق أو الطعن بها. وفي أحيان كثيرة يكتفي النقاد ، في لجان التحكيم ، بتقديم فقرة إنشائية عامة يضمنونها ميزة العمل الذي تم اختياره ، من غير تقديم أية ورقة نقدية ، أو تعليل المنح ، بشكل كاف أو نشر حيثياته ، أو حتى نشر مداولات النقاش والتصويت على الرواية الفائزة ، التي ربما يظهر للملأ حجم اعتبارات الشخصنة ، والمجاملة ، والهيمنة ، من طرف أعضاء على آخرين ، وتأثير العلاقات العامة والمصالح المتبادلة.
في أحيان كثيرة تتغافل الهيئات المشرفة ، على تنظيم الجوائز ، مسألة الاتصال والتواصل مع المشاركين الذين شاركوا في التنافس على نيل الجائزة ، مثلما تتغافل عنهم ، بعد ذلك ، إذا لم يفوزوا ، ولا تفكر في بحث دعمهم مادياً ، أو معنوياً ، أو دعم نشر أو ترجمة أعمالهم ، إذ لا بد أن من بين من تنافسوا على الجائزة من قدموا أعمالاً جيدة تستحق الدعم ، رغم عدم فوزها. إن غياب الخبرة المتراكمة ، والفساد الإداري ، والخلط بين الشخصي ، والمهني ، ووقوع القائمين علي الجائزة تحت ضغوطات الصداقة والاعتبارات الذاتية والمصلحية الأخرى ، تجعل من بعض الجوائز عالماً من الغموض. ومن الجوائز المهمة: الجائزة العالمية للرواية العربية ، المعروفة باسم البوكر العربية. وتعَدُّ الجائزة ثمرة تعاون مشترك بين المؤسسة التي تمنح جوائز البوكر ، في بريطانيا ، بين ومؤسسة الإمارات ، في أبو ظبي. وقد تم إعلانها في بداية عام 2007 ، وتبلغ مكافأتها المالية عشرة آلاف دولار لكل رواية تصل قائمة الترشحات النهائية ، وخمسين ألف دولار للفائز. وتغير إدارة الجائزة لجان التحكيم في كل عام ، وتتبع المعايير ذاتها المتّبعة في إجراءات الترشيح والاختيار كما في النسخة الإنجليزية. وقد اعتادت الساحة العربية على كثير من اللغط والتشكيك وحملات المقاطعة ، التي ترافق مجريات المسابقة ، عبر مراحلها الثلاث ، إلى حين إعلان الرواية الفائزة. ولكن اللافت ، هذا العام ، كان الخلافات بين أعضاء لجنة التحكيم ، بصورة علنية ، في الصحافة ، ووسائل الإعلام ، ما كاد يعصف بالجائزة ، ويعطل مسيرتها ، بعد انسحاب بعض أعضائها ، واتهام البعض الآخر بأن لهم يداً في صفقة تهدف إلى فوز رواية ما. أدت حمى جائزة البوكر ، بالإضافة إلى الجوائز الروائية الأخرى ، إلى طفرة ملحوظة في إنتاج الروايات وتدفق نشرها ، حيث صار الروائيون يعكفون على تأليف روايات بغية المشاركة في الجائزة ، بالمقام الأول ، فصرت تلاحظ أن كثيراً من الروائيين العرب ، الذين اعتادوا تأليف الروايات ، ونشرها ، على مدى سنوات متباعدة ، يستعجلون إنتاج رواية ، كل سنة. بل صرنا نسمع قصصاً عن كتاب لا يراجعون رواياتهم ، من أخطاء إملائية أو نحوية أو طباعية أو معرفية أو أسلوبية ، ووصل الامر إلى تغيّر اسماء الشخصيات أثناء الرواية، ونقل عن أحدهم قوله: "في الوقت الذي أدقق فيه روايتي أكون قد ألفت رواية أخرى ،"
وهناك جائزة سلطان العويس ، في الإمارات العربية المتحدة ، التي تم انشاؤها في عام 1987 ، وتمنح كل عامين مرة ، في مجالات عدة ، منها الرواية. وسبق أن فاز بها ، من الأردن ، عبر سنواتها السابقة ، د.إحسان عباس ، ود. ناصر الدين الأسد ، والمفكر د. فهمي جدعان ، والروائي إبراهيم نصر الله. ومن غرائب الأمور أنه تم سحب الجائزة ، في عام 2004 ، من الشاعر العراقي المعروف ، سعدي يوسف ، بعدما مُنحتْ له في عام 1990 ، وشطبه من سجلاتها. وقد أثار القرار انتقاداً لما ينطوي عليه من ربط الجائزة بموقف الفائز السياسي ، ما يشي بأن الجائزة لا تمنح على أساس إبداعي بحت ، بل لها ثمن. ومن الجوائز العربية المعروفة جائزة الشيخ زايد للكتاب ، التي بدأت في عام ,2006 تبلغ قيمة الجائزة المالية 750 ألف درهم ، وتمتاز بشمولها مجالات ثقافية عديدة ، مقارنة مع الجوائز العربية ، والعالمية الأخرى. ومن مجالاتها اختيار شخصية العام الثقافية. وقد فاز بجائزة الرواية ، في دورتها الأولى ، الجزائري واسيني الأعرج ، عن روايته "الأمير ومسالك أبواب الحديد" ، وفي الدورة التالية فاز بها الليبي إبراهيم الكوني ، عن روايته "ما كان بعيداً" ، وفاز بجائزة الدورة الثالثة جمال الغيطاني عن رواية "الدفتر السادس من دفاتر التدوين - رن."
ومن الجوائز العريقة ، في الساحة الثقافية العربية ، جائزة أبي القاسم الشابي ، التي بلغ عدد دوراتها ، منذ تأسيسها ، في عام 1984 ، أربعاً وعشرين دورة ، تكريماً لشاعر تونس الأشهر ، وتشرف عليها وزارة الثقافة والتراث التونسية. يتغير موضوع الجائزة ، في كل دورة ، ما بين الرواية والشعر والقصة القصيرة والنص المسرحي. وقد فاز بها ، من الأردن ، في عام 2005 ، الروائية سميحة خريس ، عن رواية "دفاتر الطوفان" ، وفي عام 2008 ، فاز بها هزاع البراري ، عن نصه المسرحي "قلادة الدم". وقد رسا اختيار وزارة الثقافة ، في تونس ، على أن تكون الرواية هي مجال الجائزة للعام الحالي ، ,2010
تأسست جوائز الشارقة للإبداع العربي في عام 1997 ، بأمر من حاكم الشارقة ، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ، وتسعى إلى تشجيع إبداع الشباب في الوطن العربي. تمنح الجائزة لثلاثة فائزين في كل من مجالات: الشعر ، والرواية ، والقصة ، والمسرح ، وأدب الطفل ، والنقد الأدبي ، والسيرة الذاتية. أما جائزة دبي الثقافية للإبداع فتقدم لمن هم تحت سن الأربعين ، وتشمل سبعة مجالات ، هي: الشعر ، والقصة ، والرواية ، والفنون التشكيلية ، والحوار مع الغرب ، والتأليف المسرحي ، والأفلام التسجيلية ، وقيمة الجائزة ـ لكل فرع منها ـ خمسة وعشرون ألف دولار ، توزع على خمسة فائزين. ثمة جائزة الرواية العربية ، التي يمنحها ، معهد العالم العربي ، في باريس ، لأفضل الروايات العربية المنشورة في فرنسا. وتأتي في إطار المبادرات الثقافية لمجلس السفراء العرب ، في فرنسا ، بغية توطيد الحوار الثقافي بين العالم العربي وفرنسا. وتمنح الجائزة للأعمال المكتوبة بالعربية والمترجمة إلى الفرنسية ، أو المكتوبة بالفرنسية ، وقد أنشئت الجائزة سنة 2008 ، وتبلغ قيمتها 15 ألف يورو. وقد فاز بها في الدورة الثالثة ، هذا العام ، الروائي المغربي ماحي بنبين ، عن روايته "نجوم سيدي مومن" ، والروائي الجزائري رشيد بوجدرة ، عن روايته "أشجار التين الشوكي". وكان الروائي اللبناني ، إلياس خوري ، فاز بالجائزة ، في دورتها الأولى.
وأشير إلى جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية ، التي تشرف عليها الجامعة الأميركية في القاهرة. أحدثت الجائزة في عام 1996 ، وتمنح ، كل عام ، في يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول ، الذي يصادف ذكرى ميلاد نجيب محفوظ. وقد جرت العادة أن تمنح الجائزة ، في عام ، لروائي عربي ، وفي عام آخر ، لروائي مصري. ومن الفائزين بالجائزة ، في دوراتها السابقة: مريد البرغوثي ، وهدى بركات ، وأحلام مستغانمي ، وبنسالم حميش ، ومن المصريين: خيري شلبي ، ويوسف أبو رية ، وإبراهيم عبد المجيد. وقد فاز بها ، العام الماضي ، الروائي السوري خليل صويلح عن روايته "وراق الحب".
هناك الكثير من الجوائز ، في مصر ، كجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية ، وجائزة مبارك ، وجائزة الدولة للتفوق ، وجوائز الهيئة العامة لقصور الثقافة ، وجوائز اتحاد كتاب مصر ، وجائزة محمود تيمور للإبداع ، وجائزة إحسان عبد القدوس للرواية ، وجائزة عزالدين اسماعيل ، وجائزة نادي القصة المصرية ، غير أنها ، كلها ، محلية: تمنح للأدباء المصريين.
وأشير ، في هذا الصدد ، إلى جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي ، الذي يشرف عليه المجلس الأعلى للثقافة في مصر ، والتي منحت ، في دورتها الرابعة ، عام 2008 ، للروائي إدوار الخراط. وكان الروائي العربي الراحل ، عبد الرحمن منيف ، فاز بالجائزة في دورتها الأولى ، 1998 ، وفاجأ الروائي المصري ، صنع الله إبراهيم ، المجلس الأعلى ، برفضه الجائزة في الدورة الثانية ، عام 2003 ، أما جائزة الدورة الثالثة ، 2005 ، ففاز بها الروائي السوداني الراحل ، الطيب صالح. يوجد في تونس جائزة تدعى جائزة "كومار" للإبداع الروائي باللغتين: العربية ، والفرنسية ، وتقدمها شركة تأمين تونسية تحمل الإسم ذاته. وقد تم تأسيس الجائزة في عام ,1994 وتمنح جائزة الكومار الذهبي لرواية باللغة العربية ، ورواية باللغة الفرنسية. وقد فاز بها ، في عام 2010 ، الروائي نور الدين العلوي ، عن روايته "تفاصيل صغيرة" ، وأما الفائزة عن الرواية باللغة الفرنسية فنالها فوزي الملاح. ومن طريف الأمور أن الروائي الصافي سعيد رفض ، في عام 2001 ، ترشيح روايته ، وأصر على سحبها من القائمة ، ثم تبين ، بعد ذلك ، أنها كانت الرواية الفائزة، وفي الجزائر يشرف الروائي المعروف الطاهر وطار ، الذي يترأس جمعية "الجاحظية" الثقافية ، على جائزة الرواية ، "الهاشمي سعيداني" ، التي تقدمها الجمعية. وتهدف إلى تطوير التجربة الروائية في دول المغرب العربي ، ودعم الأصوات الروائية الشابة. وقد أحرز الأديب الجزائري ، الشاب سمير قاسيمي ، جائزة الدورة الثانية ، وهي دورة هذا العام ، عن باكورة أعماله الروائية ، وهي "تصريح بالضياع". وفي المغرب أذكر جائزة محمد زفزاف للرواية العربية ، التي تمنح على هامش مؤتمر أصيلة الثقافي ، وتمنح كل ثلاث سنوات ، بالتناوب مع جائزتي: "تشيكايا أوتامسي" للشعر الأفريقي ، و"بلند الحيدري" للشعراء العرب الشباب. وقد منحت الجائزة ، في دورتها الرابعة ، سنة 2010 ، للروائي السوري حنا مينة.
عن جريدة الدستور.
التعليق
كان المقال مجرد سرد لسماء الجوائز و بعض الفائزين منها أم أنا غلطانة؟
وين التشجيع و التقليد و التكفير عن الماضي؟؟؟
العنوان أكبر من محتوى المقال بكثير...
وين التشجيع و التقليد و التكفير عن الماضي؟؟؟
العنوان أكبر من محتوى المقال بكثير...