ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
المرأة الأفغانية...الخوف الدائم من طالبان (الإثنين 27 أيلول 2010)


ترجمة - كريم المالكي:

يقف جماعة من طالبان قبل منتصف الليل بقليل عند باب أحد المنازل، يطالبون بمعاقبة عائشة، 18عاما، لهروبها من بيت زوجها.

وبعد أن يعثروا عليها جروها إلى جبل بالقرب من قريتها في مقاطعة اوروزجان بجنوب افغانستان، متجاهلين احتجاجاتها من ان عائلة زوجها كانت تعاملها بقسوة وعدوانية، ولم يكن لديها خيار سوى الهرب.

 كانت ترتجف في الهواء البارد وضياء المصابيح اليدوية المنبعثة من ايدي عائلة زوجها تجعلها لا ترى شيئا.

وأقرت عائشة أن عائلة زوجها كانت تعاملها مثل الرقيق كما أنهم يضربونها. وإنها إن لم تهرب منهم فربما تكون قد لاقت حتفها.
كان القاضي المعني في حالتها (قائد طالبان المحلي)، غير مكترث.

وفي وقت لاحق، أخبر عم عائشة بأنها يجب أن تكون مثالا لغيرها من الفتيات في القرية حتى لا يحاولن فعل الشيء نفسه.

ومن ثم قدم القائد حكمه، وتحرك الرجال لتنفيذ العقاب. لقد امسك بعائشة شقيق زوجها بينما استل الزوج السكين.

في البداية حز أذنيها. ثم بدأ في أنفها. أُغشيَ على عائشة من شدة الألم ولكنها استيقظت بعد فترة وجيزة، وهي تختنق من الدم حيث تركها الرجال على سفح الجبل تلاقي حتفها.

لم يحدث مثل هذا منذ 10 سنوات، عندما كانت طالبان تحكم أفغانستان لكنه حدث في العام الماضي.

وتعيش عائشة الآن في ملجأ سري للنساء في كابول الهادئة نسبيا، حيث اقتيدت إلى هناك بعد ان تلقت الرعاية من القوات الامريكية، تروي عائشة قصتها وهي تستمع بقلق شديد إلى الأخبار عبر راديو صغير تحتفظ به إلى جانبها حيث الحديث عن أن الحكومة الأفغانية تنظر في نوع من التسوية السياسية مع حركة طالبان هو الشيء الوحيد الذي يتسبب في ردود فعل عاطفية. وتقول وهي تلمس آثار العقوبة في وجهها: "انهم من فعلوا بي ذلك، إذن كيف يمكننا أن نتصالح معهم؟".

هذا هو بالضبط ما تخطط الحكومة الأفغانية للقيام به. وفي يونيو أنشأ الرئيس حميد كرزاي مجلس السلام وكلفه باستكشاف طريق المفاوضات مع طالبان.

وبعد شهر ذهب توم مالينوفسكي، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في واشنطن إلى كابول لطلب تأكيدات على حماية حقوق الإنسان خلال المفاوضات.

وخلال حديثهما، تأمل كرزاي تكلفة الصراع في حياة الإنسان، وتساءل بصوت عال ما إذا كان يحق له الحديث عن حقوق الإنسان فيما يموت الكثيرون.

ويقول مالينوفسكي: سألني قائلا ما هو أكثر أهمية حماية حق الفتاة في الذهاب إلى المدرسة أو إنقاذ حياتها؟" ان كيفية اجابة كرزاي وحلفائه الدوليين على هذا السؤال ستكون لها عواقب بعيدة المدى.

عائشة ليس لديها شك من ان طالبان أهل سوء، وتقول: إذا عادوا، فإن الوضع سيكون أسوأ بالنسبة للجميع".

لكن بالنسبة لآخرين فأن حقوق المرأة الأفغانية ليست إلا جانبا واحدا من الوضع المعقد. كما ان ما سيكون عليه الوضع في نهاية المطاف ما زال أمرا غير واضح.

ومع دخول الحرب في أفغانستان عامها التاسع، فأن الحاجة إلى استراتيجية خروج مسألة لها ثقلها عند صناع القرار في الولايات المتحدة.وبتزايد الإحباط من الحرب اصبح حتى كبار القادة العسكريين الامريكيين يعتقدون بأن الحل العسكري البحت غير كاف، ويطالبون بتكثيف الجهود السياسية للخروج من المستنقع.

ومثل هذه النتيجة - كما يفترض- تنطوي على مصالحة مع حركة طالبان، أو على أقل تقدير، مع بعض العناصر داخل صفوفها. ولكن من دون ضمانات، فمن شأنها أن تشكل مخاطر كبيرة للغاية للنساء.

الخروج

عندما ذهبت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الحرب في أفغانستان في عام 2001 بهدف إزالة الملاذ الآمن الذي قدمته حركة طالبان لتنظيم القاعدة، كانت تأمل وعلى نطاق واسع من أن يتم تحرير النساء من النظام الذي حرمهن من التعليم وفرص العمل، وارغمهن على البقاء في المنازل وعاقبهن بعنف لمخالفاتهن التفسير المتشدد للشريعة الاسلامية.

وتحت حكم طالبان (1996 - 2001)، كانت المرأة التي تتهم بالزنا ترجم حتى الموت، ومن يظهر منها شيء من أسفل الكاحل من تحت البرقع يتم جلدها.

وتتذكر احدى النسوة انها تعرضت للضرب في الشارع لنسيانها إزالة طلاء أظفارها بعد حفل زواجها وتقول: "لم يسمح لنا حتى الضحك بصوت عال".

الأمر لم يكن كذلك دائما فأن كابول كانت قبل 40 عاما تعتبر ملاذا لآسيا الوسطى، وهي المدينة التي ترتدي الفتيات فيها الجينز عند الذهاب إلى الجامعة والمرأة العصرية تذهب إلى الحفلات مرتدية التنانير شانيل الرياضية القصيرة .

وفي هذه الأيام هناك في شوارع كابول تسمع من جديد صدى ضحكات الفتيات وهن في طريقهن إلى المدرسة، مرتديات المعاطف السوداء وغطاء الرأس الأبيض. والتحقت المرأة للعمل في الشرطة والجيش.

كما ان المادة 83 من الدستور تنص على ان 25 ٪ من المقاعد البرلمانية على الأقل يجب ان تذهب إلى النساء.

بوجود طالبان حظرت أصوات النساء من الراديو، ومُنعَ التلفزيون، ولكن الشهر الماضي أجرت امرأة مقابلة مع زعيم سابق في طالبان وبثت على القناة الوطنية.

وفي ظل حكم طالبان، قضت روبينا موكيميار جلالي، احدى اثنتين من الرياضيات الأولمبيات الأوائل في أفغانستان - طفولتها وراء الجدران. وهي الآن تترشح للبرلمان وتريد إنشاء وزارة للرياضة، والتي تأمل أن تقودها .

وتقول "لدينا نساء لاعبات كرة القدم وملاكمات وكنت أمارس الركض في الملعب فيما تلعب طالبان كرة القدم برؤوس النساء". لكن موكيميار تقول انها لن تعتبر هذه التغييرات أمرا مفروغا منه حيث تقول "إذا عادت طالبان، سوف أخسر كل شيء كسبته خلال السنوات التسع الماضية".

ومن السهل إبعاد مثل هذه المخاوف لان قيادة طالبان لم تظهر حتى الآن أي ميل للمصالحة مع حكومة كرزاي. لكن برنامجا لإعادة اندماج الطالبانيين حاليا يجري تنفيذه.

وتخشى "كوفي" وهي عضوة في البرلمان من أن هذه التسهيلات قد تكون خطوة أولى نحو الانتكاس. إن إعادة إدماج طالبانيين بمستوى منخفض يمكن أن يعني أن رجالا مثل أولئك الذين أمروا ونفذوا عقوبة عائشة سيكونون مؤهلين للحصول على فرص التدريب والعمل المقدمة من المانحين الدوليين، من دون الحاجة إلى محاسبتهم عن أعمالهم .

وتقول "كوفي": إن حكومة أفغانستان بحاجة لموقف واضح، وليس فقط بالكلام ولكن عن طريق العمل والسياسة لتكون حقوق المرأة مضمونة، إذا لم يفعلوا و استمروا في تقديم الرشاوى السياسية لحركة طالبان، فإننا سنخسر كل شيء".

التشبث بالدستور

تقول الإدارة الأمريكية وحكومة كرزاي إن هذه المخاوف مبالغ فيها. ويصران على أن دستور الذي يعزز المساواة بين الجنسين، وينص على تعليم الفتيات ليس للتفاوض.

وتقول كلينتون إن الخطوط الحمراء واضحة، وان أي عملية مصالحة تتقبل أي شخص يرغب في الانخراط في المجتمع والنظام السياسي وعليه أن يلقي السلاح وينهي العنف ونبذ القاعدة ويكون ملتزما بالدستور والقوانين في أفغانستان، التي تضمن حقوق المرأة وفي الوقت نفسه نجد ان المرأة الأفغانية تتشبث بهذه الوعود مثل تعويذة.

لكن الغموض يتكاثر لان بعضا من بنود الدستور تتعارض مع مبادئ الشريعة، وبالفعل كان كرزاي قد دعا طالبان لخوض الانتخابات البرلمانية.

ومع ذلك فإن الطرق التقليدية، لم تفعل ما يذكر للمرأة. وعائلة عائشة لم تفعل شيئا لحمايتها من حركة طالبان.

ربما كان ذلك بدافع الخوف، ولكن الأرجح أنه بسبب العار للاعتبارات الاجتماعية التقليدية السائدة عن الفتاة الهاربة حيث ان الأسر التي تسمح لها بالعودة ستتعرض للسخرية. وبعد بضعة أشهر من دخول عائشة إلى الملجأ السري حاول والدها إعادتها إلى المنزل ووعدها أنه سيجد لها زوجا جديدا.

لكن عائشة رفضت المغادرة. وفي المناطق الريفية، يكون تصرف الأسر إما ببيع الابنة، أو ما هو أسوأ، القتل تحت ستار إنقاذ اسم العائلة بما يعرف بجرائم الشرف.

تهديدات ليلية

للكثير من النساء، ان المناقشات حول الدستور أمر عقيم. ان ما يهم هو أن تصاعد انعدام الأمن وتآكل المكاسب القليلة التي أنجزنها. وتهدد رسائل طالبان الليلية النساء في جنوب البلاد، التي تعتبر معقل طالبان حيث تذهب إلى من تتجرأ على العمل.

وتقول احدى الرسائل: إننا نحذركم ترك وظيفتك كمدرسة في أقرب وقت ممكن وإلا فإننا سوف نقطع رؤوسا من أطفالك، ونحرق ابنتك". وتقول اخرى: سوف نقتلك بطريقة لم تقتل بمثلها حتى الآن أي امرأة .

ويتم طباعة الرسائل التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش على ورقة تحمل شعار إمارة أفغانستان الإسلامية، واسم حكومة طالبان السابقة.

وفي مكان آخر أحرقت مدارس الفتيات وتعرضت الفتيات لإلقاء الأحماض الحارقة على وجوههن. وفي مايو أدى العنف المتزايد في غرب البلاد بالمجلس الديني لمقاطعة هيرات لإصدار مرسوم يحظر على المرأة مغادرة المنزل دون قريب من الذكور.

وسرعان ما اتبع ذلك اقليم بدخشان شمال، و تنظر مجالس أخرى ان تفعل الشيء نفسه. ان لهذه المراسيم عادة ما يبررها لانها وسيلة لحماية المرأة من التمرد.

الاتفاق من أجل الانسحاب

وترى "كوفي" عضوة البرلمان أن هناك طريقة أفضل وذلك من خلال تحسين الإدارة والأمن. وهذا لا يحمي المرأة فقط، بل أيضا يعزز موقف الحكومة الأفغانية في مسار المفاوضات.

وتقول "كوفي" التي تخشى من أن التوصل إلى اتفاق سريع لن يجلب سوى فترة هدوء مؤقت في العنف –أي بما يكفي لحفظ ماء الوجه للسماح بانسحاب التحالف الدولي وليس أكثر من ذلك بكثير: نحن بحاجة لتهميش حركة طالبان من خلال التركيز على الحكم الرشيد.

ان المرأة في أفغانستان تدرك أن الحوار مع طالبان أمر أساسي لأي حل على المدى الطويل، لكنها لا تريد أن تكون تلك المحادثات متسرعة .

وتضيف كوفي "اعتقد انه من الممكن جعل الأمور أفضل لو أن المجتمع الدولي يدعم الحكم الرشيد، ولكنهم أيضا يركزون على استراتيجية للخروج. انهم يريدون حلا سريعا".

بالنسبة للنساء في أفغانستان، يمكن أن يكون الانسحاب المبكر للقوات الدولية كارثة.
هل تكفي 15 سنة؟

احدى اللاجئات الأفغانيات نشأت في كندا، مزداح جمال زادة عادت مؤخرا إلى بلادها لإطلاق برنامج حواري على غرار أوبرا، والذي أصبح يحظى بشعبية جارفة. وتمكنت جمال زادة وبمهارة من تقديم مسائل حقوق المرأة في البرنامج دون إثارة حفيظة المحافظين المتدينين.

وتقول"اذا ذهبت إلى ذلك مباشرة، سيكون هناك رد فعل، ولكن إذا كنت تتحدث عن سوء المعاملة، وهو ما يتنافى مع القرآن، والحديث عن الطلاق، وهو أمر مسموح، فأنا أقوم بتثقيف كل من الرجال والنساء .

وتقول جمال زادة ان جمهورها يتقبل بشكل متزايد رسالتها، لكنها تعرف أنها في مجتمع تقليدي، وذلك سيستغرق وقتا.

وتضيف: إذا كانت الحكومة ستصبح أكثر تحفظا بسبب التقارب مع طالبان، فإن برنامجي أول ما يذهب."

وسيكون ذلك خسارة لأفغانستان لأن عرض جمال زادة التلفزيوني هو تعليم للأمة برمتها، وإن كان في بعض الأحيان بطرق غير متوقعة.

وفي الحلقة الأخيرة، روى ضيف من الذكور نكتة عن فريق حقوق الإنسان الأجنبي في أفغانستان. في المدن، لاحظ فريق حقوق الإنسان أن النساء تمشي ست خطوات وراء زوجها.

ولكن في المناطق الريفية في ولاية هلمند، حيث تكون حركة طالبان هي الأقوى، وجدوا ان المرأة تسير ست خطوات إلى الأمام من زوجها. وحينها هرع الأجانب ليهنئوا الزوج على هذه الاستنارة - إلا أنه قال لهم إنه يترك زوجته أمامه لأنهم يسيرون في حقل ألغام.

وما ان ضج الجمهور بالضحك، تفاعلت جمال زادة وقالت إن الأمر قد يستغرق حوالي 10-15 سنة قبل ان تستطيع المرأة الأفغانية حقا المشي جنبا إلى جنب مع الرجال. لكنها تعتقد انه بمجرد البدء بهكذا خطوة، فجميع الأفغان سيستفيدون من ذلك .

وتقول جمال زادة: "عندما نتحدث عن حقوق المرأة، نتحدث عن الأشياء التي هي مهمة للرجال ايضا، الرجال الذين يريدون أن يروا أفغانستان تمضي قدما، إذا كنت تضحي بالمرأة في صنع السلام، فأنك تضحي بالرجال أيضا الذين يقدمون الدعم لهن وبالتالي ترك البلاد إلى الأصوليين الذين تسببوا في كل المشاكل في المقام الأول".

عن مجلة التايم الأمريكية نقلا عن الراية.



التعليق بقلم فضيلة الفاروق
هل بإمكاننا أن نرى في يوم ما الرجل و المرأة في العالم الإسلامي يمشيان جنبا إلى جنب؟؟؟
علينا أن نطرح هذا السؤال على مجتمع لم يهتد بعد إلى الطريقة الإنسانية الصحيحة التي يجب أن يتعامل بها مع المرأة، و يهدر وقته في تطبيق طرق قديمة ينقلها بالحرف على شكل روى فلان عن فلان عن فلان عن فلان...يطبق و يفشل مثل من ينقل وصفة طبخ فاشلة لا تليق بذوقه.
إلى اليوم لا نستفت قلوبنا و عقولنا في علاقاتنا مع بعضنا بعضا... و نتعامل مع المرأة كمن يتعامل مع جهاز يريد تشغيله فيقرأ طريقة افستعمال و يتبع خطوات معينة...مع ملاحظة أن الإخفاق في خطوة يعني فشل تشغيل الجهاز بأكمله.