سرديات عودة
الإسلام رائع و لكني لا أحب المسلمين (الأربعاء 5 أيار 2010)
كتبت :أمل زاهد
تحت العنوان الآنف كتب المسلم البريطاني (مايكل مالك) الذي بحث عن الحقيقة حتى هداه الله تعالى للإسلام مقالة، يروي فيها أنه رأى رجلا بريطانيا في مسجد فسأله هل أنت مسلم؟ فأجابه: كنت مسلما، ثم أردف قائلا: الإسلام رائع ولكني لا أطيق المسلمين! يتفهم الكاتب مشاعر الرجل فهو نفسه لم يقابل إلا ندرة قليلة من المسلمين يتجسد الإسلام في سلوكهم، ولذا هو ممتنٌ لحسن حظه وتعرفه على الإسلام وفهمه له ثم اعتناقه أربع سنوات قبل أن يذهب للعالم الإسلامي، ويقابل كثيرا ممن يعتبرون أن الإسلام ملك لهم حازوه بالوراثة، ويحكي معاناته عند محاولته لدخول مسجد أول مرة في بلد مسلم والرفض الذي ووجه به! ويروي مفاجأته بسؤال أحدهم متشككا في إسلامه ومتحديا: كم عدد الذين اهتدوا إلى الإسلام عبرك؟!
يتساءل مايكل كيف أستطيع أن أدعو أصدقائي من غير المسلمين للإسلام، بينما تتحقق فضائل الإسلام وقيمه في سلوكهم أكثر مما تتحقق في سلوك من يصادفونهم من المسلمين؟! وكيف أقول لهم إن الإسلام أسلوب حياة متكامل يحقق السعادة والاكتفاء في الحياة الدنيا، ويعطي الأمل والثقة في الحياة الأخرى، وقاعدة ينطلق منها التسامح والسلام للبشرية بأجمعها، في حين أنني لا أستطيع أن أريهم أمثلة على الأرض تحقق هذا التنظير لا في المسلمين حولهم، ولا في البلدان العربية والإسلامية بأنظمتها الشمولية حيث يتفشى الفقر والظلم والجهل والقمع والقهر والاضهطاد؟! مؤكدا أن دعوة النساء إلى الإسلام دائما أصعب، كونه لا يستطيع إخفاء عدم المساواة والظلم والقهر الواقع على المرأة في المجتعات المسلمة باسم الدين وهو منه بريء!
يتحدث مايكل أيضا عن الإسلام القشوري -الذي يبدو أن عدواه انتقلت إلى جلّ المسلمين-، فيقول له أحدهم إن أهم شيء في الإسلام أن تجعل زوجتك أو أختك تغطي شعرها قبل الصلاة أو الزكاة أو الصوم! وينتقد عدم اهتمام من رآهم من المسلمين بالصدق في الحديث، والأمانة، وتحايلهم حتى لا يدفعوا فواتير الخدمات، وسهولة نكثهم للعهود التي قطعوها على أنفسهم مختتمينها بقراءة سورة الفاتحة! ناهيك عن اختفاء الرحمة والتسامح، وتفشي الفوضى وعدم احترام النظام، والاستهتار بقدسية المسجد والإنصات للقرآن، وتحفيظ الأطفال وتلقينهم للقرآن دون فهم ووعي بمعانيه!
الخطير في الأمر كما يقول مايكل هو أزمة الهوية عند الشباب -الذين ولدوا لآباء وأمهات مسلمين في بريطانيا- وانصرافهم عن دينهم وأهلهم بمجرد أن يشبوا عن الطوق ويدخلوا المدارس، فالإسلام المقدم لهم لا يمنحهم الحصانة الداخلية ولا يستطيع الإجابة على أبسط اسئلتهم! ينصح مايكل الأهل قبل أن يولولوا ويندبوا على ضياع أبنائهم، بأن يغيروا أنفسهم وفهمهم للإسلام ويعودوا للإسلام الحقيقي وأن ينفضوا عنهم حطام العادة، ويرفعوا أثقال الأعراف والقوانين والقراءات البشرية التي شوهت الدين ونفرت الشباب منه!
والأخطر اليوم أن ما ينطبق على الأجيال الشابة من مسلمي الغرب ينطبق على الأجيال الشابة عندنا، فما يقدم لهم من فهم ديني لا يراعي فقه الواقع ويغيب مقاصد الشريعة!
ما أحوجنا فعلا إلى صحوة حقيقية
عن جريدة " الوطن" السعودية
التعليق
كتبت :أمل زاهد
تحت العنوان الآنف كتب المسلم البريطاني (مايكل مالك) الذي بحث عن الحقيقة حتى هداه الله تعالى للإسلام مقالة، يروي فيها أنه رأى رجلا بريطانيا في مسجد فسأله هل أنت مسلم؟ فأجابه: كنت مسلما، ثم أردف قائلا: الإسلام رائع ولكني لا أطيق المسلمين! يتفهم الكاتب مشاعر الرجل فهو نفسه لم يقابل إلا ندرة قليلة من المسلمين يتجسد الإسلام في سلوكهم، ولذا هو ممتنٌ لحسن حظه وتعرفه على الإسلام وفهمه له ثم اعتناقه أربع سنوات قبل أن يذهب للعالم الإسلامي، ويقابل كثيرا ممن يعتبرون أن الإسلام ملك لهم حازوه بالوراثة، ويحكي معاناته عند محاولته لدخول مسجد أول مرة في بلد مسلم والرفض الذي ووجه به! ويروي مفاجأته بسؤال أحدهم متشككا في إسلامه ومتحديا: كم عدد الذين اهتدوا إلى الإسلام عبرك؟!
يتساءل مايكل كيف أستطيع أن أدعو أصدقائي من غير المسلمين للإسلام، بينما تتحقق فضائل الإسلام وقيمه في سلوكهم أكثر مما تتحقق في سلوك من يصادفونهم من المسلمين؟! وكيف أقول لهم إن الإسلام أسلوب حياة متكامل يحقق السعادة والاكتفاء في الحياة الدنيا، ويعطي الأمل والثقة في الحياة الأخرى، وقاعدة ينطلق منها التسامح والسلام للبشرية بأجمعها، في حين أنني لا أستطيع أن أريهم أمثلة على الأرض تحقق هذا التنظير لا في المسلمين حولهم، ولا في البلدان العربية والإسلامية بأنظمتها الشمولية حيث يتفشى الفقر والظلم والجهل والقمع والقهر والاضهطاد؟! مؤكدا أن دعوة النساء إلى الإسلام دائما أصعب، كونه لا يستطيع إخفاء عدم المساواة والظلم والقهر الواقع على المرأة في المجتعات المسلمة باسم الدين وهو منه بريء!
يتحدث مايكل أيضا عن الإسلام القشوري -الذي يبدو أن عدواه انتقلت إلى جلّ المسلمين-، فيقول له أحدهم إن أهم شيء في الإسلام أن تجعل زوجتك أو أختك تغطي شعرها قبل الصلاة أو الزكاة أو الصوم! وينتقد عدم اهتمام من رآهم من المسلمين بالصدق في الحديث، والأمانة، وتحايلهم حتى لا يدفعوا فواتير الخدمات، وسهولة نكثهم للعهود التي قطعوها على أنفسهم مختتمينها بقراءة سورة الفاتحة! ناهيك عن اختفاء الرحمة والتسامح، وتفشي الفوضى وعدم احترام النظام، والاستهتار بقدسية المسجد والإنصات للقرآن، وتحفيظ الأطفال وتلقينهم للقرآن دون فهم ووعي بمعانيه!
الخطير في الأمر كما يقول مايكل هو أزمة الهوية عند الشباب -الذين ولدوا لآباء وأمهات مسلمين في بريطانيا- وانصرافهم عن دينهم وأهلهم بمجرد أن يشبوا عن الطوق ويدخلوا المدارس، فالإسلام المقدم لهم لا يمنحهم الحصانة الداخلية ولا يستطيع الإجابة على أبسط اسئلتهم! ينصح مايكل الأهل قبل أن يولولوا ويندبوا على ضياع أبنائهم، بأن يغيروا أنفسهم وفهمهم للإسلام ويعودوا للإسلام الحقيقي وأن ينفضوا عنهم حطام العادة، ويرفعوا أثقال الأعراف والقوانين والقراءات البشرية التي شوهت الدين ونفرت الشباب منه!
والأخطر اليوم أن ما ينطبق على الأجيال الشابة من مسلمي الغرب ينطبق على الأجيال الشابة عندنا، فما يقدم لهم من فهم ديني لا يراعي فقه الواقع ويغيب مقاصد الشريعة!
ما أحوجنا فعلا إلى صحوة حقيقية
عن جريدة " الوطن" السعودية
التعليق
من يسمع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟