سرديات عودة
الصفوف الخلفية للإرهاب (الثلاثاء 23 آذار 2010)
كتبت : سمر المقرن
نظمت الشاعرة حصة هلال «ريمية»، قصيدة في غاية الجمال والنصح والحكمة تتناول فيها فوضى الفتاوى التي تعصف ببلادنا، وما أدت إليه من تكفير وخراب وتيتيم لأطفال وحرقة أكباد وقلوب الأمهات والآباء، وخروج سفهاء الأحلام من الخوارج ممن ساروا في طريق الدم والقتل، ومشوا على خط الطرماح بن زيد، وغزالة الخارجية، يعيثون فساداً في البلاد، ويقتلون النفس التي حرّم الله قتلها، ويهددون أمن بلادنا الذي هو أغلى ما عندنا. عندما سجلت ريمية هذا الموقف النبيل الصادق، خرجت عليها أصابع الصف الثاني للإرهابيين، والداعمين لهم والمنافحين عنهم، لتهدد الشاعرة بالويل والثبور. وكم هو جدير هذا الأمر بوقفة محاسبة حقيقية، فالإرهابي الذي يحمل السلاح، ويفجر، ليس سوى أداة وآلة جامدة ليس لها عقل. وأنا هنا لا أدافع عنهم، بل أشد بيدي على أيدي رجال الأمن البواسل الذين كسروا عنا شوكة الإرهاب، وطردوهم عن وطننا شر طردة، لكن داعميّ الإرهاب، والمحرضين عليه، من الجالسين في الصفوف الخلفية، يحتاجون إلى وقفة تقعدهم عند حدهم لا يتجاوزنه أبداً.. فدماء الناس ليست لعبة، والمثقفون والفنانون والشعراء والكتاب لا بد أن يقوموا بدورهم في التوجيه، وقول كلمة الحق، دونما خوف أو وجل. ومن حقهم أن توفّر لهم ولذويهم الحماية اللازمة.. ولا بد من إخراس الألسن التي تعترض طريقهم وتتكلم في أعراضهم، وتحاول أن تسيء إلى سمعتهم وأسمائهم.. هذا من أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها المثقف، حمايته من الأذى المادي والمعنوي لكي يقوم بدوره ورسالته في المجتمع. وحق المثقف أكبر من ذلك بكثير، لكن دعونا أولا ننافح عن البديهيات وتوفير الاحتياجات الأساسية، أو قل الحاجة الأولى من الحاجات الخمس التي يحتاج إليها الإنسان؛ الأمن على حياته واسمه. هذه الصفوف الخلفية للإرهاب حان الوقت لمحاسبتها، وجاءت لحظة اعترافها، هل هي مع الوطن أم ضده؟ هل هي تحارب معنا أم تحاربنا؟ أعلم أن هذه المقالة ستستفز كثيرين وتغضبهم لأنها -تمسّهم- وسيسعى أناس لتصنيفها على أنها ضد الإسلام وضد الإسلاميين، لكنني لن أتوقف عن تكرار قناعاتي وإيماني. فالإسلام ديني الذي أعتز به، وأتقرّب به إلى الله. ولست داعية تغريب ولا تشريق، ومن المشايخ وطلبة العلم من هم إخوان لي أعرف حرصهم على هذا الوطن الكبير، وأعرف حبهم له، لكن لا بد من تنقية الصف الإسلامي ممن يسيئون له، ويخربون طريقه، ويشوهونه في عيون الناس لا بد من هذه التصفية والتربية، ولا بد من تمايز الصفوف، وتعبير كل إنسان بكل صدق عن خطه وقناعاته.. ولا يمكن للعاقل أن يدافع عن مجنون أو داعية للموت والقتل، وعن مستبيح للدماء المسلمة البريئة، لمجرد أنه ينتمي للخط الإسلامي. هذا التمايز والتصفية باتا ضرورة لا بد منها لكي نعرف من مع الإرهاب، ومن مع الوطن وسلامة أهله، وسلمه الاجتماعي.
كاتبة من السعودية
samar.almogren@awan.com
المقال نشر في جريدة أوان
التعليق
كتبت : سمر المقرن
نظمت الشاعرة حصة هلال «ريمية»، قصيدة في غاية الجمال والنصح والحكمة تتناول فيها فوضى الفتاوى التي تعصف ببلادنا، وما أدت إليه من تكفير وخراب وتيتيم لأطفال وحرقة أكباد وقلوب الأمهات والآباء، وخروج سفهاء الأحلام من الخوارج ممن ساروا في طريق الدم والقتل، ومشوا على خط الطرماح بن زيد، وغزالة الخارجية، يعيثون فساداً في البلاد، ويقتلون النفس التي حرّم الله قتلها، ويهددون أمن بلادنا الذي هو أغلى ما عندنا. عندما سجلت ريمية هذا الموقف النبيل الصادق، خرجت عليها أصابع الصف الثاني للإرهابيين، والداعمين لهم والمنافحين عنهم، لتهدد الشاعرة بالويل والثبور. وكم هو جدير هذا الأمر بوقفة محاسبة حقيقية، فالإرهابي الذي يحمل السلاح، ويفجر، ليس سوى أداة وآلة جامدة ليس لها عقل. وأنا هنا لا أدافع عنهم، بل أشد بيدي على أيدي رجال الأمن البواسل الذين كسروا عنا شوكة الإرهاب، وطردوهم عن وطننا شر طردة، لكن داعميّ الإرهاب، والمحرضين عليه، من الجالسين في الصفوف الخلفية، يحتاجون إلى وقفة تقعدهم عند حدهم لا يتجاوزنه أبداً.. فدماء الناس ليست لعبة، والمثقفون والفنانون والشعراء والكتاب لا بد أن يقوموا بدورهم في التوجيه، وقول كلمة الحق، دونما خوف أو وجل. ومن حقهم أن توفّر لهم ولذويهم الحماية اللازمة.. ولا بد من إخراس الألسن التي تعترض طريقهم وتتكلم في أعراضهم، وتحاول أن تسيء إلى سمعتهم وأسمائهم.. هذا من أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها المثقف، حمايته من الأذى المادي والمعنوي لكي يقوم بدوره ورسالته في المجتمع. وحق المثقف أكبر من ذلك بكثير، لكن دعونا أولا ننافح عن البديهيات وتوفير الاحتياجات الأساسية، أو قل الحاجة الأولى من الحاجات الخمس التي يحتاج إليها الإنسان؛ الأمن على حياته واسمه. هذه الصفوف الخلفية للإرهاب حان الوقت لمحاسبتها، وجاءت لحظة اعترافها، هل هي مع الوطن أم ضده؟ هل هي تحارب معنا أم تحاربنا؟ أعلم أن هذه المقالة ستستفز كثيرين وتغضبهم لأنها -تمسّهم- وسيسعى أناس لتصنيفها على أنها ضد الإسلام وضد الإسلاميين، لكنني لن أتوقف عن تكرار قناعاتي وإيماني. فالإسلام ديني الذي أعتز به، وأتقرّب به إلى الله. ولست داعية تغريب ولا تشريق، ومن المشايخ وطلبة العلم من هم إخوان لي أعرف حرصهم على هذا الوطن الكبير، وأعرف حبهم له، لكن لا بد من تنقية الصف الإسلامي ممن يسيئون له، ويخربون طريقه، ويشوهونه في عيون الناس لا بد من هذه التصفية والتربية، ولا بد من تمايز الصفوف، وتعبير كل إنسان بكل صدق عن خطه وقناعاته.. ولا يمكن للعاقل أن يدافع عن مجنون أو داعية للموت والقتل، وعن مستبيح للدماء المسلمة البريئة، لمجرد أنه ينتمي للخط الإسلامي. هذا التمايز والتصفية باتا ضرورة لا بد منها لكي نعرف من مع الإرهاب، ومن مع الوطن وسلامة أهله، وسلمه الاجتماعي.
كاتبة من السعودية
samar.almogren@awan.com
المقال نشر في جريدة أوان
التعليق
هذا هو الإسم الحقيقي لصناع فتاوي الموت و تشويه الإسلام
و هذه هي الحقيقة المؤلمة التي وصلنا إليها
و هذه هي الحقيقة المؤلمة التي وصلنا إليها