سرديات عودة
لينا هويان الحسن فصل من رواية "نازك خانم" ..من أجمل الروايات التي صدرت هذا العام (الأربعاء 19 آذار 2014)
لابد أن هنالك، بين الدمشقيين من يتذكر أو سمع بنازك خانم أو كما سماها الفرنسيون، "نازيك هانوم" الجميلة التي جلست عارية أمام بيكاسو في مرسمه في شارع دوغراند أوغسطين بباريس، وكانت ضمن العارضات العشر الأوائل الذين ألبسهن ايف سان لوران بدلة السموكينغ لأول مرة بالتاريخ. وأول امرأة ارتدت البكيني في مسابح دمشق. وقادت سيارتها بلباس رياضة التنس. وكانت لها هذه الحكاية.
(.. لحياةِ راعٍ بمثل هذا الجمال، لابد من ذئاب. )
ريلكه
"البعض يجن من السعادة، والبعض الآخر يجن من التعاسة، والبعض يجن من الجمال.. انتبهي من جمالك يا نازيك هانوم.."
حتى جاءت اللحظة الأخيرة فهمت نازك سرّ تلك العبارة التي همس لها بها يوما مجيب شان. لكن، كان الآوان قد فات للفهم، كان الأوان للموت.
ينبغي لظلّها أن ينداح وراء جمالها الفاني، كل البشر فانون لكن الجمال سريع كغزالة وهو يجتاز العتبات القليلة نحو الزوال.. ما أجملها " نازك " خانم.
تمرّ نازك الجميلة والنساء يتهامسن " ستشيخ ". . لا أمل بقتل جمالها إلا بالتمني.
عادت إلى دمشق وقد بلغت التاسعة والثلاثين من عمرها.
نساء دمشق لم تترك إشاعة إلا واخترعنها، وركّبن لها الأجنحة وطيرّنها في سماء المدينة وذلك زاد من بريق نازك في عيون الرجال، فالنساء دائما يكررن الخطأ ذاته، حين يعمدن إلى تشوية سمعة امرأة جميلة، فيحدث العكس وتزيد الهالة حولها..
إنها بالفعل " نازك " مضيئة، لامعة، اسم على مسمى، شهاب نزل من السماء، ووصلها بسلام، لم يحترق كبقية الشهب لهذا من حقه البقاء، واشعال نار الغيرة، والفتنة والحب
نازك لم تكترث بشيء مما يقال حولها، فهي تعتنق حكمتها الخاصة جدا، وقليلا ما نعثر او نسمع بمن يمكن ان يفكر بتلك الطريقة التي تتلخص بقول نازك : " اهم ما يمكننا ان نفعله في هذه الحياة إشعال اقصى ما يمكننا من حرائق الحسد والغيرة والنقمة." وكانت تردد وهي ترتدي البيكيني في مسبح بردى بدمشق : " لا انام براحة اذا ما مرّ يوم دون ان أسبب ألما لأحد. "
هل حقا أن نازك خانم جلست كموديل عارية أمام بيكاسو ؟ من هو بيكاسو؟ الرجال المثقفين قالوا انه فنان اسباني يرسم النساء بالمكعبات.
شبلي بيك، وحده كذّب الاشاعة وقال جازما : - لا، لايمكن أن يرسم بيكاسو وجه نازك، لأن بيكاسو يحب وجوه النساء الحزينات، ولايمكن ان يرسم وجها فرحا وواثقا مثل وجه نازك المشتعل.
لكن نجوان بيك، خالفه بقوله :
- "ماذا عن جسدها ؟.. إنه فرصة ذهبية ليرسم بيكاسو مكعبات ممتلئة وشهية ".
. شبلي بك، يضحك وهل يمكن للمكعب ان يكون شهيّا ؟ اذا كان جزءا من هندسة نازك الجميلة لابد سيكون مسكرا ومدوخا سيكون اكثر من شهيّا.
كلما حضرت نازك خانم حفلة في إحدى فيلات اقاربها من الطبقة الارستقراطية في دمشق ستخمن أن غالب الحديث سيدور عنها.
اذا كانت الدعوة في إحدى فيلات بلودان فان نازك ستقود سيارتها الفورد السوداء المكشوفة، وتركن سيارتها عقب بضع فرامات متتالية، وتنزل منها وهي توظب تنورتها القصيرة وتنتعل حذاء بكعب عالي قرب السيارة. ولأن الجميع يعرف عادتها تلك، سيكون كل الرجال على الشرفة بانتظار وصول نازك المدوي، فليس كل البشر يبلغون مكان ما. . بذات الطريقة، ونازك لها طريقتها." الفضائحية أو المسعورة " كما كانت كل النساء على تسميتها.
نازك ستصل وستنزل من السيارة وهي حافية، سترمي حذائها أمامها.. وتدخله برجليها على مرأى الكل. وطبعا ستنحني وسيبرز صدرها وتتسع عيون الرجال، وستظل صورة سيقانها اللاهية في ذهن كل الساهرين.
كانت ملفتة مثل فضيحة صافية تمشي على قدمين..
نازك الجريئة التي ترتدي الميني جوب، وتشرب الويسكي دون أن تبدو عليها علائم السكر كانت تعرف انها كائن جميل جدا، لهذا غير مرغوب بوجوده. طبعا من قِبَل النساء.
عندما عادت الى دمشق، كانت قد صبغت شعرها حديثا بالأشقر، وكشفت عن مفاتن جسد مشدود العضلات ملوح قليلا بالشمس، غريماتها بررن سرّ محافظتها على رشاقتها أنها لم تنجب أولادا.. مهما تكلمن عنها كانت نازك تعود لأول مرة إلى دمشق عقب عشرين عاما، تسبقها اشاعات شتى ومذهلة عنها.
كان البعض يمرر قصاصات من الصحف الفرنسية تظهر بها فتاة شابة تشبهها كثيرا تعرض أزياء مختلفة في بعضها ترتدي الفرو وبعض الصور ترتدي لباس البحر.
وهنالك صورا تبدو فيها شبه عارية تحمل فيها حقيبة من جلد التمساح..
مع ازدياد الاشاعات زاد سحرها بنظر الرجال. وأصبحت شبيهة بريجيت باردو، القادمة من باريس.. وكلما مرت تهامس الرجال حولها بخفوت " وخلق الله المرأة ".
نازك كانت قد حضرت الفيلم الذي حمل هذا العنوان " وخلق الله المرأة " مع حبيبها وزميلها في السوربون "مارك".
الفرق بينها وبين بريجيت باردو أنها لم تتمختر حافية القدمين على شاطئ البحر أمام الدمشقيين.
لكن ذلك لم يكن ضروريا فالدقيقة أو الدقيقتن اللتين تقضيهما حافية عند باب سيارتها كافية، فالرجال مفتونين بها. فقط، كان عليها أن تختار أي رجل يمكن أن يستهوي ذائقتها، يمكنها أن تختار عازبا أو متزوجا أو مطلقا أو أرملا، كل الرجال طوع بنانها.
نازك كانت تردد بجرأة في المجتمع الدمشقي، إن امرأة القرن العشرين، كالعبقرية : أي نتيجة حاسمة نهائية لجهد تمت مراكمته خلال قرون طويلة. مشت على كل التفاح، بأرجل من الطمع بكل الرمال المعتادة على الرضوخ لخطوات عشتار..
بيكاسو، سألها يومها عن عشتار، من هي؟ إنه يعرف فينوس وأفروديت، فمن هي عشتار؟ نازك شرحت له وهي معتزة بكامل عريها، وقد جعلها تجلس لتشبه امرأة من الميثولوجيا الاغريقية اسمها ليدا، شرحت له أن عشتار هي جدة فينوس وأفروديت، انها ربّة الجمال في الشرق.
وبعدها سألته عن ليدا، شرح لها انها امرأة اعجبت كبير آلهة الاولمب زوس، وكانت زوجة ملك، فلم يكن بوسعه الاقتراب منها إلا متنكرا فجاءها بهيئة بجعة هاربة من صقر وفتحت ليدا ذراعيها للبجعة الخائفة وحين تأكد زوس انه بين ذراعيها ومتحكما بها، برز بهيئته الحقيقية وضاجع ليدا المذهولة وأنجبت منه اربعة تواءم. بينهم فتاة نادرة الحسن لم يعرف التاريخ أجمل منها اسمها هيلين و حينما كبرت تسببت بحرب بين الاغريق ومملكة اسمها طروادة.
- كيف؟ سألت نازك.
- لانها خانت زوجها الذي كان احد ملوك الاغريق، وفرّت مع ابن ملك طروادة. وبسببها بادت تلك المملكة.
نازك تسال بيكاسو :
- واوووو كم اتمنى ان أتسبب بهلاك مملكة ... و .. وماذا حدث لهيلين الجميلة ؟
- هههه عادت على متن احدى سفن الاغريق معززة مكرمة.
- الم ينتقم منها زوجها ؟
- الجميلات لا ينتقم منهن أحدا يا حلوتي.. هيلين عقب عشر سنوات من الفراق عندما تواجهت مع زوجها وبيده الخنجر الذي ادخره كل تلك السنوات ليقتلها فيه.. فكّت إزارها وكشفت عن ثديين مشرئبين.. وسامحها الملك المغدور.
- أنتم الرجال تعشقون المرأة الخؤون ؟
- لم أعرف امرأة مخلصة إلا وكانت مملة.
- حتى لو كانت جميلة ؟ اممممم.. الجمال أمر يتناقض مع الوفاء ؟ !
- امممممم. . يتمتم الرسام المنهمك بالرسم، وتنقيل بصره بين المرأة العارية أمامه وقماشة اللوحة.
نازك تقول :
- اذن لولا الجميلات لكان التاريخ سمجا وسخيفا وذكوريا ؟ !.
يرفع بصره نحوها وكأنه يراها للمرة الاولى مع تحديقة مركزة وحارقة يقول لها بحسم :
- المرأة الجميلة تحرك الارتياب الدفين، في صميم قلوب كل الرجال، احذري ان تدفعي رجل تحبينه للشك بك.
- وإذا لم أحبه؟ !
- ههه اذن افعلي فيه ماشئتِ.
ا
التعليق
لينا هويان الحسن
كاتبة وروائية سورية- مقيمة في بيروت- تعمل في الصحافة اللبنانية.
سبق وأن صدر لها عدة أعمال روائية أهمها : رواية بنات نعش التي صدرت في طبعتها الثالثة عام 2008 عن دار ممدوح عدوان. ورواية سلطانات الرمل صدر في 2009 وفي 2010 طبعة ثانية عن دار ممدوح عدوان.
لها مجموعة شعرية بعنوان " نمور صريحة" صدرت في 2011 عن وزارة الثقافة-دمشق.
وحديثا صدر كتاب توثيقي عن أهم رجالات البادية السورية بعنوان "رجال وقبائل" عن وزارة الثقافة دمشق.
نازك خانم صدرت عن دار ضفاف في بيروت و منشورات الإختلاف في الجزائر
linahawyanal@yahoo.com
لابد أن هنالك، بين الدمشقيين من يتذكر أو سمع بنازك خانم أو كما سماها الفرنسيون، "نازيك هانوم" الجميلة التي جلست عارية أمام بيكاسو في مرسمه في شارع دوغراند أوغسطين بباريس، وكانت ضمن العارضات العشر الأوائل الذين ألبسهن ايف سان لوران بدلة السموكينغ لأول مرة بالتاريخ. وأول امرأة ارتدت البكيني في مسابح دمشق. وقادت سيارتها بلباس رياضة التنس. وكانت لها هذه الحكاية.
(.. لحياةِ راعٍ بمثل هذا الجمال، لابد من ذئاب. )
ريلكه
"البعض يجن من السعادة، والبعض الآخر يجن من التعاسة، والبعض يجن من الجمال.. انتبهي من جمالك يا نازيك هانوم.."
حتى جاءت اللحظة الأخيرة فهمت نازك سرّ تلك العبارة التي همس لها بها يوما مجيب شان. لكن، كان الآوان قد فات للفهم، كان الأوان للموت.
ينبغي لظلّها أن ينداح وراء جمالها الفاني، كل البشر فانون لكن الجمال سريع كغزالة وهو يجتاز العتبات القليلة نحو الزوال.. ما أجملها " نازك " خانم.
تمرّ نازك الجميلة والنساء يتهامسن " ستشيخ ". . لا أمل بقتل جمالها إلا بالتمني.
عادت إلى دمشق وقد بلغت التاسعة والثلاثين من عمرها.
نساء دمشق لم تترك إشاعة إلا واخترعنها، وركّبن لها الأجنحة وطيرّنها في سماء المدينة وذلك زاد من بريق نازك في عيون الرجال، فالنساء دائما يكررن الخطأ ذاته، حين يعمدن إلى تشوية سمعة امرأة جميلة، فيحدث العكس وتزيد الهالة حولها..
إنها بالفعل " نازك " مضيئة، لامعة، اسم على مسمى، شهاب نزل من السماء، ووصلها بسلام، لم يحترق كبقية الشهب لهذا من حقه البقاء، واشعال نار الغيرة، والفتنة والحب
نازك لم تكترث بشيء مما يقال حولها، فهي تعتنق حكمتها الخاصة جدا، وقليلا ما نعثر او نسمع بمن يمكن ان يفكر بتلك الطريقة التي تتلخص بقول نازك : " اهم ما يمكننا ان نفعله في هذه الحياة إشعال اقصى ما يمكننا من حرائق الحسد والغيرة والنقمة." وكانت تردد وهي ترتدي البيكيني في مسبح بردى بدمشق : " لا انام براحة اذا ما مرّ يوم دون ان أسبب ألما لأحد. "
هل حقا أن نازك خانم جلست كموديل عارية أمام بيكاسو ؟ من هو بيكاسو؟ الرجال المثقفين قالوا انه فنان اسباني يرسم النساء بالمكعبات.
شبلي بيك، وحده كذّب الاشاعة وقال جازما : - لا، لايمكن أن يرسم بيكاسو وجه نازك، لأن بيكاسو يحب وجوه النساء الحزينات، ولايمكن ان يرسم وجها فرحا وواثقا مثل وجه نازك المشتعل.
لكن نجوان بيك، خالفه بقوله :
- "ماذا عن جسدها ؟.. إنه فرصة ذهبية ليرسم بيكاسو مكعبات ممتلئة وشهية ".
. شبلي بك، يضحك وهل يمكن للمكعب ان يكون شهيّا ؟ اذا كان جزءا من هندسة نازك الجميلة لابد سيكون مسكرا ومدوخا سيكون اكثر من شهيّا.
كلما حضرت نازك خانم حفلة في إحدى فيلات اقاربها من الطبقة الارستقراطية في دمشق ستخمن أن غالب الحديث سيدور عنها.
اذا كانت الدعوة في إحدى فيلات بلودان فان نازك ستقود سيارتها الفورد السوداء المكشوفة، وتركن سيارتها عقب بضع فرامات متتالية، وتنزل منها وهي توظب تنورتها القصيرة وتنتعل حذاء بكعب عالي قرب السيارة. ولأن الجميع يعرف عادتها تلك، سيكون كل الرجال على الشرفة بانتظار وصول نازك المدوي، فليس كل البشر يبلغون مكان ما. . بذات الطريقة، ونازك لها طريقتها." الفضائحية أو المسعورة " كما كانت كل النساء على تسميتها.
نازك ستصل وستنزل من السيارة وهي حافية، سترمي حذائها أمامها.. وتدخله برجليها على مرأى الكل. وطبعا ستنحني وسيبرز صدرها وتتسع عيون الرجال، وستظل صورة سيقانها اللاهية في ذهن كل الساهرين.
كانت ملفتة مثل فضيحة صافية تمشي على قدمين..
نازك الجريئة التي ترتدي الميني جوب، وتشرب الويسكي دون أن تبدو عليها علائم السكر كانت تعرف انها كائن جميل جدا، لهذا غير مرغوب بوجوده. طبعا من قِبَل النساء.
عندما عادت الى دمشق، كانت قد صبغت شعرها حديثا بالأشقر، وكشفت عن مفاتن جسد مشدود العضلات ملوح قليلا بالشمس، غريماتها بررن سرّ محافظتها على رشاقتها أنها لم تنجب أولادا.. مهما تكلمن عنها كانت نازك تعود لأول مرة إلى دمشق عقب عشرين عاما، تسبقها اشاعات شتى ومذهلة عنها.
كان البعض يمرر قصاصات من الصحف الفرنسية تظهر بها فتاة شابة تشبهها كثيرا تعرض أزياء مختلفة في بعضها ترتدي الفرو وبعض الصور ترتدي لباس البحر.
وهنالك صورا تبدو فيها شبه عارية تحمل فيها حقيبة من جلد التمساح..
مع ازدياد الاشاعات زاد سحرها بنظر الرجال. وأصبحت شبيهة بريجيت باردو، القادمة من باريس.. وكلما مرت تهامس الرجال حولها بخفوت " وخلق الله المرأة ".
نازك كانت قد حضرت الفيلم الذي حمل هذا العنوان " وخلق الله المرأة " مع حبيبها وزميلها في السوربون "مارك".
الفرق بينها وبين بريجيت باردو أنها لم تتمختر حافية القدمين على شاطئ البحر أمام الدمشقيين.
لكن ذلك لم يكن ضروريا فالدقيقة أو الدقيقتن اللتين تقضيهما حافية عند باب سيارتها كافية، فالرجال مفتونين بها. فقط، كان عليها أن تختار أي رجل يمكن أن يستهوي ذائقتها، يمكنها أن تختار عازبا أو متزوجا أو مطلقا أو أرملا، كل الرجال طوع بنانها.
نازك كانت تردد بجرأة في المجتمع الدمشقي، إن امرأة القرن العشرين، كالعبقرية : أي نتيجة حاسمة نهائية لجهد تمت مراكمته خلال قرون طويلة. مشت على كل التفاح، بأرجل من الطمع بكل الرمال المعتادة على الرضوخ لخطوات عشتار..
بيكاسو، سألها يومها عن عشتار، من هي؟ إنه يعرف فينوس وأفروديت، فمن هي عشتار؟ نازك شرحت له وهي معتزة بكامل عريها، وقد جعلها تجلس لتشبه امرأة من الميثولوجيا الاغريقية اسمها ليدا، شرحت له أن عشتار هي جدة فينوس وأفروديت، انها ربّة الجمال في الشرق.
وبعدها سألته عن ليدا، شرح لها انها امرأة اعجبت كبير آلهة الاولمب زوس، وكانت زوجة ملك، فلم يكن بوسعه الاقتراب منها إلا متنكرا فجاءها بهيئة بجعة هاربة من صقر وفتحت ليدا ذراعيها للبجعة الخائفة وحين تأكد زوس انه بين ذراعيها ومتحكما بها، برز بهيئته الحقيقية وضاجع ليدا المذهولة وأنجبت منه اربعة تواءم. بينهم فتاة نادرة الحسن لم يعرف التاريخ أجمل منها اسمها هيلين و حينما كبرت تسببت بحرب بين الاغريق ومملكة اسمها طروادة.
- كيف؟ سألت نازك.
- لانها خانت زوجها الذي كان احد ملوك الاغريق، وفرّت مع ابن ملك طروادة. وبسببها بادت تلك المملكة.
نازك تسال بيكاسو :
- واوووو كم اتمنى ان أتسبب بهلاك مملكة ... و .. وماذا حدث لهيلين الجميلة ؟
- هههه عادت على متن احدى سفن الاغريق معززة مكرمة.
- الم ينتقم منها زوجها ؟
- الجميلات لا ينتقم منهن أحدا يا حلوتي.. هيلين عقب عشر سنوات من الفراق عندما تواجهت مع زوجها وبيده الخنجر الذي ادخره كل تلك السنوات ليقتلها فيه.. فكّت إزارها وكشفت عن ثديين مشرئبين.. وسامحها الملك المغدور.
- أنتم الرجال تعشقون المرأة الخؤون ؟
- لم أعرف امرأة مخلصة إلا وكانت مملة.
- حتى لو كانت جميلة ؟ اممممم.. الجمال أمر يتناقض مع الوفاء ؟ !
- امممممم. . يتمتم الرسام المنهمك بالرسم، وتنقيل بصره بين المرأة العارية أمامه وقماشة اللوحة.
نازك تقول :
- اذن لولا الجميلات لكان التاريخ سمجا وسخيفا وذكوريا ؟ !.
يرفع بصره نحوها وكأنه يراها للمرة الاولى مع تحديقة مركزة وحارقة يقول لها بحسم :
- المرأة الجميلة تحرك الارتياب الدفين، في صميم قلوب كل الرجال، احذري ان تدفعي رجل تحبينه للشك بك.
- وإذا لم أحبه؟ !
- ههه اذن افعلي فيه ماشئتِ.
ا
التعليق
لينا هويان الحسن
كاتبة وروائية سورية- مقيمة في بيروت- تعمل في الصحافة اللبنانية.
سبق وأن صدر لها عدة أعمال روائية أهمها : رواية بنات نعش التي صدرت في طبعتها الثالثة عام 2008 عن دار ممدوح عدوان. ورواية سلطانات الرمل صدر في 2009 وفي 2010 طبعة ثانية عن دار ممدوح عدوان.
لها مجموعة شعرية بعنوان " نمور صريحة" صدرت في 2011 عن وزارة الثقافة-دمشق.
وحديثا صدر كتاب توثيقي عن أهم رجالات البادية السورية بعنوان "رجال وقبائل" عن وزارة الثقافة دمشق.
نازك خانم صدرت عن دار ضفاف في بيروت و منشورات الإختلاف في الجزائر
linahawyanal@yahoo.com