سرديات عودة
من أنا من الحجاب؟ (السبت 3 ت1 2009)
التعليق بقلم فضيلة الفاروق
نشر المقال على صفحة" سافرات و نفتخر" على الفايس بوك، و يمكن لأي قارئ أن يعطي رأيه لكن بطريقة مقنعة لأن المقال مرفق بأحاديث لعلماء مسلمين، و أدلة تاريخية.
انا امرأة, ادرك ان الله تعالى خلقنى كذلك لحكمة لا يعلمها الاهو. اجده سبحانه خلقنى برأس تنقسم الى قسمين اساسيين من حيث الشكل : وجه وشعر
وجهى به ملامحى التى اواجه بها المجتمع كل يوم. فيرانى الناس ويعرفون عما اتكلم وماذا اقول ولماذا من خلال تعبيرات الغضب او السعادة او النفور او الملل .... الخ
شعرى هو ما خلقه الله لى حول وجهى ليساعد فى ابراز ملامحى وشخصيتى واحيانا كثيرة حالتى المزاجية , بالطبع عندما اقوم بتسريح شعرى اهتم بان تناسب التسريحة شكلى وتكون لائقة ومتسقة مع ملامح وجهى ولا تقبحنى. (على فكرة جميع المحجبات عندما سألتهن اجابونى بانهن يستخدمن الايشارب بنفس المنطق الذى اسرح به شعرى بمعنى انهن يكن حريصات على ان تناسب التسريحة شكلهن وتكون لائقة ومتسقة مع ملامح وجههن ولا تقبحهن بمعنى ان الايشارب يقوم بالنسبة لهن بنفس وظيفة الشعر الطبيعى).
بداية علاقتى بالحجاب كانت فى الجامعة عندما بدات الطالبات من حولى بل وصديقاتى واحدة بعد اخرى ترتدين الحجاب وتدعون لى بالهداية. كانت لى رؤيتى وقناعتى التى اكتفيت بان عرضتها عليهن مرة ثم ناقشتهن مرة ثم قلت لنفسى
. كل واحد حر فى رأيه و ربنا رب قلوب وهكذا...
لم اشعر بخطورة ذلك الا بعد سنوات. عندما اكتشفت ان اتتشار الرأى الذى يروج لفرضية الحجاب لا علاقة له لا بحرية الرأى او بعبادة الله.
انما هى بوابة لدخول ولسيطرة الفكر الاسلامى المتشدد و الوهابى بالتحديد. بدأنا نسمع عن الفنانات اللاتى يتركن الفن ويتحجبن ويقمن بلفة كاملة على الجرائد والمجلات ثم الفضائيات ليروين كيف ظهر لهن الرسول فى المنام يغطيهن ويحجبهن.
وبدأنا نرى اموال تنفق لاستقطاب شيوخ منابر موهوبين ينفق عليهم بسخاء لمساجد الطبقات الفقيرة او الراقية يستدرجون الارواح الحائرة فى مجتمعنا الهش يقدمون ويصفون لهم طريقا اسهل واضمن للجنة . ثم يتحولون الى دعاة يدعون,, وللعجب,, مسلمين الى الاسلام الذى يبدأ بان تغطى المرأة رأسها وان يحرص الرجل على غطاء رأس زوجته وابنته وامه (لان كثيرا من الامهات لم يكن محجبات وقتها) كحرصه على حياته. طريق سهل وبسيط للوصول الى الله لن يكلف المسلمبن الا قروشا قليله هي ثمن ايشارب يلف حول الشعر.
بدأنا نرى شبابا وشابات يدعون بعضهم بعضا لحضور دروس دينية فى المنازل باغراءات متعددة فالفقيرة يعدونها بمساعدات والتى تريد ان تتزوج يعدونها بعريس وهكذا
تحضرنى ذكرى فى اواخر الثمانينات وانا فى الثامنة عشر من عمرى ان كنت اصلى الجمعة مع صديقة لى بجامع الحسين الذى اعشق هواؤه , و عند خروجنا من باب مصلى النساء وجدنا قى انتظارنا مجموعة من الشباب الوسيم الهادئ الذى يعطينا ورق مطبوع عليه مواعيد الدروس التى تشرح لنا فرضية الحجاب. واقترب منا احد هؤلاء الشباب وكان شديد الوسامة والرقة والبلاغة فى الحديث حتى ابديت انا و صديقتى اعجابنا الشديد به . مما لفت نظرى الى بديهية غريبة وهى لماذا وعلى باب النساء يرصون شبابا زى الورد لنشر دعوة الاسلام؟ لماذا لا يرصون شابات او نساء مثلا؟ بالطبع الاغراء سيكون اضعف كثيرا. اذا لقد كانت سياسة لها اهداف ووسائل محددة سلفا.
ما اريد قوله هو انه عندما نوافق على اضافة فرض الى فروض الله فهذا ليس من الاسلام فى شئ. الحجاب ليس فريضة الا وفقا لبعض التفاسيروليس كلها لذلك لا يمكن مساواته ببقية الفرائض كالصلاة مثلا التى لا يوجد تفسير واحد يلغى او حتى يناقش فرضيتها.
اقناع عموم المسلمين بأن الحجاب فرض جاء لنشر فكر محدد يكون نواة لاستعمار ثقافى وفكرى يعتقد الوهابيون انهم الاحق به لمجرد انهم ولدوا فى بلاد الرسول عليه السلام. والايام اثبتت ذلك , فانا الان لا استطيع ان اتنصل من مسئوليتى عن عدم مواجهة هذا الفكر منذ الثمانينات بالجدية اللازمة. ومحتمعنا اليوم الذى اصبح يسيطر عليه هؤلاء هو المجتمع الذى يضطهدنى فى كل مكان ويسمينى مرة بالسافرة ومرة بالعاصية. بينما هم اعطوا عقولهم وارواحهم لاناس لو فى يوم ملكوا حكمنا لصارت دنيانا اكثر ويلا وسوادا.
لذلك فانا ومنذ 4 سنوات قررت ان يكون لى دور فى مواجهة هؤلاء. ولاننى فرد وسط ملايين ولاننى لا اتسلح باموال الخليج ولا فضائيات العرب. فانا لاملك الاشيئين:
اولا ان اربى اولادى جيدا واحاول جاهدة ان اسمعهم دائما الرأى الاخر الذى اصبح قلما يسمع اليوم
ثانيا ان اتكلم واقول رايى فى اى مكان اتصادف به, انا احاول ان يسمع كل من شاء المولى له ان يصادفنى فى حياته رؤيتى للاسلام ولخطورة الحجاب على امننا بل وعلى اسلامنا. فانا اتحدث مع الشغالة والبقال والبواب وسائق التاكسى وعمتى و زوجات اعمامى وابناء خالاتى واعمامى وصديقاتى وازواجهن . احيانا افكر ان اصعد الى الاتوبيس مثل اصحاب اللحى واتكلم ولكن بصراحة مازالت تنقصنى الجرأة والوقت لذلك. طبعا ما اصادفه يستطيع الجميع تخيله بسهولة فهناك من يتهمنى بالكفر ومن يدعو لى بالهداية ومن يأمر بناته بعدم التحدث معى ولا حتى السلام على.
لهذا عندما بدأت التعرف على ال facebook وصادفت الجروبات التى تعتبر ضد الحجاب اشتركت وانضممت اليهم حتى اشعر بالونس بهم وبينهم. ليس موقفى من الحجاب نفسى ولا عند ولا كبر انما هو موقف ام مسلمة مصرية نادمة على انها اخذت موقف المتفرجين لسنوات وسنوات وانشغلت بحياتها الشخصية عن مجتمعها ودينها.
هذا عن نفسى , اتمنى ان اسمع من الاخرين.
وجهى به ملامحى التى اواجه بها المجتمع كل يوم. فيرانى الناس ويعرفون عما اتكلم وماذا اقول ولماذا من خلال تعبيرات الغضب او السعادة او النفور او الملل .... الخ
شعرى هو ما خلقه الله لى حول وجهى ليساعد فى ابراز ملامحى وشخصيتى واحيانا كثيرة حالتى المزاجية , بالطبع عندما اقوم بتسريح شعرى اهتم بان تناسب التسريحة شكلى وتكون لائقة ومتسقة مع ملامح وجهى ولا تقبحنى. (على فكرة جميع المحجبات عندما سألتهن اجابونى بانهن يستخدمن الايشارب بنفس المنطق الذى اسرح به شعرى بمعنى انهن يكن حريصات على ان تناسب التسريحة شكلهن وتكون لائقة ومتسقة مع ملامح وجههن ولا تقبحهن بمعنى ان الايشارب يقوم بالنسبة لهن بنفس وظيفة الشعر الطبيعى).
بداية علاقتى بالحجاب كانت فى الجامعة عندما بدات الطالبات من حولى بل وصديقاتى واحدة بعد اخرى ترتدين الحجاب وتدعون لى بالهداية. كانت لى رؤيتى وقناعتى التى اكتفيت بان عرضتها عليهن مرة ثم ناقشتهن مرة ثم قلت لنفسى
. كل واحد حر فى رأيه و ربنا رب قلوب وهكذا...
لم اشعر بخطورة ذلك الا بعد سنوات. عندما اكتشفت ان اتتشار الرأى الذى يروج لفرضية الحجاب لا علاقة له لا بحرية الرأى او بعبادة الله.
انما هى بوابة لدخول ولسيطرة الفكر الاسلامى المتشدد و الوهابى بالتحديد. بدأنا نسمع عن الفنانات اللاتى يتركن الفن ويتحجبن ويقمن بلفة كاملة على الجرائد والمجلات ثم الفضائيات ليروين كيف ظهر لهن الرسول فى المنام يغطيهن ويحجبهن.
وبدأنا نرى اموال تنفق لاستقطاب شيوخ منابر موهوبين ينفق عليهم بسخاء لمساجد الطبقات الفقيرة او الراقية يستدرجون الارواح الحائرة فى مجتمعنا الهش يقدمون ويصفون لهم طريقا اسهل واضمن للجنة . ثم يتحولون الى دعاة يدعون,, وللعجب,, مسلمين الى الاسلام الذى يبدأ بان تغطى المرأة رأسها وان يحرص الرجل على غطاء رأس زوجته وابنته وامه (لان كثيرا من الامهات لم يكن محجبات وقتها) كحرصه على حياته. طريق سهل وبسيط للوصول الى الله لن يكلف المسلمبن الا قروشا قليله هي ثمن ايشارب يلف حول الشعر.
بدأنا نرى شبابا وشابات يدعون بعضهم بعضا لحضور دروس دينية فى المنازل باغراءات متعددة فالفقيرة يعدونها بمساعدات والتى تريد ان تتزوج يعدونها بعريس وهكذا
تحضرنى ذكرى فى اواخر الثمانينات وانا فى الثامنة عشر من عمرى ان كنت اصلى الجمعة مع صديقة لى بجامع الحسين الذى اعشق هواؤه , و عند خروجنا من باب مصلى النساء وجدنا قى انتظارنا مجموعة من الشباب الوسيم الهادئ الذى يعطينا ورق مطبوع عليه مواعيد الدروس التى تشرح لنا فرضية الحجاب. واقترب منا احد هؤلاء الشباب وكان شديد الوسامة والرقة والبلاغة فى الحديث حتى ابديت انا و صديقتى اعجابنا الشديد به . مما لفت نظرى الى بديهية غريبة وهى لماذا وعلى باب النساء يرصون شبابا زى الورد لنشر دعوة الاسلام؟ لماذا لا يرصون شابات او نساء مثلا؟ بالطبع الاغراء سيكون اضعف كثيرا. اذا لقد كانت سياسة لها اهداف ووسائل محددة سلفا.
ما اريد قوله هو انه عندما نوافق على اضافة فرض الى فروض الله فهذا ليس من الاسلام فى شئ. الحجاب ليس فريضة الا وفقا لبعض التفاسيروليس كلها لذلك لا يمكن مساواته ببقية الفرائض كالصلاة مثلا التى لا يوجد تفسير واحد يلغى او حتى يناقش فرضيتها.
اقناع عموم المسلمين بأن الحجاب فرض جاء لنشر فكر محدد يكون نواة لاستعمار ثقافى وفكرى يعتقد الوهابيون انهم الاحق به لمجرد انهم ولدوا فى بلاد الرسول عليه السلام. والايام اثبتت ذلك , فانا الان لا استطيع ان اتنصل من مسئوليتى عن عدم مواجهة هذا الفكر منذ الثمانينات بالجدية اللازمة. ومحتمعنا اليوم الذى اصبح يسيطر عليه هؤلاء هو المجتمع الذى يضطهدنى فى كل مكان ويسمينى مرة بالسافرة ومرة بالعاصية. بينما هم اعطوا عقولهم وارواحهم لاناس لو فى يوم ملكوا حكمنا لصارت دنيانا اكثر ويلا وسوادا.
لذلك فانا ومنذ 4 سنوات قررت ان يكون لى دور فى مواجهة هؤلاء. ولاننى فرد وسط ملايين ولاننى لا اتسلح باموال الخليج ولا فضائيات العرب. فانا لاملك الاشيئين:
اولا ان اربى اولادى جيدا واحاول جاهدة ان اسمعهم دائما الرأى الاخر الذى اصبح قلما يسمع اليوم
ثانيا ان اتكلم واقول رايى فى اى مكان اتصادف به, انا احاول ان يسمع كل من شاء المولى له ان يصادفنى فى حياته رؤيتى للاسلام ولخطورة الحجاب على امننا بل وعلى اسلامنا. فانا اتحدث مع الشغالة والبقال والبواب وسائق التاكسى وعمتى و زوجات اعمامى وابناء خالاتى واعمامى وصديقاتى وازواجهن . احيانا افكر ان اصعد الى الاتوبيس مثل اصحاب اللحى واتكلم ولكن بصراحة مازالت تنقصنى الجرأة والوقت لذلك. طبعا ما اصادفه يستطيع الجميع تخيله بسهولة فهناك من يتهمنى بالكفر ومن يدعو لى بالهداية ومن يأمر بناته بعدم التحدث معى ولا حتى السلام على.
لهذا عندما بدأت التعرف على ال facebook وصادفت الجروبات التى تعتبر ضد الحجاب اشتركت وانضممت اليهم حتى اشعر بالونس بهم وبينهم. ليس موقفى من الحجاب نفسى ولا عند ولا كبر انما هو موقف ام مسلمة مصرية نادمة على انها اخذت موقف المتفرجين لسنوات وسنوات وانشغلت بحياتها الشخصية عن مجتمعها ودينها.
هذا عن نفسى , اتمنى ان اسمع من الاخرين.
نهى فتحي
القاهرة
التعليق بقلم فضيلة الفاروق
نشر المقال على صفحة" سافرات و نفتخر" على الفايس بوك، و يمكن لأي قارئ أن يعطي رأيه لكن بطريقة مقنعة لأن المقال مرفق بأحاديث لعلماء مسلمين، و أدلة تاريخية.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 FaMoh.Com
تم تصميم الموقع من قبل نيلى ريم بن مهدي و مريم مهنا
تم تصميم الموقع من قبل نيلى ريم بن مهدي و مريم مهنا