سرديات عودة
حي الفقراء ، قصة قصيرة للكاتبة الجزائرية جنات بومنجل (الأحد 14 نيسان 2013)
أضاع بابا نويل كيس هداياه في ليلة الميلاد ، فراح يبحث عنه في المنازل المجاورة ويطل من شرفات الفلل الفاخرة لعل طفلا شقيا خطفه وفرّ به، وحين عجز عن إيجاده، دلف إلى الغابة المؤدية إلى حي الفقراء .. جلس تحت شجرة التوت العملاقة، وراح يحدق من بعيد بالفتيات وهن يصنعن دمى قطنية بيضاء ..يخطن لها من بقايا قماش فاض عن خيّاطة الحي فساتين وتنانير وقبعات ملونة ، وصبايا تترنح الضفائر السود قريبا من أكمام أثوابهن ..حين تتقافز الحجرات الخمس فوق أيديهن كما حمائم تنقر الحب في وداعة ولطف ، ..نظر إلى يساره فرأى أطفالا يصنعون من جواربهم القديمة كرات ترتفع إلى السماء .. تتبادلها الأقدام وتطاردها العيون بهجة أو صخبا مع كل هدف يضعه هذا الفريق أو ذاك في شباك الخصم، وأحصنة خشبية يركض عليها البعض الآخر، ممتطين براءاتهم وهم يفرون نحو الأفق .. وغير بعيد عنهم كانت نظراته تعلو و تهبط مع حركة غصن اللوز الذي يكاد يفر من جذع شجرة تصنع بهجة الواقفين تحت ظلها منتظرين دورهم في أرجوجة الحبل ..يغمضون أعينهم لحظة اندفاعم إلى أعلى ،، حالمين ، مبتسمين .
أطال بابا نويل جلوسه بين صرخاتهم وقهقهاتهم.. بين فرحهم وسبابهم .. فغط في نوم عميق .. ليصحو في العام الجديد.
* عرفت جنات بومنجل كشاعرة، و لها رصيد كبير من القصائد الجميلة جدا، و هي إعلامية أيضا تقيم في أبوظبي
التعليق
أضاع بابا نويل كيس هداياه في ليلة الميلاد ، فراح يبحث عنه في المنازل المجاورة ويطل من شرفات الفلل الفاخرة لعل طفلا شقيا خطفه وفرّ به، وحين عجز عن إيجاده، دلف إلى الغابة المؤدية إلى حي الفقراء .. جلس تحت شجرة التوت العملاقة، وراح يحدق من بعيد بالفتيات وهن يصنعن دمى قطنية بيضاء ..يخطن لها من بقايا قماش فاض عن خيّاطة الحي فساتين وتنانير وقبعات ملونة ، وصبايا تترنح الضفائر السود قريبا من أكمام أثوابهن ..حين تتقافز الحجرات الخمس فوق أيديهن كما حمائم تنقر الحب في وداعة ولطف ، ..نظر إلى يساره فرأى أطفالا يصنعون من جواربهم القديمة كرات ترتفع إلى السماء .. تتبادلها الأقدام وتطاردها العيون بهجة أو صخبا مع كل هدف يضعه هذا الفريق أو ذاك في شباك الخصم، وأحصنة خشبية يركض عليها البعض الآخر، ممتطين براءاتهم وهم يفرون نحو الأفق .. وغير بعيد عنهم كانت نظراته تعلو و تهبط مع حركة غصن اللوز الذي يكاد يفر من جذع شجرة تصنع بهجة الواقفين تحت ظلها منتظرين دورهم في أرجوجة الحبل ..يغمضون أعينهم لحظة اندفاعم إلى أعلى ،، حالمين ، مبتسمين .
أطال بابا نويل جلوسه بين صرخاتهم وقهقهاتهم.. بين فرحهم وسبابهم .. فغط في نوم عميق .. ليصحو في العام الجديد.
* عرفت جنات بومنجل كشاعرة، و لها رصيد كبير من القصائد الجميلة جدا، و هي إعلامية أيضا تقيم في أبوظبي
التعليق