سرديات عودة
سمير قسيمي في أخطر نصوصه ....فصل من روايته " كتاب المُشاء" (الإثنين 8 نيسان 2013)
هذا ما أملاه عليّ السرّ الأعظم، المقدس لروحه المقدس بروحه بما جرى عليه لسان آخر أوعيته الوافد بن عباد، في آخر أصبع من يد ثالث بدر من عام 700 من ميلاد يسوع. وكان قد قُدّر لي بحول الله أن كتبت أحاديثه فينا معلما لثلاثتنا أنا وزمردك وأكيلا. فلما انتهى الصاحب من حديث النهاية أجهر لصاحبيّ أن انصرفا، فانتشرا في الأرض. ثم أمرني أن أبقى معه، فودعت صاحبيّ وأوصيتهما بما نقلت من أحاديث الصاحب خيرا. ونزلت عند صاحبي وسبلت نفسي للصلاة والدعاء بمثل ما علّمني إلى حين أن تأذن له المشيئة بالبوح. وكنت قد قلت له بلسان العجلة: ما أكتب قدّس الله روحك؟. قال: ما شاء لنا الحق أن نكتب. قلت: وما يكون؟. قال: لم أحط باسمه ولكن السرّ تكشّف، فنظرت وإذا بإسمه منقوش في صدرك منذ الأزل. وما هي إلا أيام حتى أنزل الحق إسمه على خاطري. وحين أخبرت الصاحب أنه "المُشاء" انفرجت سريرته وقال هو ذاك، ثم بكى. قلت: تقدست روحك لروحك ما يبكيك؟. فلم يجب لسانه وخاطرني بما فيه فبكيت. قال: تسبلني خمسين حولا أملي عليك. قلت: رحمك الله، أبقيَ من عمري كل هذا وأنا في السبعين. قال: بل أقل وما تسبلني إذ تسبلني من عمرك. قلت كيف ذاك؟. قال: اعلم يا خلقون أني أوتيت مفاتيح المتى فإذا أجريتها في باب الدهر شق بطن الزمن ودخلت فدخلت معي، فإذا كنا فيه لم يجر علينا الدهر فكأنه يوم أو أقل وهو في الناس ما تسبلني. ثم إذا خرجنا منه بعد خمسين عاما تجد فيه عمرك كاملا لم يبتر الدهر منه إلا يوما. ثم صمتَ وقتا وقام إلى صخرة في المغارة وكتب ثلاثة مفاتيح أنسانيها الحق ودعوة صاحبي.. وعلى مثل ما أملاه عليّ الصاحب دونت "المشاء" ليكون على العالمين السلام.
كتاب المشاء حسب الصاحب الأول
الأخروج الأول
1 في البدء كان الحق ولا شيء معه، فتسمى فكان الله. وفتح الله يمينه فتسمى فكان الفاتح. ثم استوى على العرش والكون عدم وتسمى فكان الملك. ثم خلق القلم وتسمى فكان الخالق. وكتب القلم القدر فتسمى الله القدير. 2 ولما نظر الله في اللوح ورأى الخلق تسمى بما قدّر لنفسه. فإذ هي تسعة وتسعون. ثم نظر في أسمائه ونفخ فيها فإذا هي صفات لذاته، فقبض بعضها بيمينه وقال هذه لجمالي، ثم قبض الأخرى وقال هذه لجلالي. ولأجلهما خلق الله الحب والخوف. ثم خلق الظلمة والنور، ولأجلهما خلق الجنة والنار، ومن النار خلق عزازيل. قال: ما أنا؟ قال الحق: عزازيل أعبدُ خلقي وأحبهم إليّ. فسُرّ عزازيل وقام يطوف على العرش أربعين سنة. وكان الحول إذ ذاك مقدر بحسابه، فلا شمس خلقت ولا قمر.
3 وكان عزرائيل آخر ما خلق الله من ملائكة خلقها لتخافه وتطيع. قال: ما أنا؟. قال: أنت عزرائيل. قال: وما ذاك. قال الحق: ملك الموت. قالت الملائكة: وما الموت؟. قال الحق: ستعلمون.. 4 وبأسماء جماله شكّل آدم من أديم. ثم نفخ فيه من روحه، فإذا ببضع من ذات الله فيه.. 5 وجعل الله آدم في أرض معطاء. ونظر إلى خلقه من البهائم فرأى أنها تسير على أربع، فقدر لآدم أن يسير على اثنين وسماهما قدمين. وقال على هذين تشاء. 6 ثم جرت على آدم في الأرض حياة. وسيره الله إلى جنة فيها أمر الوحش ألا يلج إليها إلا بأمره، غير أن آدم كان يخرج منها شهوة في اللحم فيقتل من بهائم الأرض ويسفك من دمها ويأكل نيئا ويعود إلى جنته. فضحك الله منه وسماه العجول. 7 ثم جرى من عمره ما شاء الله فاستوحش فخلق له الله بإذنه أنثى، قال: كوني له سرجا وأرضا. ولما استحلى ماءها حواها فسماها الله حواء. 8 وجرى من آدم وحواء عدد من السنين وكانت حواء تحبل وتنزل، فلما بلغ أولادها العشرين عددا، أمر الله الوحش أن يدخل الجنة ويأخذوا من ولد آدم ما أخذ من أولاده، حتى لم يعد في الجنة إلا آدم وحواء، فسر الله الأمر وسماه القصاص. 9 ثم نادى الله بالملائكة ليسجدوا لبضعه في آدم، فسجدوا إلا عزازيل أعبد خلق الله، فغضب الحق لأولى المعاصي في ملكوته، وسماها الكبر ولأجلها تسمى الله بالمتكبر. 10 ونظر الحق إلى اللوح فإذا الناس سواد، فمسح عليه بيمينه فبان خلق منهم بنوره وقال هؤلاء يعبدون، ثم مسح فإذا هم الصالحون، ثم مسح فإذا هم الأنبياء ثم مسح فإذا هم أهل الله وإذ ذاك مسح بكلتا يديه وقال: هذا سر روحي، فكان بين خلائق النور خلقا وكأنه الشمس. فسر الله الأمر فتسمى باسمه السري وقال: وبجلالي لا يدعونّني أحد به إلا استجبت.
الأخروج الثاني
1 ولما خلق الله جهنم قالت: يا حق ما أنا. قال: جهنم. قالت: وما ذاك: قال منزل للأشقياء من عبادي. قالت: أتخلقهم على ذلك. قال: بلى وجلالي وعلى طاعتي لكنهم يختارون. قالت: لكنك المقدر القدير. قال والعادل أيضا. وإذ ذاك خلق الله الكلم وقال: به يكفرون وبه يؤمنون. 2وعرز الله الكلم في آدم وحواء فإذا هما يعقلان، وأنساهما ماكانا عليه قبل الكلم، فتوارت البهيمة فيهما حتى نظرا إلى بعضهما بعين الله لم يريا عورة فيهما. فلا اشتهاء ولا اشتباق ولا حب وسماه الله الرضا. وقال الله: بحكمتي لترتديان ما لم تعصيان كسوة من نور لا تهتكها إلا الخطيئة، فإذا أتيتماها أخذت منكما كذا من روحي وجعلت عوضها كذا من روح البهائم ولسوف تريان من بعضكما ما ستر النور بالظلمة. 3 ثم أسكنهما حديقة جنة بما فيها، وقال للأرض انبسطي ما قدرت لك حتى إذا نظرا لم يدركا لجنتهما حدا. وانبسطت الأرض وهي من أهل الكلم خلاء إلا منهما ومن عزازيل. وكان الله قد أخرجه من ملكوت السماء إلى الأرض. وكانت جنة آدم على سفح بسيط من أرض "أرجان"، فسار إليها عزازيل من مهبطه بأردبيل. وكان قبل مهبطه اختلس النظر فرأى بعض ما هو مقدر على اللوح مكتوب. وقال مكتوب أن تعصيا ولأنه مكتوب فقد عصيا وأكلا مما حرم الله عليهما، فإذا بستر النور يهتك بالضلال. 4 ووقف آدم وحواء ينظران بعضهما، فإذا بالرضا ينحل في ماء الشبق. وكان عزازيل جاثما على ركبتيه يراقبهما بشغف. على شفتيه ابتسامة منتصر، وعلى شفتيهما كانت الرغبة تحرق أول الحقول. لهذا ولد، وبهذا وئد، ولأجل ما اقترفاه قتلاه بالنسيان.. هناك حيث لم تكن الكلمات بعد، جعله أبوه آدم في رحم أمه حواء. وتعالى الحق وسماه قبل أن يولد هلابيل. 10 وقال الحق للأرض أر عبديّ بسيطتك، فانحسرت جنتهما فإذا بها واحة تحوطها الفيافي. وقال: تخرجان منها بغضبي وبرحمتي تشيئان حتى إذا بلغتما حيث أشاء تبت عليكما فاشكراني. 11 وسار المتكلمان حتى بلغا "أشروسنة" فنزلا فيها. وكان هلابيل في يد أمه رضيعا ولد بين المنزلين. كرهه أبوه لأنه يذكره بيوم نفي من السماء، ونكرته أمه لأنه ثمرة شهوة خلقها العصيان. ولأنه لم يكن ابن الأرض فتحكمه شريعة والده، ولا ابن السماء فتحكمه شريعة السماء، ظل بينهما منتظرا أن تقرر فيه المشيئة حتى بلغ العشرين دون أن تقرر، وكان إذ ذاك قد أوتي من أبويه إخوة كثر، فكلم أباه أن يزوجه بواحدة من أخواته فأبى عنه، فقد كان ميلاده مفردا من بطن أمه، أما بقية إخوته فقد ولدوا توائم، يزوج الواحد منهم توأمه لأخيه، فكان عليه أن يموت وبذره فيه.
سمير قسيمي روائي و إعلامي جزائري
التعليق
هذا ما أملاه عليّ السرّ الأعظم، المقدس لروحه المقدس بروحه بما جرى عليه لسان آخر أوعيته الوافد بن عباد، في آخر أصبع من يد ثالث بدر من عام 700 من ميلاد يسوع. وكان قد قُدّر لي بحول الله أن كتبت أحاديثه فينا معلما لثلاثتنا أنا وزمردك وأكيلا. فلما انتهى الصاحب من حديث النهاية أجهر لصاحبيّ أن انصرفا، فانتشرا في الأرض. ثم أمرني أن أبقى معه، فودعت صاحبيّ وأوصيتهما بما نقلت من أحاديث الصاحب خيرا. ونزلت عند صاحبي وسبلت نفسي للصلاة والدعاء بمثل ما علّمني إلى حين أن تأذن له المشيئة بالبوح. وكنت قد قلت له بلسان العجلة: ما أكتب قدّس الله روحك؟. قال: ما شاء لنا الحق أن نكتب. قلت: وما يكون؟. قال: لم أحط باسمه ولكن السرّ تكشّف، فنظرت وإذا بإسمه منقوش في صدرك منذ الأزل. وما هي إلا أيام حتى أنزل الحق إسمه على خاطري. وحين أخبرت الصاحب أنه "المُشاء" انفرجت سريرته وقال هو ذاك، ثم بكى. قلت: تقدست روحك لروحك ما يبكيك؟. فلم يجب لسانه وخاطرني بما فيه فبكيت. قال: تسبلني خمسين حولا أملي عليك. قلت: رحمك الله، أبقيَ من عمري كل هذا وأنا في السبعين. قال: بل أقل وما تسبلني إذ تسبلني من عمرك. قلت كيف ذاك؟. قال: اعلم يا خلقون أني أوتيت مفاتيح المتى فإذا أجريتها في باب الدهر شق بطن الزمن ودخلت فدخلت معي، فإذا كنا فيه لم يجر علينا الدهر فكأنه يوم أو أقل وهو في الناس ما تسبلني. ثم إذا خرجنا منه بعد خمسين عاما تجد فيه عمرك كاملا لم يبتر الدهر منه إلا يوما. ثم صمتَ وقتا وقام إلى صخرة في المغارة وكتب ثلاثة مفاتيح أنسانيها الحق ودعوة صاحبي.. وعلى مثل ما أملاه عليّ الصاحب دونت "المشاء" ليكون على العالمين السلام.
كتاب المشاء حسب الصاحب الأول
الأخروج الأول
1 في البدء كان الحق ولا شيء معه، فتسمى فكان الله. وفتح الله يمينه فتسمى فكان الفاتح. ثم استوى على العرش والكون عدم وتسمى فكان الملك. ثم خلق القلم وتسمى فكان الخالق. وكتب القلم القدر فتسمى الله القدير. 2 ولما نظر الله في اللوح ورأى الخلق تسمى بما قدّر لنفسه. فإذ هي تسعة وتسعون. ثم نظر في أسمائه ونفخ فيها فإذا هي صفات لذاته، فقبض بعضها بيمينه وقال هذه لجمالي، ثم قبض الأخرى وقال هذه لجلالي. ولأجلهما خلق الله الحب والخوف. ثم خلق الظلمة والنور، ولأجلهما خلق الجنة والنار، ومن النار خلق عزازيل. قال: ما أنا؟ قال الحق: عزازيل أعبدُ خلقي وأحبهم إليّ. فسُرّ عزازيل وقام يطوف على العرش أربعين سنة. وكان الحول إذ ذاك مقدر بحسابه، فلا شمس خلقت ولا قمر.
3 وكان عزرائيل آخر ما خلق الله من ملائكة خلقها لتخافه وتطيع. قال: ما أنا؟. قال: أنت عزرائيل. قال: وما ذاك. قال الحق: ملك الموت. قالت الملائكة: وما الموت؟. قال الحق: ستعلمون.. 4 وبأسماء جماله شكّل آدم من أديم. ثم نفخ فيه من روحه، فإذا ببضع من ذات الله فيه.. 5 وجعل الله آدم في أرض معطاء. ونظر إلى خلقه من البهائم فرأى أنها تسير على أربع، فقدر لآدم أن يسير على اثنين وسماهما قدمين. وقال على هذين تشاء. 6 ثم جرت على آدم في الأرض حياة. وسيره الله إلى جنة فيها أمر الوحش ألا يلج إليها إلا بأمره، غير أن آدم كان يخرج منها شهوة في اللحم فيقتل من بهائم الأرض ويسفك من دمها ويأكل نيئا ويعود إلى جنته. فضحك الله منه وسماه العجول. 7 ثم جرى من عمره ما شاء الله فاستوحش فخلق له الله بإذنه أنثى، قال: كوني له سرجا وأرضا. ولما استحلى ماءها حواها فسماها الله حواء. 8 وجرى من آدم وحواء عدد من السنين وكانت حواء تحبل وتنزل، فلما بلغ أولادها العشرين عددا، أمر الله الوحش أن يدخل الجنة ويأخذوا من ولد آدم ما أخذ من أولاده، حتى لم يعد في الجنة إلا آدم وحواء، فسر الله الأمر وسماه القصاص. 9 ثم نادى الله بالملائكة ليسجدوا لبضعه في آدم، فسجدوا إلا عزازيل أعبد خلق الله، فغضب الحق لأولى المعاصي في ملكوته، وسماها الكبر ولأجلها تسمى الله بالمتكبر. 10 ونظر الحق إلى اللوح فإذا الناس سواد، فمسح عليه بيمينه فبان خلق منهم بنوره وقال هؤلاء يعبدون، ثم مسح فإذا هم الصالحون، ثم مسح فإذا هم الأنبياء ثم مسح فإذا هم أهل الله وإذ ذاك مسح بكلتا يديه وقال: هذا سر روحي، فكان بين خلائق النور خلقا وكأنه الشمس. فسر الله الأمر فتسمى باسمه السري وقال: وبجلالي لا يدعونّني أحد به إلا استجبت.
الأخروج الثاني
1 ولما خلق الله جهنم قالت: يا حق ما أنا. قال: جهنم. قالت: وما ذاك: قال منزل للأشقياء من عبادي. قالت: أتخلقهم على ذلك. قال: بلى وجلالي وعلى طاعتي لكنهم يختارون. قالت: لكنك المقدر القدير. قال والعادل أيضا. وإذ ذاك خلق الله الكلم وقال: به يكفرون وبه يؤمنون. 2وعرز الله الكلم في آدم وحواء فإذا هما يعقلان، وأنساهما ماكانا عليه قبل الكلم، فتوارت البهيمة فيهما حتى نظرا إلى بعضهما بعين الله لم يريا عورة فيهما. فلا اشتهاء ولا اشتباق ولا حب وسماه الله الرضا. وقال الله: بحكمتي لترتديان ما لم تعصيان كسوة من نور لا تهتكها إلا الخطيئة، فإذا أتيتماها أخذت منكما كذا من روحي وجعلت عوضها كذا من روح البهائم ولسوف تريان من بعضكما ما ستر النور بالظلمة. 3 ثم أسكنهما حديقة جنة بما فيها، وقال للأرض انبسطي ما قدرت لك حتى إذا نظرا لم يدركا لجنتهما حدا. وانبسطت الأرض وهي من أهل الكلم خلاء إلا منهما ومن عزازيل. وكان الله قد أخرجه من ملكوت السماء إلى الأرض. وكانت جنة آدم على سفح بسيط من أرض "أرجان"، فسار إليها عزازيل من مهبطه بأردبيل. وكان قبل مهبطه اختلس النظر فرأى بعض ما هو مقدر على اللوح مكتوب. وقال مكتوب أن تعصيا ولأنه مكتوب فقد عصيا وأكلا مما حرم الله عليهما، فإذا بستر النور يهتك بالضلال. 4 ووقف آدم وحواء ينظران بعضهما، فإذا بالرضا ينحل في ماء الشبق. وكان عزازيل جاثما على ركبتيه يراقبهما بشغف. على شفتيه ابتسامة منتصر، وعلى شفتيهما كانت الرغبة تحرق أول الحقول. لهذا ولد، وبهذا وئد، ولأجل ما اقترفاه قتلاه بالنسيان.. هناك حيث لم تكن الكلمات بعد، جعله أبوه آدم في رحم أمه حواء. وتعالى الحق وسماه قبل أن يولد هلابيل. 10 وقال الحق للأرض أر عبديّ بسيطتك، فانحسرت جنتهما فإذا بها واحة تحوطها الفيافي. وقال: تخرجان منها بغضبي وبرحمتي تشيئان حتى إذا بلغتما حيث أشاء تبت عليكما فاشكراني. 11 وسار المتكلمان حتى بلغا "أشروسنة" فنزلا فيها. وكان هلابيل في يد أمه رضيعا ولد بين المنزلين. كرهه أبوه لأنه يذكره بيوم نفي من السماء، ونكرته أمه لأنه ثمرة شهوة خلقها العصيان. ولأنه لم يكن ابن الأرض فتحكمه شريعة والده، ولا ابن السماء فتحكمه شريعة السماء، ظل بينهما منتظرا أن تقرر فيه المشيئة حتى بلغ العشرين دون أن تقرر، وكان إذ ذاك قد أوتي من أبويه إخوة كثر، فكلم أباه أن يزوجه بواحدة من أخواته فأبى عنه، فقد كان ميلاده مفردا من بطن أمه، أما بقية إخوته فقد ولدوا توائم، يزوج الواحد منهم توأمه لأخيه، فكان عليه أن يموت وبذره فيه.
سمير قسيمي روائي و إعلامي جزائري
التعليق